بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
ما لفت نظري خلال متابعتي لفعاليات بورصة برلين هذا العام حرص المستشارة الألمانية انجيلا ميركل علي افتتاحها بنفسها.. أما بالنسبة لنا كمصريين فقد كان الأبرز تصاعد الشعور بالتفاؤل داخل الجناح المصري. ظهر ذلك واضحا وجليا علي وجوه الوفد المصري علي المستويين الرسمي والخاص. هذا الشعور لم يتولد من فراغ أو أمنيات.. ولكنه كان نابعا من نتائج اللقاءات والاجتماعات مع منظمي الرحلات والتي كانت وراء أن يسود مناخ إيجابي.
وفقا للمعلومات المتداولة فإنه وإذا كانت الحركة السياحية الألمانية المتصاعدة قد تركزت في عامي ٢٠١٥ و٢٠١٦ علي الغردقة ومرسي علم.. فإن هناك مؤشرات بأن شرم الشيخ والأقصر سيكون لهما نصيب منها أيضا.
هذه التوقعات المبشرة كانت محورا لما دار في الاجتماعات مع شركات الطيران العارض والمنتظم التي أجرتها وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط ووزير الطيران شريف فتحي وقيادات القطاعين المتواجدين معهما.
تناولت المناقشات والحوارات أنسب الوسائل التي يمكن تطبيقها للتحفيز علي تكثيف تنظيم الرحلات العارضة إلي مصر إلي جانب زيادة رحلات الطيران المنتظم.
> > >
أهم من كل هذه البشائر التي كشفت عنها فعاليات بورصة برلين ما عبّر عنه المسئولون الألمان الذين التقي بهم الوفد الرسمي المصري الذي يضم وزيرة السياحة ووزير الطيران ومحافظي البحر الأحمر وجنوب سيناء اللواء أحمد عبدالله واللواء خالد فوده. ما قاله المسئولون الألمان اتسم بالدعم والتأييد لمصر. هذا الأمر سوف ينعكس بالتالي علي ارتفاع معدلات سفر السياح الألمان إلي مصر.
حضر وشارك في كل هذه اللقاءات والاجتماعات السفير بدر عبدالعاطي الذي كان له الفضل في عمل الترتيبات اللازمة لإجرائها. تم ذلك علي أرضية العلاقات القوية والثقة المتبادلة التي أرستها زيارات الرئيس السيسي ومباحثاته مع القيادات الألمانية ورجال الاقتصاد. إن ما يدعو إلي الفرحة والسعادة أن جهود جميع المشاركين جرت في إطار الفريق الواحد.
كان من أهم الشخصيات الألمانية التي شملها برنامج لقاءات الوفد الرسمي المصري.. بيتر رامزاور رئيس لجنة التعاون الأنمائي في البرلمان الألماني واريسي جلايكا وزير الدولة للسياحة بوزارة الاقتصاد والطاقة ومفوضة الحكومة الألمانية الفيدرالية لشئون السياحة وسباستيان موسينماير رئيس لجنة السياحة بالبرلمان. يضاف إلي ذلك لقاء مع وزيري السياحة القبرصي واليوناني حيث تم الاتفاق علي تنظيم برامج سياحية مشتركة محورها الرحلات البحرية بين موانئ الدول الثلاث.
لا جدال أنه وبناء علي الأجواء المبشرة في بورصةبرلين وبالتالي الآمال المعقودة عليها.. فانها تتركز علي ما هو معلن عن حركة السياح الألمان حول العالم. أن الاحصائيات فيما يتعلق بآخر معدلات رحلاتهم السنوية تقول إنها تبلغ ٧٠ مليون رحلة. من ناحية أخري فان إنفاق السياح الألمان يصل الي حوالي ٥٠ مليار يورو سنويا. إن مصر بمقوماتها السياحية الفريدة الأثرية والشاطئية والصحراوية علاوة علي بيئتها الطبيعية وطقسها المعتدل المشمس تعد من المقاصد السياحية المفضلة للسائح الألماني.
علي هذا الأساس يقول الخبراء إن الفرصة متاحة أمام مصر وبعد بذل الجهود في التسويق والترويج والارتفاع بمستوي خدماتها السياحية أن تصل باعداد السياح الألمان الي ضعف بل ضعفي ما هي عليه الآن. هذا يعني إمكانية رفع عائدها الي ما يقرب من ملياري ونصف المليار دولار سنويا.
إن سند مصر في الوصول الي هذه المعدلات المأمولة من السياحة الألمانية.. يعتمد علي تنامي العلاقات السياسية والاقتصادية.إن مواقف المستشارية الألمانية الإيجابية تجاه مصر في جميع المجالات.. يعد عاملا مهما في التحرك نحو مزيد من الصداقة والتعاون لصالح تعظيم العلاقات بين البلدين.
> > >
بعد اختتام بورصة برلين يمكن القول أن محصلة المشاركة المصرية في فعالياتها كانت إيجابية لصالح السياحة المصرية مما سوف يساعدها علي التعافي وتعويض ما عانته نتيجة محنة السنوات السبع الماضية. إن هذا الحدث العالمي وما يجري فيه يعد ترمومترا حاسما في رصد توجهات الحركة السياحية العالمية.