Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

مكتبة الإسكندرية تُعيد إصدار 50 كتابًا من التراث الإسلامي الحديث اضافة اولى

كما يضم المشروع كتاب "تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية" للمؤلف مصطفى عبد الرازق، وإعداد محمد حلمي عبد الوهاب. طُبع هذا الكتاب لأول مرة عام 1363هـ/ 1944م، ويكتسب قيمة تاريخية ومذهبية كبرى بين الكتب التي أُلِّفتْ في مجال الفلسفة الإسلامية خلال القرن العشرين، حيث يختلفُ عنها جميعًا في موضوعاتهِ ونتائجه. فمن ناحية؛ لم يأت الكتاب على النحو المألوف، والنهج المعروف عند المؤلفين الشرقيين والمستشرقين، ممن اتهموا الفلسفة الإسلامية بعدم الدّقةِ والأصالةِ والعجز عن الابتكار، وبأنها ليستْ إلا مُحاكاة للفلسفةِ اليونانية، أو اختصارًا سيئًا قامَ به مترجمون ضُعفاء للفكر اليونانيّ القديم! ومن ناحية أخرى؛ يعد "التمهيد" كتابًا في المنهج بالدرجة الأولى: منهج الشيخ في دراسة تاريخ الفلسفة الإسلامية، حيث قدم فيه تصورًا خاصًّا بنشأة الفكر الفلسفيّ في الإسلام بعد أن كان يدرَس قبل ذلك على نحو يميل إلى النظر الغربيّ. لقد أراد الشيخ بمحاولته هذه أن يثبّت في الأذهان أهمية الدرس الفلسفيّ وضرورته في جهود النهضة المعاصرة. 
وكتاب "دفاع عن الشريعة" فهو تأليف علاّل الفاسي ويقدمه دريسا تراوري. طُبع هذا الكتاب لأول مرة عام (1386هـ/ 1966م)، وهو واحد من أهم أعمال علاّل الفاسي ضمن مشروعه الإصلاحي؛ حيث تناول فيه الجانب التشريعيّ من المشروع. وتتركّز إشكالية الكتاب حول سؤال مركزيّ هو: كيف يمكن لنا اليوم – ونحن نعيش زمن التطور – أن نُحَكِّم تشريعًا نزل منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرنًا؟ وللإجابة عنه تناول المؤلّف ثلاث قضايا أساسية، هي: أصالة الشريعة الإسلامية، وعناصر صلاحيّتها لكل زمان ومكان، ومقاصد القوانين الاستعمارية؛ ليؤكّد على ضرورة استمداد القوانين من الشريعة الإسلامية. إن الفكرة الأساسية لهذا الكتاب تتمثل في ضرورة الانطلاق في بناء نهضتنا من خصوصيتنا الثقافية؛ لأن الذّات معبر إلى العالمية، فلا عالميّة لمن بنى نهضته على خصوصية الآخرين.


أما كتاب "مقاصد الشريعة الإسلامية" فهو تأليف الطاهر ابن عاشور وتقديم حاتم بو سمة. طُبع هذا الكتاب لأول مرة عام (1366هـ/ 1946م)، وهو فتح جديد يقوم عليه تأسيس علم المقاصد الشرعية، وقفزة نوعية في البحوث الأصولية، ويعدّ تأسيسًا كبيرًا لذاتية هذا العلم، ورسمًا لإطاره الذي ميزه عن غيره. قام فيه العلامة ابن عاشور (تونس) بوصل ماضي الفكر المقاصدي بحاضره، وأعاد لفت انتباه المسلمين إليه، وبعث الاهتمام بمجال المقاصد الذي كان قد توقف البحث فيه منذ عصر الشاطبي. وهو ليس مجرّد تأصيل للفقه، بل يبدو أنه نظر في مشاغل حركة الإصلاح والنهضة، وما واجهها من مشكلات وتحديات في سياق السعي لأن تستأنف الأمة مسيرتها الحضارية، فحاول أن يرسم لها قاعدة مرجعية تضبط سيرها وتحدد وجهتها وترتب أولوياتها. فالكتاب جاء أصلاً لتطهير الشريعة من شوائب علقت بها وأضرار لحقتها؛ فأثقلتها وأقعدتها عن مسايرة الحياة في فاعليتها وتطورها المستمر؛ محاولاً إعادة تشكيل العقل المسلم، وإعادة ترتيب موازينه وأولوياته.
وصدر عن المشروع أيضًا كتاب "تجديد الفكر الديني في الإسلام"، وهو تأليف محمد إقبال، ترجمة محمد يوسف عدس، وتقديم الشيماء الدمرداش العقالي. طُبع هذا الكتاب لأول مرة بالإنجليزية عام (1349هـ/ 1930م)، وتُرجم إلى العربية وطبع لأول مرة عام (1374هـ/ 1955م). وهذا الإصدار ترجمة جديدة وكاملة تنشر لأول مرة، تتلافى عيوب الترجمة السابقة وتكمل ما أغفلته، وتكون أقرب لروح النص الأصلي الذي ضمنه خلاصة فكره ومشروعه الفذ لنهضة المسلمين في العالم الحديث؛ لتكون إضافة مهمة لمعرفة المسلمين – وغير المسلمين – بتطور الفكر الديني في الإسلام. ويُعد هذا الكتاب علامة بارزة في الفكر النهضوي الإسلامي؛ حيث يوضح أن القرآن الكريم كتاب يُعنى بالعمل أكثر مما يُعنى بالنظر، ويرى أن الإسلام قد سبق الفلسفات المعاصرة في الدعوة إلى التفكير الواقعي، ويدعو إلى ضرورة مراقبة تطور الفكر الإنساني والوقوف منه موقف النقد والتمحيص، حيث إن التفكير الفلسفي ليس له حد للوقوف عنده؛ فهو في حالة حراك دائم وتجدد مستمر، فكلما تقدمت المعرفة فتحت مسالك لفكر جديد.


وتضم الإصدارات كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"، تأليف عبد الرحمن الكواكبي وتقديم مجدي سعيد. طُبع هذا الكتاب لأول مرة عام (1320هـ/1902م)، ويتناول الكواكبي فيه الإجابة التي استقر عليها عن السؤال المتعلق ب"المسألة الكبرى، وهي مسألة الانحطاط وأسبابه وعلاجه، والتي ذهب فيها المفكرون كل مذهب، لكن الكواكبي استقر بعد طول تفكُّر إلى أن الاستبداد السياسي هو أصل الداء، ودواؤه دفعه بالشورى الدستورية، فالاستبداد هو الذي يقلب سير الأمم من الترقي إلى الانحطاط، ومن التقدم إلى التأخر، ولتقديم الدواء يجب السعي لتحرير العقول، ورفع الضغط عليها الذي يسببه الاستبداد؛ لينطلق سبيلها في النمو، فتمزق غيوم الأوهام التي تمطر المخاوف.


أما كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للمؤلف علي عبد الرازق، وهو تقديم عمار علي حسن، فقد طُبع لأول مرة عام (1344هـ/ 1925م)، ويُعد من أكثر الكتب ذيوعًا في تاريخ العرب المحدثين والمعاصرين على حدٍّ سواء، صغير الحجم، مُركَّز الفكــرة، مفعم بالشجــاعة، ومثير للجدل، فتح الباب لكـتب أخرى نبتت على ضفافه، إما ردًّا عليه قدحًا، أو مساندته مدحًا، وإما معالجة لفكرته الجوهرية. ومن أهم الردود على الكتاب في عصره ردود المشايخ محمد الخضر حسين ومحمد بخيت والطاهر بن عاشور ومحمد رشيد رضا. وينقسم الكتاب إلى ثلاثة كتب فرعية: الأول عن "الخلافة والإسلام"، والثاني عن "الحكومة والإسلام"، أما الثالث فيدور حول "الخلافة والحكومة في التاريخ".


وكتاب "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك" فهو تأليف خير الدين التونسي وتقديم محمد الحداد. طُبع هذا الكتاب لأول مرة عام (1285هـ/ 1868م) وتضمن برنامجًا إصلاحيًّا يختزل مجموع ما سعى النهضويون العرب إلى تحقيقه في القرن التاسع عشر، استوحاه خير الدين التونسي من مصادر ثلاثة: تجربته السياسية، ومطالعاته في التاريخ السياسي والاقتصادي وجغرافية العالم، ومشاهداته أثناء الرحلات التي قام بها إلى أوروبا. يتألف من مقدمة طويلة هي أهم ما فيه، وكثيرًا ما يُختزل الكتاب فيها، بالإضافة إلى جزأيْن: يحتوي الأول منهما على عشرين بابًا، كل باب مخصص لبلد من البلاد الأوروبية، يتناول فيه  تاريخ البلد، وجغرافيته، وموقعه، ومساحته، وأهم ملوكه، وتنظيماته الإدارية والسياسية والعسكرية. أما الجزء الثاني فيحتوي على ستة أبواب: خمسة منها لجغرافية القارات الخمس، والسادس للبحار. والكتاب يصارح معاصريه بأنّ قضية الإصلاح لم تعد قضية اختيارية. ورغم مضيّ كل تلك السنين على تأليف هذا الكتاب فإنه بقي أثرًا خالدًا، تتداوله الأجيال، وتستفيد من رؤاه ومقترحاته؛ فكأن خير الدين قد خُلق ليشحذ عزائم الإصلاح في حياته وبعد مماته.


ويضم المشروع كتاب "الحرية الدينية في الإسلام"، تأليف  عبد المتعال الصعيدي وتقديم عصمت نصار. طُبع هذا الكتاب لأول مرة عام (1375هـ/ 1955م)، ويُعد من أهم مصنفات الشيخ عبد المتعال الصعيدي؛ ويرجع ذلك إلى مضمونه الذي يحوي جوهر مشروعه الذي جاهد فيه لتفعيل واستمرارية باب الاجتهاد، وتجديد علم أصول العقيدة، وتحديث آليات الدعوة، والمواجهة والنقد، فضلاً عن جِدَّة وأهمية القضية التي تناولها، ألا وهي: تجديد فقه الحدود، والحكم على المُرْتَدّ، تلك القضية التي ما زالت أصداؤها تتردد في كتابات المحافظين والمجدِّدين على حدٍّ سواء. ويكشف الكتاب عن حقيقة الخطاب الإصلاحي الإسلامي، المتمثل في دفاع المفكرين المسلمين المعاصرين عن حرية الاعتقاد؛ استنادًا إلى اجتهاداتهم وفهمهم لمقاصد الشريعة، من خلال تلك المناظرة التي دارت بين الشيخ عبد المتعال الصعيدي والشيخ عيسى منون، وأثبت فيها الأول أن أصول الشريعة الإسلامية لم تكن قط مناهضة للحرية الإنسانية، ولا معادية لحرية البوح والعقيدة.


وكتاب "الرسالة الحميدية في حقيقة الديانة الإسلامية وحقية الشريعة المحمدية" تأليف حسين الجسر وتقديم عصمت نصار. طُبع هذا الكتاب لأول مرة عام (1306هـ/ 1888م)، ويُعدّ بحق مثالاً رائدًا للخطاب الدعوي الإسلامي في بدايات العصر الحديث؛ نظرًا لبراعة صياغته، وعمق أفكاره، ودقة وجاذبية منهجيته في العرض والمعالجة. لا يقف هدفه عند حدود الدفاع عن حقيقة الشريعة الإسلامية فحسب؛ بل يشرح أصول الإسلام، وشروط الإيمان، بمنحى عقلي في ثوب لغوي بسيط لأواسط المثقفين والعوام الذين لم يتفقهوا في الدين، وضل بعضهم ولا سيما بعد ذيوع الفلسفات المادية في مطبوعات ومجالس المستشرقين. قال عنه صاحبه تقديرًا لقيمته: "إذا تم لي تأليف هذا الكتاب فلا أُبالي بعدَه بموت أو حياة".


أما كتاب "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث" فهو تأليف محمد الغزالي وتقديم نصر الدين شريف باعطوة. طُبع هذا الكتاب لأول مرة عام (1409هـ/ 1989م)، ويُعَدّ محاولة لزحزحة العقل الإسلامي عن دوائره التقليدية، وإذكاء فاعليته للعمل على تجسير العَلاقة بين مستلزمات الواقع ومتطلبات الشريعة التي جاءت لتحقيق مصالح الناس. وتأتي أهميته في تناوله لقضيتين محوريتين في الفكر الإسلامي: أولاهما أن أحاديث الآحاد ظنية الثبوت، وأنه لا حجية للحديث النبوي إذا تعارض مع القرآن الكريم، أو خالف المحسوس، أو تنافى مع العقل السليم، أو العلم المقطوع به. وثانيهما أنه لا سُنّة من غير فقه؛ ومن ثَم فإن عمل الفقيه يتمم عمل المُحدِّث. والشيخ الغزالي في كتابه هذا لم يطرح أو يبتدع قواعد جديدة؛ وإنما أراد إحياء مجموعة من القواعد العلمية في الحُكم على الحديث، وحاول مُخلِصًا دفعها إلى حيز البحث العلمي الرصين.


وكتاب "القرآن والفلسفة" فهو تأليف محمد يوسف موسى وتقديم محمد حلمي عبد الوهاب. طُبع هذا الكتاب لأول مرة عام (1378هـ/ 1958م)، ويسعى إلى توضيح علاقة القرآن بالتفلسف، بتأكيده أن دعوة القرآن تخاطب الناس جميعًا، على اختلاف حظوظهم من العقل والقدرة على التفكير؛ فمنه ما يتجه للقلب ليتفتح للموعظة، ومنه ما يتجه للعقل ليُذْعن للمنطق والدليل؛ ومنه ما يشتمل على الحقيقة سافرة كما يفهمها الجميع؛ ومنه ما يجيء في صورة أمثال يضربها الله للناس. ورغم أن القرآن كان من أهم العوامل التي دفعت المسلمين للتفلسف؛ لاشتماله على مختلف الجوانب الفلسفية الإلهية والطبيعية والإنسانية؛ فإن المتخصصين في علم الكلام لم يفيدوا من القرآن الكريم إفادة كاملة، للوصول إلى معرفة الله المعرفة الحقة التي يؤمن بها القلب قبل العقل، والتي يجب أن تكون على رأس الأغراض التي ننشدها من دراسة القرآن.


وكتاب "كشف المخبَّا عن فنون أوربا"، تأليف أحمد فارس الشدياق وتقديم عصمت نصار. طُبع هذا الكتاب لأول مرة عام (1283هـ/ 1866م)، وينقل فيه العلامة فارس الشدياق صورة تفصيلية عن الحضارة الأوروبية من خلال معايشته لها نحو ربع قرن من الزمان، بالإضافة إلى نقل ما كتب في أشهر المؤلفات الإنجليزية والفرنسية عن المعالم، والأعلام، والأحداث التي مرت بها الثقافة الغربية منذ عصر النهضة إلى منتصف القرن التاسع عشر؛ ومن ثم يُعَد بحق مصدرًا لا غنى عنه للتعرف على الهيكل الاجتماعي للمجتمع الأوروبي، والحياة اليومية والعادات والتقاليد السائدة، وأهم المعارف والعلوم، والحالة الدينية في أوروبا خلال القرن التاسع عشر. تحلى فيه مؤلفه بالموضوعية في النقد، وانتهاج المنحى العلمي في الحكم على الوقائع والواقعات التي عايشها وشاهدها في رحلته. يهدف صاحبه من تأليفه تبصير العالم العربي والإسلامي بصور التمدن الحديث في أوروبا؛ ليلحق بركب المدنية الحديثة؛ حتى لا تتعمق الفجوة، ويتسع الخرق على الراقع.


وتتضمن إصدارات المشروع كتاب "المرشد الأمين للبنات والبنين" لمؤلفه رفاعة الطهطاوي، وتقديم منى أبو زيد. طُبع هذا الكتاب لأول مرة عام (1289هـ/  1872م)، ويُعد أول كتاب عربي حديث يُكتب في التربية، ويدعو إلى تعليم البنات، ليس مثل كتب المطالعة المؤلفة في عصرنا الحاضر التي تجمع موضوعات شتى لا تربط بينها فكرة، ولا يجمعها خط، بل هو كتاب ذو غاية واحدة ترمي إلى خلق المواطن الصالح، يُعرِّفه حقوقه وواجباته، ويجعل منه إنسانًا متميزًا بعقله وخلقه، سواء كان ذكرًا أو أنثى، يحببه في وطنه، ويطالبه بالعمل بكل قوته لإسعاده ومجده. يقسم الفكرة إلى أبواب، ويضع للأبواب فصولاً تتناول جزئيات صغيرة، وينتقل بين معارف تربوية، ومعلومات سياسية، وعواطف وطنية، ومبادئ إصلاحية، وشئون اجتماعية، وعلاقات أسرية، ومسائل دينية، وتبدو فيه أثر الثقافة الأجنبية من حيث وَحْدة الفكرة وتنظيمها، وأثر الثقافة العربية من حيث كثرة استشهاده بالشعر، وإتيانه بالحكم، ويبدو فيه الأثر الإسلامي بوضوح حين يلجأ لتأكيد أفكاره بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وأقوال السلف والصحابة، وأخبار من التاريخ الإسلامي.


أما كتاب "شروط النهضة" للمؤلف مالك بن نبي وتقدين محمد همام، فقد طُبع لأول مرة باللغة الفرنسية عام (1367هـ/ 1948م)، ويلخص المشروع الفكري لمالك بن نبي؛ ذلك المشروع الذي يقوم على محورية الفكرة الدينية في صناعة التاريخ وفي التغيير الاجتماعي. وقد سلك منهجًا تحليليًّا اجتماعيًّا ونفسيًّا يمزج بين العلاقات الاجتماعية والمعرفة الإنسانية والغيب
والطبيعة والتاريخ.  ويؤكد أن مشكلة الأمة في جوهرها (مشكلة حضارة)، وحلها هو استعمال مفاتيح أساسية هي الإنسان والتراب والزمن، ممتزجة بالفكرة الدينية؛ بها يمكن تحقيق النهضة والدخول إلى التاريخ. وقدم عرضًا نقديًّا لنظريات بناء الحضارة، دارسًا أطوار الحضارة الإسلامية من خلال رصد العلاقة بين الفكرة وحاملها، معتمدًا على التحليل النفسي والرصد الدقيق للصور الزمنية للأفعال وردود الأفعال المتبادلة بين الفكرة الدينية والفرد والحركة والنشاط الذي ينبعث من تواصلهما لتأسيس شبكة روابط داخلية.


وكتاب "مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية" للمؤلف رفاعة الطهطاوي وتقديم عبده إبراهيم علي، طُبع لأول مرة عام (1286هـ/ 1869م)، ويطرح رفاعة الطهطاوي من خلاله برنامجًا عمليًّا ومنهاجًا واضحًا يتناسب مع وضع الأمة السياسي والاجتماعي والثقافي في ذلك الوقت، كما يقدم رؤية واضحة للطريق الذي ينبغي لمصر أن تسلكه وتسير فيه. والمشكلة الكبرى التي أراد المؤلف معالجتها هي مشكلة التنظيم الاجتماعي الجديد الذي كان يريد اقتراحه على أهل وطنه، بما يناسب احتياجات عصره، التي لا تتمثل في أهمية محاكاة أوربا فحسب، بل كذلك في ضرورة التمسك بالثوابت القِيمية للحضارة الإسلامية، ويناسب أيضًا تصوراته الشخصية التي توصل إليها إما من خلال مشاهداته وقراءاته عن فرنسا، أو من خلال تأمله في تاريخ مصر وبلاد الإسلام، وحال الإنسان بصفة عامة، ومكانته في الكون. ولا نتعدى الحقيقة إذا قلنا: إن أهمية هذا الكتاب لا تأتي فقط من كونه وثيقة تاريخية مر عليها نحو قرن ونصف من الزمان؛ بل لأن كثيرًا من القضايا التي طرحها مازالت حاضرة رغم كل تلك السنين.


ويضم المشروع كتاب "نهضة الأمة وحياتها" للمؤلف طنطاوي جوهري، وتقديم حازم زكريا محيي الدين. طُبع هذا الكتاب لأول مرة عام (1326هـ/ 1908م)، ويسعى إلى تجديد الفكر الإسلامي؛ ليواكب محاولات نهضة المسلمين على كل المستويات العلمية والحضارية، كما يحاول تقديم نظرية شبه متكاملة في النهضة، مؤصلة تأصيلاً شرعيًّا ومعرفيًّا، ومعززة بالخبرة التاريخية، والأمثلة الواقعية. وتقوم رؤيته في النهضة بشكل رئيس على أساس المؤاخاة بين العلم والدين، وإحياء قيم الاجتهاد والنقد في الفكر الإسلامي، والانفتاح النقدي على الثقافة الغربية، ومحاصرة ظاهرتي الاستبداد والاستعمار، وتعزيز قيم الحرية والشورى والمشاركة السياسية، والعمل الدؤوب على نشر فكرة السلام العالمي بين الشعوب.


أما كتاب "البيان في التمدن وأسباب العمران" فهو تأليف رفيق العظم وتقديم عبد الرحمن حللي. طُبع لأول مرة عام (1304هـ/ 1887م). ويعتبر هذا الكتاب بمثابة المحور الفكري لمشروع رفيق العظم وآرائه. ورغم أنه أول كتاب ألَّفه؛ فإنه اشتمل على ما يدل على وضوح رؤيته، وتكامل تصوره للمشروع النهضوي ومرجعياته. يأتي هذا الكتاب ليمثِّل صرخة في نقد المجتمع والواقع، وتصحيح بعض التصورات حول: التمدن، والعمران، والتقدم، والتعليم، والحرية، والعدل، والهيئة الاجتماعية، وأصول الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالتمدن والعمران؛ هذه الهموم والهواجس التي شغلت المؤلِّف قبل قرن من الآن هي نفسها لا تزال تشغل اليوم المجتمعات الإسلامية بل العالم أجمع، مع تغير في تجليات المشكلات وصورها، والتشخيص لحل شامل لا يزال هو الحل المقنع والمنطقيّ، ولم يتحقق هذا الحل منذ عصره إلى اليوم.


وأصدر المشروع كتابي "تحرير المرأة" لقاسم أمين و"تربية المرأة والحجاب" لطلعت حرب، وهما تقديم أمينة البنداري. صدر كتاب "تحرير المرأة" لأول مرة عام (1316هـ/ 1899م)، وعقب نشره أثار معركة فكرية واجتماعية في الثقافة والمجتمع العربيين، ونال قاسم أمين قدرًا كبيرًا من الهجوم الشخصي والموضوعي؛ بلغ حد أن مُنع من دخول قصر الخديوي، وانبرى العديد من الكُتّاب للردّ عليه، وكان من أبرز هؤلاء طلعت حرب في كتابه "تربية المرأة والحجاب" الذي طُبع لأول مرة عام (1317هـ/ 1899م) وتم طباعة الكتابين في مجلدٍ واحد. وأرجع قاسم أمين تخلف الأسرة والوطن إلى عادات حجب الوجه وعزل النساء وحرمانهن من التعليم؛ مما جعل من قضية المرأة قضية محورية وتأسيسية تتعلق بالأُمَّة ككل وليس بالنساء فقط؛ وهو ما زاد من حِدة الهجوم عليه. يأتي الكتابان في سياق الرأي والرأي الآخر، في حقبة شهدت بزوغ وتطور فكرة الحرية وقضية التحرر كقضية وطنية شاملة، تتضمن تحرر الإنسان، وتحرر الوطن من قيود التخلف والتبعية والاحتلال. في هذا السياق جاءت قضية تحرر المرأة كجزء من سياق أشمل لتحرر الإنسان الفرد، وتثبيت قيم المساواة.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله