القاهرة “المسلة” المحرر الاثرى ….. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن قيام وزارتى الآثار والسياحة بالتعاون مع السلطات المحلية بتطوير منطقة عيون موسى يمثل إحياءً لطريق خروج بنى إسرائيل بسيناء وملتقى ثانى للأديان والحضارات بعد مجمع الأديان بالوادى المقدس طوى بمدينة سانت كاترين.
وأضاف الدكتور ريحان أن قصة نبى الله موسى وبنى إسرائيل ذكرت فى عدة سور بالقرآن الكريم ولقد كرّم الله سبحانه وتعالى جبل الطور وجعله فى منزلة مكة والقدس {والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين} التين 2 ، 3 ، والتين والزيتون ترمز للقدس وطور سينين وهو جبل الطور بسيناء والبلد الأمين هى مكة المكرّمة.
الوثائق التاريخية
وأشار إلى أن طريق الخروج له مكانة خاصة فى المسيحية حيث ذكرت الوثائق التاريخية أن المبانى الدينية المسيحية بسيناء كالأديرة والكنائس بنيت فى محطات هذا الطريق تبركًا بهذه الأماكن وخصوصًا أشهرها وهو دير سانت كاترين واستخدم هذا الطريق فيما بعد طريقًا للتقديس المسيحى للقادمين من أوروبا إلى الإسكندرية ومنها عبر النيل إلى مصر القديمة ومنها بريًا إلى سيناء عبر عيون موسى ثم وادى غرندل ثم وادى فيران إلى سانت كاترين ومنه إلى القدس ثم طريقًا للحج إلى مكة المكرمة عبر وسط سيناء وكانت أولى محطات الطريق بسيناء هى عيون موسى بهدف التزود من مياهها العذبة الغزيرة ومنها إلى وادى صدر (سدر) ثم إلى سطح هضبة التيه إلى الروافد العرضية المتصلة بوادى العريش ومنها إلى نخل إلى دبة البغلة ومنها إلى سطح العقبة ومنها إلى الأراضى الحجازية وبالتالى كانت عيون موسى ملتقى الأديان والحضارات.
ويؤكد الدكتور ريحان أن العيون التى يتم تطويرها الآن هى العيون الإثنى عشرة التى تفجرت لنبى الله موسى وبنى إسرائيل وقد أثبتت الدراسات الحديثة التى قام بها فيليب مايرسون أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى منطقة قاحلة جدًا وجافة مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت لهم العيون وكان عددها 12 عين بعدد أسباط بنى إسرائيل ، ولقد وصف الرّحالة الذين زاروا سيناء فى القرنين 18، 19م هذه العيون ومنهم ريتشارد بوكوك الذى وصف أربعة عيون واضحة ومياهها صالحة للشرب ووصف أشجار النخيل بالمنطقة .
تطوير
ويشير الدكتور ريحان إلى أن ماتم تطويره سبعة عيون والمتبقى خمسة عيون وليست ثلاثة وقد كانت جميعها مياه عذبة تتزود منها قوافل الحج المسيحى والإسلامى وكان هناك ميناء على خليج السويس قرب عيون موسى استغله العثمانيون وتجار البندقية (فينيسيا) عام 1538م أيام السلطان العثمانى سليمان الثانى وقاموا بإنشاء قناة لنقل المياه من عيون موسى إلى مراكبهم بالميناء كما كان الميناء محجرًا صحيًا للحجاج القادمين عبر خليج السويس من ميناء السويس ونظرًا لاعتدال مناخها فقد كان لكبار الشخصيات بالسويس منازل للتصييف بمنطقة عيون موسى.
ويشير الدكتور ريحان إلى مشروع أثرى علمى بينه وبين الدكتور صفى الدين متولى رئيس قسم الطاقة الجديدة والمتجددة بوحدة الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية – قسم الاستكشاف بمركز بحوث الصحراء يقدم الرؤية العلمية للكشف عن كل عيون موسى الإتنى عشرة ويفترض أن كل عين من عيون موسى ممتدة حتى الصخور النارية فى باطن الأرض ولها تركيب خاص بها مثل عين زمزم وسيستخدم الدكتور صفى الدين متولى صور الأقمار الصناعية ذات درجات الوضوح العالى مثل سبوت الفرنسى وكويك بيرد الأمريكى وقياسات المغناطيسية لتحديد امتداد عيون موسى وباقى العيون والقياسات الكهربية ثنائية وثلاثية الأبعاد والقياسات السيزمية الضحلة وقياسات الرادار الأرضى ذات التردد العالى كما يتضمن هذا المشروع الكشف عن مسار خروج بنى إسرائيل عبر جنوب سيناء وبالتالى يمكن إحياء وتطوير المسار بأكمله.