Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

حقيقة دخول وخروج بنى إسرائيل من مصر

 

 

فى بداية الحديث عن حقيقة دخول وخروج بنى إسرائيل من مصر هناك عدة حقائق لا بد من ذكرها:-

 

كتب د. عبد الرحيم ريحان

 

القاهرة “المسلة”…. أن البعض حين نتحدث عن هذا الموضوع يكون رده لا نقحم الكتب المقدسة فى موضوعات لم نعثر على آثار مؤكدة تؤكد صحتها والرد على ذلك بخصوص الإقحام فإن كل ما كتب عن هذا الموضوع من الجانب الآخر اعتمد على الكتاب المقدس “التوراة” ولم تكتفى بذلك بل جاءت بعلماء وأنفقت عليهم الكثير وخصصت صناديق مالية معروفة لذلك لتأكيد ما جاء فى الروايات التوراتية ومنهم من زور التاريخ وجاء بأدلة وتحليلات علمية مزورة وهذا ما حدث فى كتابة تاريخ فلسطين فقد تم تهويد الأرض العربية بأكاذيب علمية وتحليلات معروف الجهة التى تمولها وبالتالى فنتائجها مضللة وهناك من غلب عليه ضميره مثل الباحثة البريطانية كاثلين كينيون التى فضحت الأكاذيب الإسرائيلية حين قامت بأعمال حفريات بالقدس وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير الإسرائيلية حول وجود آثار لهيكل نبى الله سليمان عليه السلام أسفل المسجد الأقصى ولقد اكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون مبنى إسطبلات سليمان ليس له علاقة بنبى الله سليمان ولا إسطبلات أصلاً بل هو نموذج معمارى لقصر شائع البناء فى عدة مناطق بفلسطين ولقد نشرت هذا فى كتابها (آثار الأرض المقدسة) ومعظم الموسوعات العلمية تمتلئ بهذه الأبحاث المضللة وقد شاهدتها بنفسى فى كبرى المكتبات أثناء دراستى بجامعة أثينا باليونان ومنها المكتبة الأمريكية والبريطانية والفرنسية أكثر من 80% من الأبحاث بهذه الدوريات يدور فى فلك تهويد تاريخ فلسطين وأيضَا تهويد تاريخ سيناء وقد قمت بعمل دراسة علمية لتفنيد الأبحاث الخاصة بتاريخ وآثار سيناء ونشرتها بكتاب ومجلة الإتحاد العام للآثاريين العرب ومنها تهويد تاريخ قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا وتهويد طريق التقديس المسيحى عبر سيناء وإدعاء أنه طريق لليهود .

 

 

النقطة الثانية ان هناك من ينكر أصلًا دخول بنى إسرائيل مصر وبالتالى خروجهم منها وأوضح أن هذا ضد الحقائق القرآنية والآيات الواضحة التى لا تحتاج إلى تفسير عن دخولهم وخروجهم وتيه بنى إسرائيل فهذا مرفوض قلبًا وقالبًا وما يخالف حقائق دينية واضحة لا تقبل الشك فهى مرفوض

القطة الثالثة أن هناك من يرفض الرجوع للكتب المقدسة كمصادر علمية والرد على ذلك أن كل الرسائل العلمية تستعين بالمصادر والمراجع والمصادر مقصود بها الكتب المقدسة والمؤرخين المعاصرين للحدث ومادون ذلك فهى مراجع وبالتالى فالكتب المقدسة مصادر هامة بشرط الاعتماد على مفسرين معروفين والاستعانة بأكثر من فسر ولا تخضع للأهواء الشخصية .

 

 

النقطة الرابعة أن التاريخ المصرى القديم لم يذكر تلك الأحداث إلا فى لوحة مرنبتاح وهى لوحة لا تعنى إسرائيل كشعب بل قبيلة ما أو مجموعة ما بهذا الإسم من خلال المخصص الخاص للكلمة والرد على ذلك أن التاريخ المصرى القديم وهو تاريخ أمجاد وانتصارات وهذه القصة لا تمثل مجد فى التاريخ المصرى القديم وقد حدثت بلاءات لشعب مصرى محددة فى آيات القرآن الكريم نتيجة رفض خروج بنى إسرائيل لذلك فلم يشر التاريخ المصرى لهذا الحدث فى تاريخ مصر القديمة .

 

 

النقطة الخامسة أنه لا يوجد دليل أثرى على محطات خروج بنى إسرائيل فى سيناء حتى الآن والرد على ذلك أن هناك مقارانات من الأحداث التاريخية والكتب المقدسة وتحليل الرحلة بعناصرها يؤكد أماكن بعينها خاصة عيون موسى وجبل موسى وقد تقدمت بمشروع أثرى علمى منذ سنوات بالاشتراك مع أستاذ متخصص فى الاستشعار عن بعد الأستاذ الدكتور صفى الدين متولى الأستاذ بمركز بحوث الصحراء ولديه الأجهزة العلمية التى ستؤكد حقيقة جبل موسى وعيون موسى وكانت تكلفة المشروع منذ ثلاث سنوات تاريخ طرح المشروع إعلاميًا مليون دولار سنحصل بها على نتائج تبهر العالم بأعظم كشف فى تاريخ العالم ولم يستجب أحد من أى جهة لمشروع ثقافى سياحى كان سيحقق مليارات الدولارات لو تم تنفيذه .

 

 

النقطة السادسة وهى من يقول وإحنا مالنا بهذه القصة من الأصل فالقرآن الكريم لم يحدد أماكن بعينها وترك الأمور للحكمة والعظة والرد على ذلك أن قصة خروج بنى إسرائيل تخص كل الأديان كما سيأتى ذكره وأن ترك الموضوع برمته للجانب الآخر يعنى أن كل ما يكتب وينشر فى هذا الموضوع هو حقائق معترف بها ومسلم بها للجانب الآخر والتى تدس سمًا فى العسل لتهويد تاريخ الأرض العربية وهذا ما يعد تقصيرًا كبيرًا من جانب العلماء العرب فى نفس الوقت الذى يدرس فيه الجانب الآخر ثقافتك ولغتك ودينك وأنت تخشى من الاقتراب من تعلم اللغة العبرية ودراسة تاريخ بنى إسرائيل والذى هو جزء لا يتجزء من تاريخ الأديان فى منطقة الشرق.

 

 

النقطة السابعة أن ما ينشر من الجانب الآخر وتبثه وكالات الأنباء العالمية وتنقل عنها المواقع العربية من أبحاث جديدة فى هذا المجال يخرج عن دوائر علمية معروف اتجاهاتها وقد قمت بالرد على كل ما نشر بخصوص جبل موسى وإدعاء أنه بالنقب بفلسطين مرة وبعدة ادعاءات تبعد وجودالجبل فى سيناء أو حتى فى موقعه الحالى بسيناء وتم الرد عليها فى وقتها وأحدثها ادعاء بعض الباحثين بأن خروج بنى إسرائيل كان من خليج العقبة عند مدينة نويبع حاليًا وجاء بصور لا يعرفها البعض موهمًا أنها آثار هذه الرحلة وبالتدقيق فيما يدعيه اتضح أنه يضع عمودًا مشهورًا فى نويبع قرب وادى وتير وهو عمود حديث غير أثرى وحديث ولقد سألنى العديد من المرشدين السياحيين بسيناء عن أثرية هذا العمود وتم الرد عليهم أنه غير أثرى كما اعتمد الباحث المزور على تصوير أثر شهير بنويبع وهى النقطة العسكرية المتقدمة بمنطقة الترابين المسجلة أثر ويعود تاريخها إلى عام 1893م وهى أقدم نقطة بوليس فى سيناء وهكذا يستمر مسلسل الأكاذيب.

 

 

النقطة الثامنة أن قصة بنى إسرائيل لها مكانة فى كل الأديان فقد أقسم سبحانه وتعالى فى سورة التين بالتين والزيتون والمقصود بها أرض القدس وطور سينين وهو جبل الطور بسيناء والبلد الأمين وهى مكة المكرمة وبنيت الأديرة والكنائس المسيحية بسيناء منذ القرن الرابع الميلادى فى المواقع التى مر بها بنى إسرائيل حيث بنت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة العليقة المقدسة فى القرن الرابع الميلادى فى أحضان شجرة العليقة وجاء الإمبراطور جستنيان ليبنى أشهر أديرة العالم وهو دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى والذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى نتيجة القصة الشهيرة للقديسة كاترين وجاء المسلمون ليبنوا جامعًا فى العصر الفاطمى فى عهد الخليفة الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م داخل الدير لتتعانق الأديان فى بقعة واحدة وكذلك بنى جستنيان دير الوادى بطور سيناء التى استراح بها بنى إسرائيل وبنى المسلمون المساجد هناك وبنيت أول كاتدرائية بسيناء بوادى فيران الذى مر عليه بنى إسرائيل فى فترة التيه وبنى المسلمون جامعين هناك وهكذا أصبحت سيناء أرضًا مقدسة لوجود الشجرة المقدسة والجبل المقدس الذى تلقى من سفحه نبى الله موسى عليه السلام ألواح الشريعة وعيون موسى التى تفجرت بمعجزة إلاهية .

 

دخول نبى الله يوسف مصر

 

تثبت حقائق القرآن والأدلة الأثرية أن نبى الله يوسف عاش فى مصر هو وأخوته ففى سورة يوسف آية 55} قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِن الْأَرْض{ وخزائن الأرض بمصر من معادن نفيسة وبترول وكل مصادر الطاقة والمياه الجوفية وغيرها وأول من اكنشفها الملك خوفو وكان عصره من أزهى عصور الدولة القديمة وقد وضع فى قائمة عصور مصر الذهبية وأطلق عليه اسم العصر الفيروزى نسبة لمناجم الفيروز التى اكتشفها خوفو بسيناء.

 

 

وأن كلمة إسرائيل تعنى عبد الله وذكرت فى القرآن الكريم ” أولئك الذين أنعم الله  عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل ” مريم 58 كما ذكروا فى القرآن باسم بنى إسرائيل نسبة إلى جدهم الأول نبى الله يعقوب حيث دعى نبى الله يوسف حين كان أمينًا على خزائن مصر أبيه وإخوته ليعيشوا فى مصر آمنين  }فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِين{يوسف 99 وعاش بنى إسرائيل بمصر فى أرض جوشن أو جاسان المعروفة الآن بوادى الطميلات وهو الوادى الزراعى الذى يمتد من شرق الزقازيق إلى غرب الإسماعيلية

 

وجاء نبى الله موسى من نسل لاوى بن يعقوب أى ولد وتربى وعاش فى مصر وخرج منها مرتين مرة وحيدّا إلى أرض مدين ومرة مع شعب بنى إسرائيل وبهذا ينفى تمامًا أن نبى الله موسى سودانيًا .

 

 

الخروج على مرحلتين

 

خروج نبى الله موسى من مصر جاء على مرحلتين بنص القرآن الكريم رحلة أولى ليدربه سبحانه وتعالى على الطريق وهى الرحلة الذى ذهبها هاربًا حين قتل خباز الملك المصرى بطريق الخطأ وهرب إلى مدين وهناك تزوج صافوراء ابنة العبد الصالح شعيب وليس نبى الله شعيب وعاش بها عشر سنوات وحين عودته تمت المناجاة عند شجرة العليقة المقدسة.

 

 

وقد تمت المناجاة عند شجرة العليقة المقدسة بالوادى المقدس طوى بسيناء والشجرة قائمة الآن بالوادى المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حاليًا) ولها سر خاص يعلمه العالم كله بأن أوراقها خضراء طول العام وليس لها ثمرة وفشلت محاولة إنباتها فى أى مكان فى العالم وزارها العالم الألمانى ثيتمار عام 1216م وذكر ان العديد من المسيحيين حول العالم أخذوا أجزاءً منها كذخائر للتبرك بها ولو نجحت محاولة استزراعها لتهافت عليها الجميع. 

 

مكان العبور

 

وعن عبور بنى إسرائيل ذكر فى القرآن الكريم ” وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى إنكم متبعون” الشعراء 52 وذكر فى التوراة ” أدار الله الشعب فى طريق برية سوف وصعد بنو إسرائيل متجهزين من مصر من أرض رع مسيس فارتحلوا منها إلى سكوت ثم ارتحلوا من سكوت ونزلوا فى إيتام ” خروج 13: 14″ بر رعمسيس ” هى المدينة التى اكتشفها العالم المصرى محمود حمزة عام 1928 والذى بناها رمسيس الثانى لتكون عاصمة لملكه فى مصر بوسط الوجه البحرى ليكون قريباً من الحدود المصرية لتساعده على صد الأعداء.

 

 

وأما سكوت فهى لفظ عبرى قديم ” سوخييت ” بمعنى الخيام أو المظلات ويراد بها الأماكن المعدة كإستراحات مؤقتة فى طريق المسافرين وموقعها ما بين صان الحجر والصالحية ، أما إيتام فهى برثوم التى بناها رمسيس الثانى كحصن  واكتشفها العالم الفرنسى نافيل عام 1883 وموضعها تل الرطابية غرب بحيرة التمساح.

 

 

أراء فى مكان العبور

 

هناك أراء تقول بأن عبور بنى إسرائيل وغرق فرعون كان فى بحيرة البردويل كما ترجم علماء الفيلولوجيا وهو علم فلسفة اللغات كلمة ” يم سوف ” المذكورة فى التوراة بأنها شاطئ البحر المتوسط ما بين بور سعيد والعريش حاليًا ويعللوا ذلك بأن قبضة الفراعنة كانت قوية بجنوب سيناء لاتخاذها موقعاً لتعدين الفيروز وأن أشجار الطرفاء بشمال سيناء متوفرة وهى شجرة تخرج منها مادة صمغية مثل المن طعام بنى إسرائيل.

 

وفى التوراة أن العبور كان فى مخاضة بحيرة المنزلة فى اتجاه القنطرة شرق حاليًا فى البقعة التى تعرف اليوم بحصن الطينة بشمال سيناء.

 

ونوضح أن بحيرة البردويل أو بحيرة “سربنيوس” لها خصائص معينة حيث تربطها بالبحر المتوسط أفواه معينة وإذا سدت هذه الأفواه تبخر ماء البحيرة مخلفًا عدة برك موحلة تغطيها الرمال فتحجب ما حولها عن نظر المسافرين فيغوصون فيها أى تخدع المسافرين فيغرقوا فى برك البحيرة ولكن نبى الله موسى عليه السلام وقومه راوا بحرًا بالفعل وخشوا أن يعبروه ولم يخدوا برمال فوق المياه ” فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ” الشعراء 61  وتعنى البحر أمامنا وفرعون وقومه خلفنا فما هو السبيل؟ فرد نبى الله موسى ” قال كلا إن معى ربى سيهدين ” الشعراء

 

وكانت قبضة المصريين القدماء أقوى فى شمال سيناء وليس جنوب سيناء كما جاء فى كتاب  ماسبيرو ” جهاد الأمم ” أن لآسيا من مصر عدة طرق لكل منها ميزة عن الأخرى وأقربها الطريق التى كانت تمر بمدينة “زالو” فى أطراف الشرقية وكان يحمى برزخ السويس قديمًا حصون تمتد من خليج السويس إلى الفرع البليوزى وزاد تلك الحصون مناعة ترعة قامت على ضفتيها قلعة يحرسها الجند لحماية الحدود ولم يكن يسمح لأحد بالسفر شرقًا أو غربًا إلا إذا أعلن اسمه ومهنته والسبب الذى دعاه للسفر والرسائل التى فى عهدته ، وكان الفراعنة يخرجون بحملاتهم إلى سوريا من زالو.

 

 

كما أن شمال سيناء تحوى طريق سيتى الأول الشهير من الأسرة 19 (1320 إلى 1200ق.م ) وحكم سيتى الأول أبو رمسيس الثانى من 1318 إلى 1304ق.م. وقد استخدم هذا الطريق فى قتاله ضد الشاسو وهم بدو الصحراء فى فلسطين وسوريا ويبدأ هذا الطريق من ثارو (موقعها القنطرة شرق حاليًا) مارًا بالعريش ثم رفح إلى غزة ، ويرجع هذا الطريق بين مصر وفلسطين إلى عهد الدولة الوسطى أسرة 11 ، 12 (2133- 1786ق.م.) وهو الطريق الذى عبره الهكسوس عند غزوهم لمصر وعند طردهم منها.

 

وهذا يعنى استحالة عبور بنى إسرائيل طريق شمال سيناء وبالتالى فمقولة حدوث مد وجزر أثناء العبور الذى قال بها بعض العلماء ليقللوا من قيمة المعجزة ليس لها أى أساس علمى أو تاريخى أو جفرافى كما أن سفر الخروج نفسه ينفى العبور من شمال سيناء ” أنه لما أخلى فرعون السبيل للشعب فإن الرب لم يسمح لهم بالمرور من الطريق المعهود إلى فلسطين ولو أنه قريب جداً لأنه قال لئلا الشعب إذا رأى حرباً فإنه قد يعود ثانية إلى مصر ” خروج 13 ، 14 وهذا ينفى ما جاء فى التوراة نفسها من أن العبور كان عن طريق بحيرة المنزلة فى اتجاه القنطرة شرق.

 

 

أما بخصوص توفر شجر الطرفاء الذى يحوى غذاء بنى إسرائيل فهو متوفر بجنوب سيناء أكثر من شمالها فى وادى حبران ووادى إسلا بين طور سيناء وسانت كاترين وهناك منطقة كاملة يطلق عليها الطرفاء قرب وادى فيران بجنوب سيناء ومن كل هذا يستنتج د. ريحان أن العبور كان عن طريق جنوب سيناء .

  

عيون موسى

 

” وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا إضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه إثنتا عشرة عيناً قد علم كل أناس مشربهم ” البقرة 60 ، وذكر فى التوراة ” ثم ارتحلوا إلى مارة ثم جاءوا إلى إيليم وكان هناك إثنتا عشر عين ماء وسبعون نخلة فنزلوا عند الماء ” خروج 15 ، سفر العدد إصحاح33.

 

 

بئر  ” مر” موقعها حاليًا شمال شرق عيون موسى بمقدار 11كم وماؤها غير صالح للشرب وتقع جنوب سفح جبل بهذا الاسم أما إيليم فموقعها منطقة عيون موسى الحالية  ويتضح من هذا أن هناك 12 عين ماء تفجرت لبنى إسرائيل حين استبد بهم العطش بعد قطع مسافة كبيرة من موقع عبورهم عند رأس خليج السويس حتى موقع العيون الحالى 35كم وذلك بعد نفاذ كل المياه المحمولة من بداية الرحلة ، وكانت العيون بعدد أسباط بنى إسرائيل وكل سبط ينتمى لإبن من أبناء نبى الله يعقوب وهم أخوة يوسف الصديق وعددهم 12 ، وكانت المياه متفرقة حتى لا يتكالبوا على المياه دفعة واحدة.

 

 

ولقد أثبتت الدراسات الحديثة التى قام بها فيليب مايرسون أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى هى منطقة قاحلة جداً وجافة مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت هذه العيون والمنطقة الآن بها أربعة عيون واضحة منهم عينان بهما مياه ولكن غير صالحة للشرب وتحتاج إلى تنظيف ومعالجة ، قطر أحد هذه العيون 4م ولقد اختفت بقية العيون نتيجة تراكم الرمال وتحتاج إلى مسح جيولوجى للمنطقة للوصول لمستوى الصخر أسفل الرمال حيث يوجد بقية العيون الذى يدل عليها هبوط فى بعض المناطق لأن هذه العيون كانت متفرقة.

 

 

 ولقد وصف الرحالة الذين زاروا سيناء فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادى هذه العيون ومنهم ريتشارد بوكوك ورأى أربعة عيون واضحة ومياهها صالحة للشرب ووصف أشجار النخيل بالمنطقة وكان هناك ميناء على خليج السويس قرب عيون موسى استغله العثمانيون وتجار البندقية (فينيسيا) عام 1538م أيام السلطان العثمانى سليمان الثانى وقاموا بإنشاء قناة لنقل المياه من عيون موسى إلى مراكبهم بالميناء كما كان الميناء محجراً صحياً للحجاج القادمين عبر خليج السويس من ميناء السويس ونظراً لاعتدال مناخها فقد كان لكبار الشخصيات بالسويس منازل للتصييف بمنطقة عيون موسى.

  

مشروع علمى

 

هناك مشروع مشترك علمى أثرى بينى وبين الدكتور صفى الدين متولى رئيس قسم الطاقة الجديدة والمتجددة بوحدة الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية – قسم الاستكشاف بمركز بحوث الصحراء يقدم فيه رؤية علمية للكشف عن عيون موسى الحقيقية ويفترض أن كل عين من عيون موسى  ممتدة حتى الصخور النارية فى باطن الارض ولها نركيب خاص بها مثل عين  زمزم وسيستخدم صور الأقمار الصناعية ذات درجات الوضوح العالى مثل سبوت الفرنسى وكويك  بيرد الامريكى وقياسات المغناطيسية لتحديد امتداد عيون موسى وباقى العيون  والقياسات الكهربية ثنائية وثلاثية الأبعاد والقياسات السيزمية الضحلة وقياسات الرادار الأرضى ذات التردد العالى  وسيتكلف هذا المشروع مليون دولار ويستغرق تنفيذه 12 شهر شاملاً الكشف العلمى عن كل خط سير رحلة بنى إسرائيل ولن يرى هذا المشروع النور حتى الآن لعدم وجود أى تمويل لهز

  

منطقة القوم عبدة الأصنام

 

وطبقاً لخط سير الرحلة عبر جنوب سيناء الذى قمت بتحقيقها فقد استمرت من عيون موسى إلى وادى غرندل وقد اتخذوا طريقًا بين ساحل خليج السويس وصحراء سيناء وقد قابلوا فى طريقهم قومًا يعبدون أصنام فطلبوا من نبى الله موسى أن يجعل لهم إلهًا من هذه الأصنام ” وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى إجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ” الأعراف 138.

 

والمنطقة الوحيدة التى تحوى معبدًا مصريًا قديمًا  بجنوب سيناء يحوى تماثيل هى منطقة سرابيت الخادم وهو جبل صغير مستطيل الشكل مسطح الرأس يقع على بعد 25كم قرب ميناء أبو زنيمة على خليج السويس والذى يبعد 138كم عن نفق أحمد حمدى والسبب فى هذه التسمية يرجع إلى لفظ (سربوت) المعروف عند أهل سيناء بالصخرة الكبيرة القائمة بنفسها وجمعها سرابيت ، ولهذا أطلق عليه (سرابيت الخادم).

 

وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرون تنقش أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد ويقع المعبد على قمة الجبل طوله 80م وعرضه 35م وقد كرّس لعبادة حتحور التى أطلق عليها فى النصوص المصرية القديمة (نبت مفكات) أى سيدة الفيروز كما يضم المعبد قاعة لعبادة سوبد الذى أطلق عليه (نب سشمت) أى رب سيناء وبالمعبد هيكلين محفورين فى الصخر أحدهما خاص بالمعبودة حتحور وأقيم فى عهد الملك سنفرو والآخر خاص بالمعبود سوبد ومدخل المعبد تكتنفه لوحتان أحداهما من عصر رمسيس الثانى والأخرى من عصر الملك ست نخت أول ملوك أسرة 20 ويلى المدخل صرح شيد فى عصر تحتمس الثالث يؤدى لمجموعة من الأفنية المتعاقبة وتقيم بالمعبد من وقت لآخر مجموعة خاصة لتعدين الفيروز من سرابيت الخادم ومن منطقة المغارة القريبة منه وما زالت بها أماكن استخراج عروق الفيروز حتى الآن ولم يتعرضوا لبنى إسرائيل بأى أذى ربما لعدم معرفتهم بقصة خروجهم واعتقادهم أنهم مجرد مجموعة من أهل المنطقة ولم يحاول أحد منهم التحرش بالآخر.

 

موقع عبادة العجل الذهبى

 

تغيب نبى الله موسى عن قومه أربعين يومًا كما وعده ربه ليتلقى ألواح الشريعة ولم يصبر بنو إسرائيل على غيابه وفقدوا الأمل من عودته فاستجابوا لرجل يدعى السامرى وكان صائغًا ماهرًا  فأخذ الحلى اللائى  استعنرها نساء بنو إسرائيل  من المصريات وصنع لهم عجلًا له خوار وأقنعهم أن نبى الله موسى لن يرجع إليهم وكانوا قد طلبوا من نبى الله موسى قبل ذلك أن يجعل لهم إلهًا ورفض ووصفهم بالجهل لجحودهم.

 

 

” وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ” البقرة 51 وقد كان مكان عبادة العجل قرب بحر بنص الآية الكريمة ” وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفًا لنحرقنّه ثم لننسفنّه فى اليم نسفاً ” طه 97 كما يعنى هذا أن نى الله موسى غاب عنهم فى مكان بعيد وإلا لكان لحق بهم ومنعهم من عبادة العجل وعند عودته غضب غضباً شديداً وألقى الألواح على الأرض من هول المفاجأة.

 

 

وقد قمت بتحقيق هذا الموقع بأنه الأقرب أن يكون مدينة طور سيناء الحالية التى تشرف على خليج السويس مباشرة وهذا يتوافق مع خط سير الرحلة من سرابيت الخادم للوصول لطور سيناء وليس فى وادى الراحة كما يعتقد البعض لقربه الشديد من الوادى المقدس الذى تلقى فيه الألواح وتجلى سبحانه وتعالى للجبل ولا أساس للمنظر التخيلى لشكل البقرة المنحوتة فى الجبل بوادى الراحة بمدينة سانت كاترين.

 

 

الجبل المقدس

 

أطلقت أسماء عديدة على الجبل المقدس بسيناء الذى تلقى عنده نبى الله موسى ألواح الشريعة منها جبل موسى وجبل الطور وجبل الشريعة وتعددت الأراء فى تحديد موقعه لدرجة أن البعض اعتقد أنه خارج سيناء وهذا بعيد تماماً عن الواقع والنصوص الدينية وخط سير رحلة الخروج بسيناء وقد نشر فى صحيفة “جيروزاليم بوست” االصهيونية  ونقلت عنها الصحف العربية أن العالم الإسرائيلي عمانويل أناتى ذكر أن الجبل الذي كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام وأرسل إليه بالوصايا العشر هو جبل “كركوم” الموجود في صحراء النقب بفلسطين المحتلة  وليس جبل الطور الموجود في جنوب سيناء وادعى أناتى أن قساوسة الفاتيكان تقبلوا نظريته ويستعدون الآن لتغيير وجهة الحجاج المسيحيين ولم يحدث هذا بالطبع .

 

 

والرد على ذلك بأن الأراء التى ذكرت أن جبل الشريعة بسيناء  انحصرت معظمها فى جبلين جبل موسى الحالى وجبل سربال بوادى فيران الذى يبلغ ارتفاعه 2070م فوق مستوى سطح البحر وسبب ذلك أن هذا جبل سربال كان مقدسًا قبل رحلة خروج بنى إسرائيل وكانوا يحجون إليه واسم سربال مأخوذ من سرب بعل وتعنى نخيل المعبود بعل إشارة إلى نخيل وادى فيران فى سفحه أى ارتبط اسمه بالوثنية ولهذا فمستحيل أن يكون هو جبل الشريعة.

 

 

ونؤكد أن موقع جبل موسى الحالى بالوادى المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حاليًا) هو الجبل الحقيقى لأن منطقة الجبل المقدس تتفق مع خط سير الرحلة وهى المحطة الرابعة التى تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى طعام آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل والسلوى وهو شبيه بطائر السمان كان النص القرآنى (إهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم) البقرة 61 والهبوط يعنى النزول من مكان مرتفع ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة أيضاً فقد كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبى الله موسى طلبًا للنار ليستدفئ به أهله فى رحلته الأولى لسيناء ( إنى آنست نارًا لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون) القصص 29 كما أن بهذه المنطقة شجرة من نبات العليق لم يوجد فى أى مكان آخر بسيناء وهو لا يزدهر ولا يعطى ثمار وفشلت محاولات إنباته فى أى مكان بالعالم مما يؤكد أنها الشجرة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه شجرة العليقة المقدسة.

 

تيه بنى إسرائيل

 

تذكر التوراة فى سفر العدد إصحاح 3 ، 4 إنهم اتجهوا من برية سيناء إلى حضيروت عين حضرة الحالية وبها صخرة تسمى هضبة حجاج خاصة بالمسيحيين حيث سجلوا نقوشًا تذكارية عليها باليونانية والأرمينية أثناء رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر سيناء وتقع 70كم فى الطريق من سانت كاترين إلى نويبع والأقرب وطبقًا لخط سير الرحلة وجغرافية المكان فإن الطريق الطبيعى لبنى إسرائيل من منطقة طور سيناء الحالية موقع عبادة العجل إلى الجبل المقدس وهو جبل موسى بمنطقة سانت كاترين حاليًا أن يكون عبور بنى إسرائيل بعد عودة نبى الله موسى وتلقيه ألواح الشريعة عن طريق وادى حبران وهو الطريق الذى تتوفر به المياه والنبات وقد استخدمته الحضارات المختلفة بعد ذلك كطريق للعبور ومنهم الأنباط الذين عبروا هذا الطريق ناقلين تجارتهم عبر سيناء وتركوا نقوشًا صخرية نبطية على صخوره وكذلك المسيحيين فى رحلتهم المقدسة للقدس عبر سيناء كما استخدم فى العصر الإسلامى لنقل المؤن لدير سانت كاترين من ميناء الطور منذ العصر المملوكى.

 

 

ثم استخدموا الطريق الساحلى الموازى لخليج العقبة بعد ذلك  حتى وصلوا إلى وادى باران جنوب فلسطين وأرسل نبى الله موسى من  يتعرف على أخبار المقيمين بالأرض المقدسة قبل دخول بنى إسرائيل إليها ورفضوا دخول الأرض المقدسة لاعتقادهم بوجود عماليق بها فقدّر الله عليهم التيه أربعون عامًا متخبطين بين شعاب وأودية سيناء مارين بوادى فيران مرة ووادى طابا ومنطقة وسط سيناء الذى يطلق عليها حاليًا التيه وقد ذكر ذلك فى القرآن الكريم فى سورة المائدة من آية 20 إلى 26 وفى التوراة فى سفر العدد إصحاح 12 كما تذكر التوراة أن نبى الله موسى مات عن عمر يناهز 120 عام  ودفن بسفح جبل نبو الذى يبلغ ارتفاعه 806م فوق مستوى سطح البحر ومات نبى الله هارون فى تلك الفترة ودفن بجبل هور تجاه وادى حور شرق وادى عربة بين الأردن وفلسطين ودخل بنى إسرائيل الأرض المقدسة فى عهد يوشع بن نون .

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله