بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
كانت الساعة وربع الساعة التي استغرقتها ندوة الكُتاب السياحيين حافلة وثرية بمضمون ما أعلنه ضيوفها الدكتور خالد العناني وزير الآثار والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة وعضوا مجلس النواب أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والاعلام وسحر طلعت مصطفي رئيسة لجنة السياحة والطيران.. أدي ارتباط الوزير والوزيرة باجتماعات خارجية أخري إلي عدم إمتداد الندوة لأطول من هذا الوقت تجاوبا مع الروح البناءة التي سادتها الحوارات والأسئلة وردودها.
جمعية الكتاب السياحيين حرصت علي الجمع بين هؤلاء المسئولين إيمانا بالتزاوج والارتباط بين أنشطة الأجهزة التي يمثلونها وأهمية التعاون والتنسيق فيما بينها لتحقيق الصالح الوطني. كما هو معروف ووفقا لما ذكرته في مقال الخميس الماضي فإنه لابد من التعامل الذي يقوم علي التنسيق والتعاون والتفاهم بين الوزارتين. هذا الأمر مهم للغاية لإعلاء شأن السياحة التي تعد الآثار بالنسبة لها.. عنصرا جاذبا للسياح من كل أنحاء العالم والذين يتميزون بارتفاع معدلات الإنفاق. في نفس الوقت فإن كليهما في حاجة للدور الذي يقوم به مجلس النواب لإقرار التشريعات اللازمة لدعم وتسهيل نشاطهما.
> > >
بداية كان الحديث لوزير الآثار خالد العناني الذي تضمن الرد علي الأسئلة المثارة حاليا بشأن إقامة معارض للآثار في العواصم العالمية. قال إن عرض هذه الآثار المؤمنة علي أعلي مستوي بالضمانات الأمنية والمادية تعد خير سفير لمصر حضاريا وسياحيا. أبرز إن المردود الدعائي ليس له حدود ولا يقدر بمال. أكد علي دورها الأساسي لتعظيم الدبلوماسية الناعمة للثقافة والحضارة المصرية.
أشار إلي أن جولة القطع الآثرية المصرية في هذه المعارض تتم تفعيلا لقرار مجلس الوزراء وبعد مفاوضات متواصلة استمرت لأكثر من عام ونصف العام. جاء في إجابته أن عائد الملايين من الدولارات التي سيتم الحصول عليها من خلال هذه المعارض ستعود إلي خزينة الدولة إلي جانب استخدام جانب منها في عمليات الصيانةوالترميم للآثار.
من ناحية أخري تناول حديثه مشروعات الوزارة لاقامة المتاحف في كل أنحاء مصر والتي يأتي في مقدمتها المتحف العالمي الكبير الذي يشهد حاليا الإستعدادات لافتتاح مرحلته الأولي. تحدث عن عمليات تطوير طريق الكباش في الأقصر وما تشهده منطقة أهرامات الجيزة من تطوير حضاري يقضي علي كل ما كان يثار من شكاوي. قال ان ذلك يتم في إطار الحفاظ علي طابعها الآثري والسياحي. وكذلك مصالح الجمّالة والخيالة. أعلن عن التسهيلات المقدمة لتطوير المناطق الآثرية وإصدار تذاكر مجمعة بأسعار تنشيطية للسياح لزيارتها لمدة ٥ أيام.
> > >
بعد ذلك جاء دور وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط حيث أجابت عن أسئلة واستفسارات الشخصيات السياحية المرموقة التي شاركت في الندوة. قالت في البداية إن توليها لمسئوليتها لم يمضي عليه الشهر.. رغم ذلك فانها وضعت علي قمة إهتمامها جمع شمل المجتمع السياحي واتخاذ كل الخطوات لتحقيق ذلك. قالت أن من بين أهدافها الإرتقاء بمستوي التعاون والتنسيق للانطلاق بصناعة الأمل الي الآمان الذي يحقق ما هو معقود عليه لصالح الاقتصاد القومي.
في هذا الاطار تحدثت عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة تشغيل مراكز تدريب العمالة المتخصصة لتوفير احتياجات المنشآت السياحية والفندقية حتي تكون جاهزة لاستقبال تعاظم الحركة السياحية في الفترة القادمة. تطرقت الوزير بعد ذلك إلي مشاركة مصر في بورصة برلين أوائل الشهر القادم والتي تعد أكبر تجمع تسويقي وترويجي للسياحةعلي مستوي العالم. قالت إن هذه المشاركة تتسم هذه المرة بمفهوم ومضمون مختلف.
وأكدت علي ضرورة وأهمية استعادة المصداقيةوالثقة مع الشركاء في الخارج وصولا الي النتائج المرجوة لصالح السياحة. من ناحيةأخري أشارت الوزيرة إلي إهتمامها بالاصلاح الهيكلي لقطاع السياحة إلي جانب العمل علي انهاء انتخابات تشكيل مجالس الغرف السياحية والاتحاد الذي يجمعهما.
تطرقت أيضا إلي حتمية التنسيق بين كل الوزارات لصالح النهوض بالسياحة وكذلك الاهتمام بتنشيط التسويق والترويج في الأسواق الجديدة وإعطاء مزيد من الدعاية للتوعية بأهمية السياحة اقتصاديا ومجتمعيا الي جانب المضي قدما في إحياء مسار العائلة المقدسة سياحيا. وتحدثت أيضا عن دراسة السبل اللازمة من أجل إيجاد حل لمشكلة حرق أسعار بعض البرامج السياحية الي مصر بما يتوافق ومكانتها السياحية وتجنب تأثيرها علي اقتصاديات السياحة.
> > >
فيما يتعلق بدور مجلس النواب لدعم ومساندة الآثار والسياحة لتحقيق الصالح الوطني.. أكد أسامة هيكل علي أهمية الاعلام الالكتروني في تنشيط السياحة وكذلك التسهيلات التي يجب تقديمها للتصور السياحي في المواقع السياحية وضرورة الاستعانة بأساليب غير تقليدية في التعامل مع الاعلام الغربي. وأكد علي أهمية العمل علي جذب شركات السينما العالمية لتصوير أفلامها في المواقع الآثرية التي لا مثيل لها في العالم.
أما النائبة سحر طلعت مصطفي فقد تركز حديثها عن جهود اعداد واقرار قانون موحد للأنشطة السياحية والذي سيتم صيغته من خلال جلسات الاستماع مع ممثلي قطاع السياحة. أشارت الي ضرورة أن تسود روح التعاون والتنسيق بين أطراف المنظومة السياحية. طالبت بأن يعمل الجميع من أجل تهيئة البيئة اللازمة للنمو السياحي والذي يجب أن يتم من خلال التوعية.
الحقيقة أن هناك الكثير مما قيل في هذه الندوة والذي أرجو أن أكون قد وفقت في تلخيصها. إن ما حققته من نجاح كان دافعا لكل الأطراف المشاركة علي الوعد بالالتقاء مرة أخري من أجل مزيد من النقاش والحوار اللذين يخدمان المصلحة الوطنية.