بقلم : د.مأمون علان
مع انطلاق العام الجديد 2018 يبدو أن هناك تغييرات كمية وكيفية على مستوى أستعداد الدول العربية للموسم السياحي لهذا العام. في قراءة سريعة لهذه الاستعدادات نجد بأن السعودية قادمة بقوة هذا العام من خلال بعض التغييرات الجذرية ابرزها أعلان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث ان المملكة سوف تبدء في اصدار تأشيرات سياحية الكترونية في الربع الاول من هذا العام.
كما تؤشر البداية القوية في مستهل هذا العام للسياحة الاماراتية من خلال نسب الاشغال المرتفعة التي وصلت إلى 100% في عدد كبير من فنادق دبي إلى ان الامارات سوف تتصدر المشهد السياحي العربي في عام 2018.
حيث تشير التقديرات إلى ان الامارات تستعد لاستقطاب ما يزيد عن 21 مليون سائح في عام 2018. أما السياحة المصرية فيبدو ان هذا العام سوف يكون مؤشر لبداية تعافي وعودة قوية لها وقد بادرت الهيئات السياحية في مصر إلى تشجيع حركة السياح الروس مجددا إلى المواقع السياحية في مصر وخصوصا بعد استئناف حركة الطيران بين روسا ومصر في هذا العام. السياحة الاردنية ايضا من المتوقع ان تشهد نموا قد يتجاوز 10% كما تشير التقديرات لهذا العام.
ومن حسن الطالع ان الاردن استهل عام 2018 مع اعلان شركة “ريان إير”، أكبر شركة للطيران المنخفض التكلفة بأوروبا، إضافة الاردن كوجهة جديدة لرحلاتها في منطقة الشرق الأوسط. ومن المؤمل ان يساهم هذا التوجه في نقل اكثر من 500 الف زائر سنويا إلى الاردن.
في الاوساط المغربية يسود جو من التفاؤل التوقعات الخاصة بالنمو السياحي لعام 2018، اذ توقع وزير السياحة المغربي إلى ان عدد السياح سوف يتجاوز 11 مليون سائح بايرادات لا تقل عن 7 مليار دولار في هذا العام.
أما في تونس فيتوقع الخبراء ان يستمر النمو السياحي هذا العام بعد الاستعدادات التونسية الجيدة من خلال طرح منتجات سياحية متنوعة تشمل السياحة الثقافية والعلاجية والشاطئية والتراثية وغيرها مما يناسب السائح الاوروبي والعربي.
ومن المتوقع ان يكون شعار هذاالعام للسياحة التونسية هو الاستدامة كما اشارت وزيرة السياحة التونسية. هذه ابرز الاستعدادات والمؤشرات للسياحة العربية في عام 2018.
يمكن الإجمال بان هذا العام سوف يمتاز بضخامة الاستثمارات العربية في المجال السياحي اذ سوف يتم استثمار اكثر من 14 مليار دولار في قطاع الفنادق في الدول العربية المختلفة ناهيك عن الاستثمارات الاخرى في مجال صناعة الطيران والبنى التحتية المختلفة الخاصة بقطاع السياحة والضيافة.
لزيادة فرص المنافسة للدول العربية في عام 2018 لا بد من تطوير اليات التسويق والترويج السياحي والنفاذ إلى اسواق سياحية جديدة وتطوير واقع السياحة الالكترونية ،و زيادة الاعتماد على العناصر والمنتجات المحلية ،وتشجيع السياحة البينية العربية وتسهيل اجراءات الزيارة ،والتاشيرات للسياح وتقديم منتجات سياحية تعكس الثقافة العربية المحلية لخلق نمط سياحي جديد يمكن تسميته بالسياحة العربية.