Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

السياحة المصرية وإدارة مخاطر الوجهات السياحية…بقلم د.عماد بن محمود منشي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المسلة السياحية 

 

بقلم د. عماد بن محمود منشي

 أستاذ إدارة الفعاليات والإدارة السياحية بجامعة الملك سعود.

 

 

 

قبل يومين سقط منطاداً في الأقصر ولقت سائحة جنوب أفريقية حتفها وأصيب سبعة سواحٍ آخرين كانوا على متن المنطاد.. هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها للمناطيد السياحية في مصر، ففي عام 2007م أصيب 8 أشخاص في حادث واحد، و27 شخصاً في حوادث متفرقة في عام 2008م، ومقتل 19 سائحاً في 2013م، وإصابة 22 سائحاً في 2016م.. تكرار أي حادثة ضمن نمط سياحي معين يولد صورة ذهنية لدى السواح من خطورة هذا النمط أو ضعف إجراءات السلامة المرتبطة به، ولكن المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد، بل تنتقل هذه الصورة الذهنية لباقي الأنماط السياحية ضمن الوجهة السياحية.

 

 

الفرق بين أي حادث يكون ضحيته مواطن، وحادث يكون ضحيته سائحاً أجنبياً أن الثاني سوف يسترعي إهتمام الإعلام الدولي وخاصة الدولة التي يحمل جواز سفرها السائح الأجنبي، ففي حادثة المنطاد الأخيرة، قام إعلام جنوب إفريقيا، وقناة ال BBC، وحتى الإعلام العربي بنقل الخبر بمجرد حدوثه، ثم نقل تفاصيل التقرير الحكومي الرسمي لحيثيات الحادث وطبيعة الإصابات الناتجة عنه في اليوم التالي، وقد تستمر التغطية الإعلامية للخبر لبضعة أيام حتى يخبو وهجها. ولكن أثر الحادث على نمط سياحة المناطيد تحديداً، وعلى الصورة الذهنية للسياحة المصرية قد يستمر لعدة أعوام.

 

 

في الأعوام القليلة الماضية، مرت السياحة المصرية بظروف صعبة، منها على سبيل المثال لا الحصر ثورتين شعبيتين تمت تغطية أحداثها وتبعاتها من الإعلام المرئي على مستوى العالم لشهور طويلة، توقفت فيها السياحة المصرية بشكل شبه كامل، وتراجعت فيها نسب الإشغال الفندقية لمستويات خطيرة، مما إستدعى القطاع الخاص لتسريح الموارد البشرية السياحية لتخفيف آثار الأزمة السياسية، ثم عدة حوادث إرهابية، وأخرى جنائية مثل تفجير طائرة روسية، وسقوط طائرة مصرية، وحادثة السائح الإيطالي، فضلاً عن إستمرار حالة أمنية معينة بسيناء، وحوادث أخرى متفرقة أصابت قطاع النقل البري. كل هذه الأزمات نقلت الصورة الذهنية لمستوى أعلى يُعرف بالصورة النمطية وهي نظرة عميقة لدى الأشخاص تكونت بسبب ترسبات متراكمة، يصعُب معالجتها على الأجل القصير أو المتوسط.

 

 

بعيداً عن الأحداث السياسية، والحوادث الإرهابية، والجنائية، وإجراءات السلامة في تشغيل المناطيد السياحية، كان بعض خبراء السياحة المصرية من أعضاء هيئة التدريس بكليات السياحة بالجامعات المصرية، ومن العاملين في القطاعين السياحي والفندقي، يقدمون العديد من الملاحظات والتوصيات المرتبطة بعمل وزارة السياحة، والطريقة المناسبة لإختيار شخص الوزير، أو سياسات التسويق السياحي لمصر في القارة الأوروبية، وضرورة إستهداف وجهات جديدة مُصَدِّرة للسواح؛ لتخفيف الإعتماد على السواح الروس والأوروبيين، وملاحظات على فرض رسوم التأشيرة المصرية. كل هذه الملاحظات تساهم بشكل غير مباشر في تعزيز صورة نمطية سلبية لدى السائح الأجنبي، فضلاً عن العاملين بالصناعة، وعزوف المقبلين على الإستثمار أو العمل بها.

 

 

كل ماسبق يستدعي تطبيق مبدئين أساسيين ضمن#: إعادة الثقة للسواح بزوال الخطر المرتبط بنمط سياحي معين أو وجهة سياحية معينة، ثم الترويج للوجهات السياحية الداخلية أو لمصر عموماً مع وضع مسببات الأزمة وتداعياتها بعين الإعتبار.

 

دعائم الإستقرار

نجحت الإدارة المصرية في تثبيت دعائم الإستقرار السياسي، وتطبيق أنظمة أمنية صارمة داخل المطارات الدولية، وإقناع الإدارة الروسية بعودة السواح الروس، والتعاقد مع شركة معينة للتسويق السياحي، فضلاً عن تولي الرئيس المصري بشكل شخصي لملف السياحة المصرية – التي تعرف بقاطرة الإقتصاد المصري، وبالتالي كثير من مسببات الأزمات التي توالت على السياحة المصرية قد تم معالجتها.

 

 

ولكن الحاجة لا تزال مستمرة للجرعة العلاجية لمسببات الأزمات السياحية حتى تعود ثقة السائح الأجنبي بالسياحة المصرية ،وزوال أي خطر مرتبط بواحدة من أجمل وجهات السياحة الثقافية، والسياحة الطبيعية على مستوى العالم.

 

 

بإختصار شديد، إنتقال أي وجهة سياحية للخطوة الثانية بالترويج للوجهة قبل التأكد من عودة الثقة للسائح الأجنبي – ضمن الخطوة الأولى – قد يُعد مضيعة للوقت والجهد والمال.

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله