الانهيار المالي العالمي .. سوريا .. أم حرب عالمية ..!
اعيد ادناه نشر مقال كنت قد نشرته قبل اكثر من سنتين نظرا لما يجري آنيا من تسارع الانهيار للنظام المالي العالمي وتبني قانون "الكفالة في" وإحتمال نشوب صدام عالمي …. حذرنا حينها عن لجوء الحكومات الغربية الى تبني قوانين تسمح للمصارف بالاستحواذ على الودائع المصرفية ومدخرات الناس عند انهيار تلك المصارف !!
تعقيبا لما نشرته في البحوث السابقة فيما يخص الازمة المالية / الاقتصادية المتسارعة عالميا، لايسعني في بداية هذا البحث إلا التنويه الى الخطورة غير المسبوقة في هذا الشأن نتيجة تسارع هذا الانهيار والمعايير الحكومية التي بدأ تطبيقها في قبرص منذ "آذار" الماضي واعلان البنوك المركزية في الغرب بأن نموذج قبرص سيطبق في الدول الغربية في حال فشل المصارف مستقبلا … مضمون النموذج اعلاه سيفاجأ ويصدم الجميع! لأنه ولأول مرة في التاريخ الحديث يتم تجميد وسرقة ودائع ومدخرات المواطنين في محاولة لإنقاذ نظامهم المالي المفلس ..!.
بقلم :سليمان يوحنا
نحن بصدد متغيرات متسارعة على مدار الساعة واسابيع حبلى بمفاجئات كبرى على مختلف المحاور، ومفترق طرق … ولكن الاخطر في هذه الحقبة التاريخية ليس الانهيار المالي بل خطر إندلاع حرب شاملة بدأ بسوريا تتورط فيها دول اقليمية مما سيجر اليها روسيا وحلفائها في مواجهة محور مجموعة " لندن 11 "نحو حرب عالمية.
بالفعل أن ما يثير الدهشة والعجب هو كون البعض مستمرا في تصديق التلفيق والنفاق السياسي والمخابراتي والاعلامي المستمر منذ التسعينيات في شن الحروب هنا وهناك بحجج واهية وخداعة مثل حماية حقوق الانسان .. .. فرض الديمقراطية ..!، الدوافع الحقيقية في تاريخ وقوع الحروب الكبرى في التاريخ تعود اسبابها بالدرجة الاولى الى تلك الحالة التي تسمى بنقطة اللاعودة "الحدود الحالة" في انهيار النظم المالية لطبقة "النخبة المالية" .. التي تسيطر على النظم السياسية والايديولوجية والاعلامية دوليا .. حينها تبدأ شرارة الحرب عادة بحادث نوعي "ارهابي مصطنع" او تلفيق مفبرك من الدرجة الاولى "سياسيا او عسكريا" لخلق الصدمة النفسية …. في الوقت الذي تكون فيه ماكنة الاخطبوط السياسي والاعلامي وادواتها في الحرب النفسية تعمل دون كلل …. وتهيئة الارضية الخصبة في تعبئة وشحن الانفس وغسل الادمغة والترهيب النفسي للشعوب وحكوماتها. . وصولا الى حالة العمى المنطقي والتجرد من الطبع الانساني والسير مع التيار السائد … حينها لا جدوى من الشكوى والتذمر، هذا ما يحصل دوما عندما يفشل الانسان في تسنم دوره الحقيقي في الحياة .. والوقوف بوجه الشذوذ الفكري والايديولوجي الذي يصاحب البشرية منذ البدء. .!
لا يسعني الا ان اعبر عن الرهبة والفجع للاحداث القادمة في حال وقوعها .. لأن ما يلفت النظر هي تلك الحقيقة التي تغطيها ستارات مصطنعة تشير الى اننا ولأول مرة في التاريخ من حيث الضخامة امام مسألة حياة او موت … من مفارقات القدر هو ما جرى في العقود الخمس الاخيرة من تكبيل النظام السياسي والاعلامي الغربي بقيود تناقض ادبياتها وقيمها ودساتيرها والسيطرة على تلك الامم من قبل قلة قليلة "طبقة النخبة المالية العالمية" ..!، وبذا اصبح الغرب الذي هو على وشك السقوط .. ليس إلا أداة لترهيب الامم تحت لافتات تبدو براقة للعقول السطحية للحد الذي يبدو عالمنا اليوم متجها نحو نقطة التصادم بين القوى العالمية ومذبحة قد لا ننجو منها ..!
من أجل إعطاء الموضوع حقه لا بد من ذكر حقيقة تاريخية راسخة لكي لا نقع ضحية القوى التي تهيمن وتوجه ما يطفوا على السطح من أحداث تقع امام الأعين لصرف الانظار نحو اعداء وهميين ليسوا الا ادوات للعقل المدبر والعدو الحقيقي للانسانية القابع في عليائه متلذذا بالدماء البشرية منذ قرون …!، أرجوا الاطلاع على رابط للبحث الذي نشرته سابقا في اسفل الصفحة حول دور المؤسسة البريطانية التي هي في منتهى الحذق والمهارة في خلق الازمات الاستراتيجية والتكتيكية واستخدام مواطن الضعف في الثقافات والاديان لخلق بقع ساخنة وقنابل موقوتة ومن ثم فرض الحلول التي تخدم أجندتهم للامد الطويل "فرق تسد" …. هذه المؤسسة وبعد الحرب الكونية الثانية وقرب زوال زمن الاستعمار المباشر "المستعمرات"، مباشرة بعد الوفاة المفاجئة للرئيس الامريكي فرنكلين روزفلت الذي قال لتشرشل في مؤتمر يالطا عام 1944 "تشرشل، بعد انتهاء هذه الحرب، لن يكون هناك مكان للامبراطوريات "، حينها، انتقلت وببراعة للهيمنة على النظام المالي العالمي بفرض نظامها النقدي" "بديلا للنظام الائتماني الامريكي" نظام الائتمان النظام النقدي ".
ما يسمى بالازمة السورية؟:
برأي، ما يجري في سوريا وما أطلق عليه بالربيع العربي ..! يعتبر من الخدع التاريخية الكبرى .. الانجح إطلاقا للمؤسسة البريطانية العالمية ضمن لعبة "الجيو – سياسي" في التحطيم الذاتي لكيان دول وشعوب تمتد تأثيراتها لعدة أجيال …. ونجاحهم في خلق واجهة عدو جديدة بعد انهيار "الشيوعية" والحرب الباردة .. "الاخوان المسلمين "والاسلام السياسي هم ثمار تسعون عاما من التخطيط المتأني وجهود مضنية تعود الى العشرينات من القرن الماضي، عندما قام" حسن البنا "رسميا بتأسيسها في عام 1928 ولكن جذورها تعود الى الماسوني والعميل البريطاني" جمال الدين الافغاني "في الربع الاخير من القرن التاسع عشر … هؤلاء يعتبرون بعد انهيار "الشيوعية" هبة من السماء للمخطط البريطاني لأنهم امام ايديولوجية تسيل اللعاب في خلق الازمات "الخلافة الاسلامية"، الغريب أن يكون ما يدعى بالغرب "المسيحي"!
عراب الربيع الاخواني ضد الانظمة العلمانية.! مولود انتظرته بريطانيا بشوق خوفا من العقم بعد انتهاء الحرب الباردة … من هنا الاحتفال البهيج بهذا المولود وتقديمه للواجهة العالمية في دعمهم لتركيا وتونس وليبيا ومصر والمعارضة السورية وسيأتي الدور للاجهاز على الاردن والسعودية ودول الخليج ….
أن الاحداث والتطورات في سوريا منذ عام 2011 تعبر عن نفسها لكل متفحص وحيادي وباحث، لأنها كشفت الكثير من المستور المخابراتي والاستراتيجي والازدواجية السياسية والاعلامية وسقوط الاقنعة حيال القاعدة والاخوان المسلمين ودور الامير بندربن سلطان وما يدعيه الغرب بمحاربة الارهاب! .. قد يتسأل البعض عن السبب الحقيقي للموقف الصلب لروسيا والصين في دعمهما لسوريا واستخدام الفيتو في اروقة مجلس الامن لأكثر من مرة لأي تدخل عسكري …
قبل سنتين اصدر الاقتصادي الفيزيائي "ليندون لاروش" تحذيرا فحواه ان الهدف الحقيقي مما يجري من عملية "بلقنة" الشرق الاوسط هو "آسيا" وبالذات روسيا والصين كذريعة لاطلاق شرارة حرب عالمية كما فعلوا في أزمة البلقان الاولى قبل الحرب الكونية الاولى …. هذا ما صرحت به روسيا حول الهدف من نصب منظومة صواريخ "باتريوت" في تركيا والاردن بإعتباره مكملا لتلك المنظومة المثيرة للجدل في شرق اوربا "نظام الدرع الصاروخي الاوربي" المضادة – الصواريخ الباليستية – ABM "" وهدفه ليس دفاعي كما يدعي الغرب بل لتحويط اسيا وشل قدرتها في الرد مما يعتبر اخلال لمبدأ التوازن الاستراتيجي في حال اندلاع اي صراع نووي.
النخبة المالية العالمية المتمركزة في لندن وربيبتها "وول ستريت" تدرك جيدا بان الظروف قد أينعت وعلى وشك الخروج سريعا عن نطاق السيطرة وفقدان هيمنتها وسطوتها المالية الممتدة لأكثر من 320 عام! ، وهذا مرده الى الزخم المتصاعد في الولايات المتحدة نحو إحتمال تمرير وتطبيق قانون نظام فصل المصارف "كلاس ستيكل زجاج ستيجال"، لذا ليس مستغربا البتة زخم المناورات والتصريحات النارية وتلفيق وفبركة الاتهامات والهروب الى الامام لبعض القادة في محاولة التحصن بأزمة الخارج، هربا من الازمات والمستحقات الداخلية
كما هو الحال مع اوباما الذي يواجه ضمن ما يواجهه تهمة خرق الدستورالامريكي بإعطائه الاوامر للقوات الامريكية لمهاجمة ليبيا من دون الرجوع الى الكونغرس وما فعله "محمد مرسي" من قطع كل روابط العلاقة مع سوريا والدعوة الى التدخل العسكري وفرض الحظر الجوي … وهذا بحد ذاته يعتبر إعلان الحرب وتأكيدا لما ذكرته عن الدور البريطاني المرسوم لمؤسسة الاخوان المسلمين ….
آن الاوان لتحريك الدمى الاقليمية ورفع سقف الخطاب الديني والسياسي وكأن سوريا هي عدو الانسانية، في الوقت الذي نحن فيه على وشك انعقاد مؤتمر "جنيف 2"! الذي سيضع الحل السياسي والاحتكام للمنطق عوضا عن جر العالم للتورط بحرب عالمية، علما أن أغلب الحروب الكبيرة تبدأ عادة بصورة غيرمتوقعة او عقلانية الا بعد فوات الآوان.
يقينا، ستكون من سخريات القدر الكبرى، وتراجيديا لن تتكرر، إن وقع العالم في مطب المحور الخماسي المخادع "اوباما، ديفد كامرون، الامير بندر بن سلطان، اردوغان، فرانسوا هولاند" المسير من قبل المؤسسة البريطانية ..، لأن مجرد التفكير باطلاق شرارة حرب جديدة هو شرمطلق يعجز عنه حتى ابليس ..
إننا امام حرب إن اندلعت ستكون الاولى والاخيرة في التاريخ "حرارية- نووية – الحرارية النووية"، السؤال الذي يفرض نفسه: إذن لما هذا الجنوح نحو الجنون السياسي والتلفيق المخابراتي من قبل الدول التي تدور في الفلك البريطاني، لإشعال فتيل الحرب العالمية … تارة باستخدام الزناد الاسرائيلي والتركي ..وتارة منظومة الدفاع الجوي الروسية "اس 300" ..
وتارة التلميح بأنهم على وشك تزويد المعارضة السورية بالسلاح! بينما تلك العملية مستمرة من قبل دول الخليج والسعودية والغرب منذ سنتين انطلاقا من ليبيا وعبر تركيا والاردن ولبنان … ثم العودة مجددا الى تلك المعزوفة العقيمة التي استخدمت كذريعة لتدمير العراق "أسلحة الدمار الشامل"، بالرغم ان مبعوثة الامم المتحدة "كارلا دي بونتي" اكدت في تقريرها المقدم الى الامم المتحدة قبل اسابيع بأن السلاح الكيمياوي الذي استخدم في عدة مواقع سورية مصدره المعارضة التي تدعمها الغرب وليس الجيش السوري ..!
إذن ما هو الهدف من التلفيق والتصعيد حول الاسلحة الكيمياوية من قبل دعاة الحرب والتنسيق لنسف كل مبادرات الحل السلمي ومنها زيارة الامير بندر وعبدالله لفرنسا والملك الاردني لبريطانيا وامريكا للدفع نحو الخيار العسكري .. هذا ما يجري على قدم وساق من سرعة التحضيرات الخفية في الاردن "3 "الاف عسكري امريكي بدعوى التدريب او لتشغيل الباتريوت!
وتهيئة قاعدة "انجرليك" التركية والاعداد لفرض حظر جوي فوق سوريا الذي بحد ذاته يعتبر إعلان حرب .. بينما الدبلوماسية الروسية تعمل بقصوى لمنع خروج الامور عن نطاق السيطرة في اي لحظة … المثير للخوف هو اللامبالاة الغريبة لمجموعة "لندن 11" للتحذيرات الصادرة عن المؤسسات العسكرية والامنية الغربية ومنها الاسرائيلية ايضا لأي مغامرة في التدخل المباشر والمتمثلة برئيس هيئة الاركان الامريكية الجنرال "مارتن ديمبسي" الذي لولاه، لكان اوباما قد ورط امريكا في تدخل عسكري مباشر عقب الانتهاء من تدمير ليبيا .. حسب المصدر الاعلامي الامريكي "بلومبيرغ" رفض الجنرال "ديمبسي" قبل ايام طلب "جون كيري" لقصف مواقع عسكرية اثناء الاجتماع الذي نوقش فيه عملية تزويد المعارضة السورية باسلحة نوعية … ولكن معارضة العسكر لها حدود، لأنه بمجرد إطلاق الشرارة لن يكون امام العسكري المحترف الا القيام بواجبه الوظيفي.
أدناه بعض الامثلة لما كان يخطط له في فترة الاسابيع الاخيرة للضغط على زناد الحرب بسبب الانتصار الاستراتيجي في معركة "القصير" وانقلاب الموازين والتهيئة لمعركة حلب التي تؤكد الاحداث بأنها ستكون المعركة الفاصلة ونهاية اللعبة السورية والربيع العربي وزمن الاستحقاقات السياسية والقانونية للمتورطين بها:
اولا: عودة اوباما في الايام الاخيرة الى التصريح والجزم بأنه يملك أدلة على استخدام الجيش السوري للاسلحة الكيمياوية .. بالرغم من تفنيد الامم المتحدة وأجهزة المخابرات لهذه الادعاءات …. لان المطلوب سياسيا هو سبب وجيه لتجاوز معارضة المؤسسة العسكرية الامريكية لاي تدخل عسكري مباشر. .. تجاوز خط اوباما "الاحمر" في استخدام الكيمياوي هو السبب الذي سيفرض على الجيش الامريكي للانصياع لاوامر القائد العام.
ثانيا: قبل ثلاث اسابيع كان ملاك الحرب على وشك التمكن من اطلاق شرارة الحرب على احد المحورين: دفع اسرائيل لتنفيذ ضربة جوية على اهداف سورية مزعومة لمنظومة الصواريخ الروسية "اس -300" للدفاع الجوي المتطورة التي قامت عدة وكالات انباء عالمية بتلفيق خبر وصولها على لسان الرئيس السوري في المقابلة التلفزيونية مع تلفزيون المنار اللبناني، وتبين بعدها بعدم صحة الخبر والتأكيد الروسي بذلك … الغاية كان دفع اسرائيل لشن ضربات جوية والرد السوري الذي جاء على لسان الرئيس السورري بأنه في حال تعرضنا لأي ضربة اسرائيلية إضافية فأن صلاحية الرد قد منحت للمؤسسة العسكرية من دون الرجوع للقيادة السياسية لإتخاذ ما يلزم.
اما المحورالاخر ما كان يخطط وفي طور التنفيذ من قبل "جبهة النصرة" المرتبطة بالمخابرات الاقليمية "وبلاك ووترز" لاستخدام الاسلحة الكيمياوية "غاز السارين" في احدى المدن التركية وتوجيه اصابع الاتهام فورا لسوريا وقيام تركيا بالرد الفوري … مما يلزم حلف الناتو بالتدخل للدفاع عن تركيا العضو، لكن الاقدار تدخلت في اللحظات الحاسمة وتمكنت الاجهزة الامنية التركية من القاء القبض على مجموعة مكونة من سبعة عناصر بحوزتهم كيلوغرامان من غاز السارين القاتل في مدينة أضنة التركية.
ثالثا: محاولة المحور الثلاثي "اوباما، كاميرون، هولاند" في مؤتمر الدول الثمان "G 8" المنعقد في ارلندا قبل ايام لإقناع الرئيس الروسي بتغير موقفه تجاه سورية وتدويل الازمة السورية تمهيدا للتدخل العسكري كما حصل مع ليبيا …. هذه المحاولة باءت بالفشل كما رأينا في مضمون البيان الختامي للمؤتمر بعدم التطرق الى شخص الرئيس السوري كشرط للحل .. كان حري بهذا الثلاثي إدراك ان محاولة لوي ذراع "بوتين" محال … حين صرح بوتين في عشية انعقاد ذلك المؤتمر للصحفيين بأن الغرب يسلح "آكلي لحوم البشر" بينما روسيا تتعامل بحسب القوانين الدولية والسيادية مع سوريا … إذن وكما يبدو بأن بريطانيا أمام موقف صعب في محاولة تنفيذ أجندتها …
والبديل هو تجيش ودفع الدول العربية الدائرة في فلك بريطانيا والغرب نحو التصعيد وليس مستبعدا لتلك الدول عن إعلان الحرب على سوريا وحزب الله واللعب على وتر الطائفية لجر دول مجموعة "لندن 11" للتدخل عسكريا …. وبالتزامن مع ما يجري من مؤشرات لجهود غربية من سياسة المهادنة والدبلوماسية وبعث الاشارات المشجعة في محاولة عزل ايران عن سوريا بعد الانتخابات الايرانية الاخيرة.
الازمة المالية / الاقتصادية:
أدناه نبذة مختصرة عما يجري … لست أبالغ إن قلت بأننا في مستهل عاصفة من الانهيارات المتسارعة جارية على قدم وساق وعلى وشك خروجها عن نطاق السيطرة … هذا الانهيار دخل منذ اسابيع طور مرحلة تعتبر الاخطر، حيث الانهيار المفاجىء لسوق السندات التجارية بوند الشركات السوق "الذي تسبب انهياره في عام 2008 بخلق ما دعى بألازمة المالية العالمية – العالمية بالأزمة المالية المالية GFC" نتيجة نضوب الائتمانات "عدم الاقراض" بين المصارف وتوقف الحركة التجارية وهروب الاموال مما وضع سوق "المشتقات- Dirivatives" على المحك مهددا المصارف الكبرى بالافلاس لولا تدخل البنوك المركزية بضخ السيولة بصورة غير مسبوقة …
العامل الوحيد الذي ابقى المصارف مفتوحة هو الضخ الحكومي للسيولة واستخدام اموال دافعي الضرائب "التكفل الحكومي للمصارف" "إنقاذ في الاعوام الخمس الاخيرة للحد الذي ادى بدول الى الاعلان عن العجز في ايفاء ديونها مثلما الحال مع اليونان، البرتغال، اسبانيا … الخ، والمثير للانتباه التحذير الذي أطلقه رئيس بنك الاحتياط الامريكي "بن Bernanki" في كانون الثاني للكونغرس بأن الولايات المتحدة ستعجز عن ايفاء دفع ديونها ما لم يتم رقع سقف الدين العام "ضخ" المزيد من السيولة،
ولكن حقيقة الامر هي ان الاستمرار بضخ السيولة النقدية يعني لا محال من حصول التضخم النقدي الشديد "التضخم الجامح" وفقدان العملة لقيمتها .. وان تم وقف الضخ حينها ستنهار المصارف! لذا فأن مضمون السياسة الجديدة منذ آذار الماضي "الكفالة – في" هو: شئت أم أبيت فأننا سنسرق مدخرات الناس والاستثمارات لغرض إنقاذ نظامهم ولو أدى هذا الى انهيار الدول والشعوب والفوضى.
البعض من القراء يتذكر تحذيرات مؤسسة لاروش العالمية منذ عام 1994 حول حتمية إنهيار "العولمة الاقتصادية"، وبدت تلك التحذيرات غريبة ومبالغ فيها! ولكنها بدت تتوضح تدريجيا منذ عام 2000 وصولا للازمة التي سميت بالازمة المالية العالمية "جلوبال الأزمة المالية -GFC عام 2009، ولكن ما جرى لقبرص" ضمن دول الاتحاد الاوربي "دليل على منحى خطير يمس من ليس له ناقة ولا جمل مباشرة .. في خطوة مفاجئة من آذار الماضي، اعلنت قبرص تجميد كافة المصارف والحسابات ولمدة عشرة ايام "عطلة بنك"، حاول البنك المركزي الاوربي اثنائها ضمن شروطه لمنح قبرص قرض مقداره سبع مليار دولار "كحزمة" إنقاذ للبنوك في فرض سياسة استقطاع عامة بنسب معينة على كافة الحسابات!
ولكن معارضة السياسيين القبارصة لتلك الاجراءات خوفا على حياتهم من ردة الفعل الشعبية تم تخفيف تلك الشروط ضمن مقاييس جديدة نصت على فرض سياسة غير مسبوقة وضوابط مصرفية على ودائع الناس، وتم تبني القانون الجديد في البرلمان القبرصي تحت الضغط من الاتحاد الاوربي الذي أعلن ان هذه المعايير ستطبق ضمن كافة دول الاتحاد في حال فشل المصارف ..
وجرى سريان إجراءات القانون الجديد فورا على اي حساب مصرفي يتجاوز ال "100" الف يورو، وكما يلي: 37٪ يتم تحويلها قسرا الى اسهم مصرفية و 22٪ تلغى تماما، و 40٪ تجمد، ولكن حتى مبلغ ال 100 الف يورو المكفول من قبل الدولة؟ لا يحق لصاحبه سحب اكثر من 300 يورو في اليوم .. مما يعني إن كنت صاحب مصلحة تجارية او تدفع اجورا حينها لا مفر من الافلاس؟ هذا ما جرى لقبرص وسيشمل قريبا كافة الدول الغربية في حال فشل اي مصرف! القانون اعلاه يسمى في الولايات المتحدة ب "دود – فرانك بيل" التي صادق عليه اوباما في عام 2010، وتم تمريره بشبه سرية وخديعة في كندا ضمن ميزانية الدولة للعام الماضي وفي نيوزلند وبريطانيا وهم بصدد ذلك في استراليا.
السياسة أعلاه يتم فرضها على الدول من قبل بنك التسويات الدولي – بنك التسويات الدولية – BIS الذي هو بمثابة البنك المركزي للبنوك المركزية العالمية ومقره في سويسرا.
في بث علني على الانترنيت "المصبوب الويب"، بتاريخ 25 تموزعام 2009، حذر ليندون لاروش الحكومات الغربية بأن نظام "كلاس – ستيكل" لا بديل عنه في الوضع الحالي، وبأن كل الاجراءات المتخذة حينها من قبل تلك الحكومات من سياسة ضخ السيولة والتقشف الصارمة والتلاعب بالارقام لن تنقذ النظام المالي المفلس، والدليل هو ما جرى بعد اربع أعوام من ذلك التحذير!
اليوم لن ينقذ هذا النظام بصيغته الحالية حتى وإن تم سرقة الفلس الاخير من ودائع الناس …. هل يعقل أن يتم إنقاذ نظام مالي يئن تحت وطأة ديون من المضاربات "سوق المشتقات" تتجاوز "الالف واربعمائة" ترليون من الدولارات! بينما مجموع الناتج الاقتصادي العالمي لا يتجاوز ال "60" ترليون دولار، الاغبياء فقط سيصدقون ذلك.
الحلول: هناك تحرك وجهود جدية تتبلور ويقودها بعض الاعضاء من كلا الحزبين في الكونغرس الامريكي نحو تحييد "اوباما" او الدفع نحو محاكمته بتهمة خرق الدستور وتجاوز صلاحياته، … هذا التحرك لم يأتي إعتباطا، بل نتيجة جهود حثيثة لبعض المؤسسات الامريكية من الذين يتعاونون مع مؤسسة لاروش في امريكا ولإدراكهم للخطورة التي تمثلها شخصية أوباما وكما جاء بتحذير لاروش في عام 2009 بأننا أمام شخصية "نرجسية -Narcissist" وخطيرة ويجب تحييده أو عزله لمنع استخدامه من قبل بريطانيا!، نأمل أن يتم هذا التحرك بسرعة وإيجابية وقبل فوات الآوان .. .. لأن بريطانيا لا تملك المقدرة في شن حرب عالمية من دون القدرة الامريكية.
أما الحلول المالية والاقتصادية فأنها متوفرة ولخصها "ليندون لاروش" بثلاث نقاط اساسية "كلاس ستيكل زجاج -Steagall، النظام الائتماني والعودة الى الاقتصاد الفعلي الانتاجي" … المشكلة الرئيسية تتمحور في عدم وجود النية الصادقة للمؤسسة الحاكمة في تطبيق تلك الحلول ووضع النفع العام للشعوب فوق المصالح الخاصة للنخبة المالية! … يبدو إن ما نواجهه اليوم وبالذات في الغرب هو مرحلة لا تختلف عما جرى في الربيع والصيف من عام 1932 في صعود الانظمة الفاشية المدفوعة من قبل المؤسسات المالية في اوربا وما تبع