القاهرة “المسلة” …. تحت عنوان “الف ليله وليلة” يقيم متحف قصر محمد على بالمنيل معرض مؤقت للوحات تروي بعض من قصص كتاب الف ليلة و ليلة. تبدأ فعاليات المعرض يوم الاربعاء القادم و تستمر لمدة اربعة اشهر.
صرحت بذلك الهام صلاح رئيس قطاع المتاحف بوزارة الاثار، و أشارت الي ان المعرض سيقام بالقاعة الكبرى للمتحف ،و يضم حوالي 115 لوحة تحكى اكثر من 30 حكاية من كتاب الف ليلة وليلة عن نسخته الفرنسية المنسوبة الى الطبيب الفرنسى المستشرق جوزيف شارل ماردروس.
و هي مجموعة نادرة من اللوحات تمثل اسلوب المدرسة المغولية الهندية الايرانية في التصوير الاسلامي والتي اقتنتها الاسرة العلوية منذ اكثر من مائة عام.
واضافت صلاح ان هذا المعرض يأتي في إطار سياسة وزارة الاثار لاقامة المعارض المؤقتة بمختلف المتاحف الاثرية بما يعمل على القاء المزيد من الضوء على موضوعات ثقافية وتراثية بعينها ويساهم في خلق قنوات للتواصل بين الجمهور و المتحف باعتباره منارة ثقافية تهدف في المقام الاول الي نشر الوعي الاثري والمعرفي بين مختلف الفئات المجتمعية والعمرية.
هارون الرشيد والجارية العربية
من جانبه قال ولاء بدوي مدير عام متحف قصر المنيل انه من اهم الحكايات التي تتناولها لوحات المعرض حكاية هارون الرشيد والجارية العربية، و الجوارى الستة المختلفة الالوان، و رحلات السندباد البحرى، و التاجر والعفريت، و حلاق بغداد، و دليلة المحتالة، و الكتاب السحرى، و عبدالله البحرى وعبدالله البرى، وغيرها من الحكايات.
الكتب التراثية ..
200 حكاية
وأكد بدوي ان اختيار موضوع هذا المعرض يلقي الضوء على واحد من اهم الكتب التراثية والتي تمثل جزءا من موروثنا الثقافي و الشعبي من خلال ما يحويه من حكايات يبلغ عددها حوالى 200 حكاية يتخللها شعر إمتزج فيها الواقع بالأسطورة والحقيقة بالخيال ليحكي قصصاً من التاريخ والعادات وأخبار الملوك وعامة الناس، وعن اللصوص والمستغلين، كما تتحدث عن الجن والعفاريت ، وفيها ايضا قصص على ألسنة الحيوانات.
و أضاف ان كتاب الف ليلة ولية لم يعرف حتى الآن من هو واضعه فأسلوب سرد الحكايات يدل على أن واضع الكتاب ليس شخصاً واحداً بل أكثر من شخص بالرغم من إجماع بعض الباحثين على ان البناء الأساسي للقالب الدرامي لهذه الحكايات هو ما يعرف بالألف خرافة الفارسية (هزار افسان) ويميل البعض الآخر إلى الجزم بأن اصل الكتاب هندي مع إقرار ببعض فضل للفرس والعرب فيه . فهناك حكايات عديده نسبت إلى الهند وبلاد فارس و ايضا حكايات تنسب إلى بغداد.
اما عن الطبيب الفرنسى المستشرق جوزيف شارل ماردروس، فأوضح بدوي انه ولد فى القاهرة فى عام 1868، توفى عام 1949 فى باريس وكان المسؤول عن البعثة العلمية والسياسية في المشرق والمغرب، كان شغوفا بالادب وجمع كثيرا من المخطوطات الشرقية وترجم معانى القرآن الكريم الى الفرنسية وايضا كتاب الف ليلة وليلة.