Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

مقالة : اكتشاف مصر ديناصور نادر يؤكد وجود اتصال بين أفريقيا وأوربا منذ 80 مليون سنة

المنصورة …. أكد الاكتشاف المصري الأخير لبقايا ديناصور قديم في الصحراء الغربية اتصال قارتي افريقيا وأوروبا في أواخر العصر الطباشيري، منذ حوالي 80 مليون سنة.

 

ويملأ الاكتشاف فجوة معلوماتية تقدر بـ 30 مليون سنة عن حياة الديناصورات في أفريقيا.

 

منصوراصورس

وقام بالاكتشاف مركز جامعة المنصورة للأحافير الفقارية، برئاسة الدكتور هشام سلام، التابع لجامعة المنصورة، بدلتا مصر، والذي أطلق على النوع الجديد من الديناصورات إسم “منصوراصورس”.

 

ويعد الاكتشاف الجديد طفرة هائلة في دراسة الديناصورات ويمثل دليلا ملموسا على اتصال قارتي أفريقيا وأوروبا قبل انفصالهما منذ ملايين السنين.

 

فترة زمنية مفقودة

تقول دكتورة إيمان الداوودي، أحد أعضاء الفريق البحثي، “باكتشاف منصوراصورس نحن نغطي فترة زمنية مفقودة تقدر بحوالي 30 مليون سنة في أفريقيا قبل اندثار الديناصورات منذ حوالي 80 مليون سنة، فنحن الأن لدينا جزء من القصة عن هذه الفجوة الزمنية وعن حياة الديناصورات في أفريقيا بصفة عامة قبل انقسام قارة جندوانا، إلى قارتي أوروبا وافريقيا”.

 

وأضافت الداوودي لوكالة أنباء (شينخوا) إن الاكتشاف أكد أن هناك اتصال بين الديناصورات التي تعيش في أفريقيا ونظائرها من الديناصورات التي تعيش بأوروبا في تلك الفترة.

 

وتعرض قطع الحفريات المكتشفة للديناصورمنصوراصورس”، على طاولتين بمنتصف معمل جولوجيا 2 بالمركز، داخل أواني مصنوعة من الجبس والخيش، ومغطاة بطبقة من البلاستيك الشفاف لحفظها وضمان ثباتها حال تحريكها.

 

وأضافت الداوودي أن “منصوراصورس” ممثل بحوالي 65 بالمائة من العناصر المكتشفة فنحن لدينا أجزاء من الفك والذراع الأمامي وبعض عظام الرسغ والكاحل وضلوع وعظام القفص الصدري، بالاضافة إلى الفقرات العنقية والظهرية والذيلية.

 

وأكد الفريق البحثي “أن اكتشاف أحد الأطراف الأمامية بمثابة اكتشاف الطرفين لتماثلهما، ولكن لم يجدوا اي حفريات للأطراف الخلفية حتى الأن، غير أن ما تم اكتشافه يمكنهم من توصيف الديناصور ومقارنته بأقرانه في القارات الأخرى”.

 

وظل الفريق يعمل على هذا المشروع البحثي الكبير منذ العام 2008 حتى وجدوا الحفريات المتحجرة الخاصة بـ “منصوراصورس” في واحة الداخلة بالصحراء الغربية في ديسمبر 2013 واستخراجها في مارس 2014، واستمرت الدراسات منذ ذلك الحين وحتى 2018.

 

وتقول دكتورة سناء السيد نائب مدير مركز المنصورة للأحافير الفقارية “يبلغ وزن “منصوراصورس” حوالي خمسة أطنان، وطوله من الأنف للذيل حوالي 10 أمتار، وأنه يشبه الفيل الأفريقي من حيث الحجم”.

 

وأضافت سناء السيد لوكالة أنباء (شينخوا) أنهم وجدوا تشابها كبيرا بين “منصوراصورس” والديناصورات التي كانت تعيش في أوروبا في نفس الحقبة الزمنية، مما يعد أول دليل ملموس على اتصال القارتين منذ حوالي 80 مليون سنة.

 

وتابعت ” بما أن الاكتشاف جديد ويغطي فجوة زمنية في الأحافير الفقارية، قمنا بالاتصال بالمجلة العلمية العالمية “Nature” التي قامت بمراجعة البحث وتقييمه من قبل اثنين من أكبر خبراء العالم في هذا المجال”.

 

منصوراصورس” ينتمي إلى نوع من الديناصورات الضخمة يسمى “تيتانوصوريا” ولكن الديناصور الذي تم اكتشافه في مصر صغير جدا مقارنة بهذه النوعية، رغم أن الدراسات أثبتت بلوغه وأنه ليس في مرحلة الطفولة أو النمو.

 

ويفسر الباحثون ذلك بأن الديناصورات في تلك الحقبة الزمنية كانت صغيرة الحجم حتى في أوروبا، وعزوا ذلك إلى نتيجة “التقزم”، نتيجة انقسام قارة جندوانا، وما أسفر عنه من قلة الموارد وتناقص المساحات.

 

تعاون

يتعاون المركز منذ نشأته من 10 سنوات مع العديد من الجامعات العالمية منها أوهايو وأكسفورد، بالاضافة إلى مؤسسات ومنظمات ومتاحف علمية أخرى.

 

وقد تم تكريم الفريق البحثي من قبل رئيس جامعة المنصورة ووزير التعليم العالي لانجازهم العلمي المهم.

 

 

وأكد الدكتور محمد حسن القناوي رئيس جامعة المنصورة أهمية الاكتشاف جيولوجيا، مشيرا إلى أنه يضع جامعة المنصورة على خريطة البحث العلمي العالمي.

 

وقال القناوي لوكالة أنباء (شينخوا)، “ناقشنا مع الفريق العلمي سبل دعمهم لتحقيق المزيد من الانجازات العلمية، ونخطط حاليا تخصيص قطعة أرض لإقامة متحف علمي بمقاييس عالمية، وقد نتواصل مع اليونسكو أو المؤسسات المانحة الأخرى المهتمة بالأمر لتقديم الدعم اللازم”.

 

وتتوافد مجموعات من طلبة الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة المنصورة على المركز للاطلاع على حفريات “منصوراصورس” ويستمعون من الباحثين بالمركز على أهمية هذا الكشف العلمي الذي لقي أصداء عالمية واسعة.

 

ويقول كمال علي طالب بكلية العلوم جامعة المنصورة “جئنا إلى هنا لأننا نشعر بالشغف لكي نتعرف على الديناصور الذي تم اكتشافه أخيرا، والذي أحدث ضجة علمية عالمية كبيرة، فهو يعد فخرا لكليتنا ولمركز الأحافير الفقارية”.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله