بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
مهما كانت الشكوي والمشاكل التي قد تصحب السفر برحلات مصر للطيران المرفق المصري الوطني للنقل الجوي.. الا أن هذا لا يمنع من الارتباط بها والتطلع إلي أن تكون أحسن شركة طيران في العالم.
في نفس الوقت فإن هذه المشاعر تتجدد وتتصاعد فخراً كلما حازت علي شهادة تقدير من جهة دولية متخصصة في شئون الطيران.
من المؤكد أن مثل هذه الشهادات تعد حافزاً لادارتها وكل العاملين علي بذل مزيد من الجهد لإزالة الشكاوي وعلاج المشاكل.. يأتي ذلك حفاظاً علي هذا التقدير واقبال المسافرين علي استخدامها في رحلاتهم.
في هذا الشأن وبحكم علاقتي القديمة بالطيران – وبالتالي بمصر للطيران – فقد أسعدني جداً حصول مصر للطيران علي المركز الأول في تصنيف لموقع Traveller. com العالمي المتخصص.
جاء حصولها علي المركز الأول – باعتبارها صاحبة أكبر شبكة خطوط جوية في افريقيا – والمركز التاسع في الترتيب علي مستوي العالم والثالث في الشرق الاوسط.
> > >
هذا الفوز يجيء رغم امتلاك الشركة لعدد محدود من الطائرات لا يتعدي حاليا ٦٩ طائرة. رغم انها مملوكة للدولة المصرية إلا أنها تعتمد علي التمويل الذاتي في توسيع وتحديث اسطولها. إنها لا تحصل علي دعم من موازنة الدولة علي عكس الكثير من الشركات المماثلة خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
إنها وفي ظل هذه السياسة الي جانب التشغيل الاقتصادي السليم استلمت من خلال تعاقداتها – ضمن خطتها لدعم اسطولها – ٩ طائرات بوينج حديثة متوسطة المدي. في نفس الوقت فإنها تجري المفاوضات حالياً للتعاقد علي شراء وتأجير ٤٥ طائرة أخري للوصول بعدد طائرات اسطولها بعد استلامها إلي ما يزيد علي المائة طائرة.
إن أهم ما تتميز به استراتيجيتها هو الحرص علي حداثة هذا الاسطول لتكون الأكثر شباباً بين شركات الطيران.. هذا يتم بالاستبدال والاحلال.. القائم علي بيع الطائرة الاطول عمراً ليكون ثمنها مقدمة لتعاقداتها علي الطائرات الجديدة.
> > >
بالطبع فإن كل هذا جميل ورائع ومهم.. ولكن الأهم هو العمل علي الارتقاء بمستوي الخدمات أرضاً وجواً مما يحقق راحة ورضاء الركاب واجتذابهم. في هذا الاطار عليها ايضا الاهتمام والعناية بالحفاظ علي الثوابت الجمالية للشكل الداخلي للطائرات.
من المؤكد أن التراكمات وعلي مدي السنوات الماضية قد جعلت الشركة تئن من ارتفاع أعداد موظفيها بما لا يتناسب مع عدد الطائرات.. إن ما يخفف من وطأة هذا العبء الثقيل مستوي المرتبات والأجور داخل مصر.. مقارنة بالأجور في الشركات العالمية.
من ناحية أخري فإنه يحسب للشركة مواصلة نشاطها لخدمة الوطن وصناعة السفر. يضاف الي ذلك تمكنها من عبور العديد من الازمات التي تعرضت لها بحكم ارتباطها بالأوضاع الداخلية وحركة السياحة العالمية. كانت اسوأ فترة بالنسبة لمسيرتها.. تلك السنوات الثلاث التي اعقبت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ خاصة بعد سطو جماعة الإرهاب الاخواني علي حكم مصر. إنها بعد تلك السنوات العجاف التي تمثلت فيما تعرضت له حركة السفر والسياحة من إنحسار.. بدأت تستعيد عافيتها لتعود مرة أخري إلي الانطلاق وحصد الجوائز.
لا يمكن ان يُنسي لمصر للطيران.. دورها في تنمية حركة السياحة عن طريق خطوطها ومكاتبها وتسيير هذه الخطوط إلي مقاصدنا السياحية الشاطئية. يدخل ضمن ما قامت وتقوم به لخدمة الصالح العام.. ربط القاهرة بكل مدن العالم.
تحية إلي كل المسئولين عن هذا المرفق الوطني وتهنئة من القلب لنجاحهم في الحفاظ عليه طوال هذه السنين وكذلك حماسهم دوماً للنهوض به. هذا الانجاز يجعلنا نتطلع إلي المزيد من التقدم والاستحواذ علي مزيد من التقدير لدورها لصالح عالم السفر والسياحة.