Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

الأردن: واجهة جذب سياحي ومقصد رئيسى للزوار وملتقى الأمم والشعوب

 

عمان “المسلة” ….. اكتسب الأردن عبر العصور مكانة خاصة لموقعه الاستراتيجي، فكانت أرضه شاهدةً على الحضارات الإنسانية، وفاعلا في نسج تاريخها، ساهم في ذلك ميزة أخرى تفرد حيث كان إما مهداً للديانات السماوية أو طريقا للأنبياء، ومعبراً رئيسياً للقوافل التجارية وملتقى الأمم والشعوب.

 

وإضافة الى ذلك، يتمتع الأردن بموقع جغرافي متوسط بين دول المنطقة، ويتميز بتنوع مواطن الجمال وتباين المناخ والتضاريس، وتوفر العديد من الينابيع الغنية بالمياه العذبة والمعدنية الطبيعية ويحظى المنتج السياحي الأردني بحضور وتميز واهتمام.

 

ولذلك، ومن حسن حظ الاردن، أنه يجمع بين أهم عناصر الجذب السياحي، فهو إضافة الى اعتباره متحفا تاريخيا وأثريا مفتوحا، فهو يجمع الى ذلك السياحتين؛ الدينية والعلاجية، وكذلك السياحة الترفيهية لسحر طبيعته وتنوعها.

 

نتائج إيجابية

وبالرغم من الصورة السلبية التي تكونت عن القطاع السياحي العربي بوجه عام نتيجة الأوضاع الأمنية والسياسية المحيطة بالمنطقة، استطاع في الأردن تسجيل نتائج إيجابية في الآونة الأخيرة، كما ان مؤشرات النمو الإيجابي لقطاع السياحة تعكس حالة الاستقرار التي تتمتع بها المملكة بحسب وزارة السياحة، إضافة إلى أن المؤشرات السياحية الإيجابية خلال العام الحالي تأتي نتيجة للجهود التي تبذلها الوزارة مع جميع الجهات ذات الاختصاص من القطاعين العام والخاص، عبر إقامة العديد من الفعاليات السياحية وتنفيذ خطط ترويجية وتسويقية نوعية بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة، ترتكز على السياحة الدينية بشقيها الإسلامي والمسيحي، وسياحة المغامرة، فضلاً عن الترويج لأنواع السياحة الأخرى، للمضي قدماً في دعم وتطوير هذا القطاع لما له من مزايا تنافسية وقدرة على خلق فرص عمل جديدة وزيادة المساهمة في الدخل القومي.

 

3 مليارات دينار

وتشير الأرقام إلى أن الدخل الوطني المتحقق من السياحة خلال العام الماضي وصل إلى نحو 3 مليارات دينار، نتيجة إطالة إقامة مدة السياح وزيارة مختلف المواقع السياحية والأثرية والطبيعية في الأردن، حيث يزيد عدد المواقع الأثرية في المملكة على مائة ألف، المسجل منها لدى دائرة الآثار العامة يصل إلى نحو 27 ألفا.

 

وأعدت وزارة السياحة هذا العام برنامجا متميزا لتنفيذ العديد من الفعاليات والمهرجانات الفنية السياحية في جميع محافظات المملكة، بهدف إيحاد أنشطة تعمل على استقطاب السائح المحلي والعربي والأجنبي، يتخللها العديد من الفقرات الفنية والموسيقية بمشاركة العديد من الفنانين الأردنيين، فضلاً عن عروض مسرحية هادفة، وغير ذلك من النشاطات.

 

كما تبذل الوزارة جهداً كبيراً في تجميل المواقع الأثرية والسياحية في جميع محافظات المملكة في سياق تطويرها وتحسين الخدمات المقدمة فيها، بهدف استقطاب المزيد من الزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى أنه تم تشكيل لجنة “عمان خضراء 2020” بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى، في إطار الاهتمام بزراعة الأشجار لدورها المهم في منح المواقع الأثرية والسياحية مسحة جمالية تضاف إلى المزايا الفريدة التي تتمتع بها هذه المواقع، فضلاً عن إطلاق مبادرة “شجرة لكل سائح” التي تهدف إلى تشجيع السياح من ضيوف المملكة على زراعة الأشجار.

 

الأردن السياحة الدينية

وعرف الأردن السياحة الدينية منذ القدم، حيث كان يفد إليه الكثير من السياح القادمين لزيارة المعالم الدينية والأضرحة رغبة منهم في توسيع دائرة الثقافة الدينية، وممارسة الطقوس الدينية، حيث يقع الأردن بين مكة المكرمة والقدس، كما للأردن دور مركزي في تاريخ أهل الكتاب، فالعديد من الأنبياء الذين ورد ذكرهم في العهد القديم والإنجيل والقرآن الكريم ارتبط تاريخهم بالأردن، فهم إما عاشوا فيه أو على الأقل دخلوا إليه عابرين أرضه، كما يرى العديد من الباحثين أن السياحة الدينية في الأردن هي سياحة متكررة وتتضاعف في فترات قصيرة، فضلاً عن أنها سياحة إيمانية ملتزمة وغير انتقائية وموسمية، ولا تنافسها الأنواع الأخرى للسياحة وإنما تشكل حلقات متجانسة مع بعضها البعض.

 

وتصنف مواقع السياحة الدينية في الأردن إلى مواقع السياحة الدينية الإسلامية مثل؛ مواقع المعارك الإسلامية التي دارت رحاها على أرض الأردن كاليرموك ومؤتة، إضافة إلى مقامات الصحابة المنتشرة في كافة بقاع المملكة، ومواقع السياحة الدينية المسيحية مثل؛ مواقع الحج المسيحي “المغطس” وجبل نيبو فضلاً عن انتشار العديد من الكنائس التي تعود إلى عصور تاريخية مختلفة مثل كنيسة سيدة الجبل في عنجرة وكنيسة العذراء في مأدبا.

 

وتعتبر السياحة الدينية صناعة مهمة كونها تشبع الحاجات الروحية للسائح، إضافة إلى أنها مصدر مهم لخلق القيم المضافة لديهم وموردا للعملات الأجنبية، الأمر الذي يسهم في دعم عجلة الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة، حيث تولي الجهات المعنية اهتماماً بالغاً للمواقع السياحية الدينية وخاصة المسيحية مثل المواقع الخمسة المعتمدة من قبل الفاتيكان لأداء الحج المسيحي والتي تشمل موقع المغطس وتل مار الياس وسيدة الجبل – عنجرة وجبل نيبو في مأدبا ومكاور.

 

الأردن: مقصد للاستشفاء وصرح طبي

 

ويعد الأردن من الدول الرائدة في مجال الاستشفاء والسياحة العلاجية، وفضلاً عن طبيعته العلاجية مثل المياه الغنية بالمعادن والشلالات الساخنة المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، فقد اشتهر بالعديد من المستشفيات والمراكز الطبية المتميزة والأطباء المهرة الذين أكسبوا المملكة مكانة طبية مرموقة على المستويين الإقليمي والدولي.

 

وتتنوع مواقع العلاج الطبيعي والسياحة العلاجية في المملكة، ومن أبرزها؛ العقبة التي تمتاز بمياهها المعدنية والكبريتية ومناخها الجاف والخالي من الرطوبة، وما تحويه تربتها من رمال تصلح لعلاج العديد من الأمراض، كما تنتشر في الأردن العيون المائية والمعدنية التي تمتاز بتركيبتها الكيميائية الفريدة، والتي تفوق في نسبتها جميع العيون المائية الساخنة والمعدنية في العالم، مثل حمامات ماعين وعفرا جنوب العاصمة عمان، حيث تحتوي عيادات تستكمل العلاج السياحي، علاوة على توافر “الطمي” في برك هذه العيون الكبريتية بما يمتلكه من خواص علاجية تسهم في شفاء العديد من أمراض العظام والجهاز التنفسي والأمراض الجلدية وغيرها.

 

البحر الميت

كما تعتبر منطقة البحر الميت منطقة دافئة ومشمسة طيلة العام، ويبلغ متوسط درجة الحرارة فيها 4ر30 درجة مئوية، وتتميز أشعة الشمس الرائعة في منطقة البحر الميت بأنها غير ضارة للبشرة خصوصا للقاطنين فيها، كما يشتهر البحر الميت بطينه الأسود الغني جدا بالأملاح والمعادن، إضافة إلى أن ملوحة مياهه تساعد في شفاء العديد من الأمراض الجلدية، إضافة الى أن وجود الكالسيوم والمغنيسيوم والبروم بين أملاح البحر الميت يجعل منها أحد المصادر المهمة للاستشفاء الطبيعي العلاجي، والذي يشرف عليه في المنتجعات المتوفرة مجموعة من الأشخاص ذوي الاختصاص والخبرة.

 

منطقة الحمة الأردنية

وتعتبر منطقة الحمة الأردنية التي تقع على بعد 100 كيلومتر إلى الشمال من عمان من أكثر المواقع العلاجية والسياحية الحيوية في المنطقة، حيث تم تأسيس منتجع وبعض العيادات التي توفر العديد من الخدمات لزائري تلك المنطقة، وهناك مركز استشفائي للأشخاص الذين يعانون أمراضا ومشاكل في الجهاز التنفسي، علاوة على مراكز تقدم العلاج للأمراض الجلدية والأمراض المتعلقة بالجهاز العصبي والمفاصل.

 

وفي جنوب الأردن، وعلى بعد حوالي 26 كيلو مترا من محافظة الطفيلة، تتدفق المياه الحارة من أكثر من 15 موقعا لتملأ جو المكان بالمعادن الشافية فيما يعرف بـ “حمامات عفرا” حيث يقول الخبراء ان هذه المياه على وجه لخصوص لها قوة هائلة على معالجة العقم والدوالي وفقر الدم والروماتيزم، كما تم بناء مركز للخدمات العامة بجانب المطعم والعيادة الطبيعية.

 

كما تجدر الإشارة إلى وجود توليفة كبيرة من الأطباء المتخصصين ومجموعة كبيرة من التخصصات الطبية التي تدفع السياح إلى القدوم للأردن، حيث تتموضع في مناطق العاصمة عمان وبشموخ العديد من المستشفيات والصروح والمراكز الطبية المتخصصة بعلاج مختلف الأمراض بما فيها أمراض السرطانات، إضافة الى جراحة العيون وعلاج أمراضها بمختلف الأجهزة والتقنيات الحديثة مثل الليزر، وطب الأسرة وأمراض المفاصل وجراحة العظام ممثلة بجراحة العمود الفقري والأطراف الأمر الذي يؤهل الأردن ليكون من ابرز دول المنطقة بهذا التخصصات.

 

مدينة البترا

مدينة البترا إحدى عجائب الدنيا وجوهرة الأردن وتعد مدينة البترا الوردية المنحوتة في الصخر الوردي على يد العرب الأنباط قبل اكثر من الفي عام، جوهرة الأردن، والشاهد على عظمة الدولة العربية النبطية، حيث كانت فازت بالمركز الثاني خلال حفل كبير في مدينة لشبونة بالبرتغال في 7 تموز 2007 حصدت خلاله اكثر من 22 مليون صوت للتصويت لها كإحدى عجائب الدنيا السبع.

 

وتعتبر البترا من أبرز المواقع السياحية في الأردن، وتشكل ما نسبته 80 بالمئة من إجمالي إيرادات المواقع الأثرية والسياحية في المملكة، إضافة إلى أنها نقطة جذب سياحية رئيسية، وحازت على إعجاب واندهاش كل من زارها بحسب اعترافات الساح انفسهم لعراقة المكان وسحره وعجائب المدينة التي حفرت في صخر وادي موسى الوردي، ولذا سميت بالمدينة الوردية، وهي مدينة متكاملة يستطيع السائح أن يرى فيها كل المعالم الأساسية للمدينة من “الخزنة” وهي “بيت الحكم” إلى المدرجات العامة التي بنيت للاحتفالات والاجتماعات العامة، و “المحكمة” وأماكن العبادة، وحتى بيوت أهلها المحفورة في الصخر، كما تتميز بمدخلها “المحكم”، حيث حفرت بين جبال شاهقة صلدة مع شق ضيق “السيق” الذي تظهر على جانبيه بقايا غرف الحرس ومناطق المراقبة.

 

محطات سياحية متنوعة

الأردن: محطات سياحية متنوعة ومنذ أقدم العصور كان الأردن مأهولاً بالسكان وباستمرار، وتعاقبت عليه حضارات عديدة، واستقرت فيه الهجرات السامية التي أسست تجمعات حضارية مزدهرة في شماله وجنوبه وشرقه وغربه، ساعده على ذلك مناخه المتنوع والمعتدل، وموقعه المتوسط الذي يربط قارات العالم القديم، فكان قناة للتجارة والمرور البشري بين شتى بقاع العالم.

 

وقد شهد الأردن توطن حضارات وممالك كبرى صبغت بقوتها تاريخ تلك الحقب، ومن أبرزها المملكة المؤابية الجنوب بقيادة الملك يوشع، ومملكة الأنباط العربية التي بسطت حكما واسعا على المنطقة الممتدة من بصرى الشام إلى مدائن صالح، كما يشكل شمال الأردن الركن الأساسي لتحالف المدن العشر اليونانية  (الديكابولس) وهو التحالف الذي أنشأه الامبراطور الروماني بومبي عام 64 ق. م، لتظل، بما تحتضنه من آثار خير دليل على أنها تضرب في أعماق التاريخ وأنها كانت موئلا للأجداد الأوائل.

 

عمان

وفي العاصمة عمان، ورغم صخب الحياة بكل مظاهرها العصرية إلا أنها تجمع الى ذلك ماضيها بتاريخه التليد باعتبارها امتدادا تاريخيا لربة عمون ومدينة الحب الأخوي “فيلادلفيا”، حيث أكسبها موقعها الجغرافي خصوصية فريدة لتكون واسطة العقد بين الصحراء ووادي الأردن الخصيب.

 

فمن قلعتها التي ما تزال بقايا قصور العمونيين ماثلة فيها بجدرانها وأسوارها وآبارها المحفورة في الصخر الجيري، يأبى سحر التاريخ الا أن يأسر الناظر الى الجانب الشرقي حيث ما يزال المدرج الروماني يتموضع بعظمة هندسته والذي يستع لحوالي 6000 متفرج لمتابعة العروض المسرحية والغنائية والفنية الرومانية، وعلى مقربة منه “سبيل الحوريات” الذي يعود إلى الفترة الرومانية في القرن الثاني الميلادي.

 

وعلى بعد 115 كيلومترا من عمان العاصمة باتجاه الصحراء الشرقية من المملكة، فإن محمية الأزرق والتي تبلغ 12 كيلومترا مربعا، وشقيقاتها المحميات الطبيعية في مختلف مناطق المملكة مثل محمية الشومري التي تعد أول محمية للأحياء البرية وضانا والموجب وغابات عجلون، تأبى إلا أن تتحالف مع بعضها لتحفر في ذاكرة السائح جمال الطبيعة وسحرها.

 

وتبرز القلاع التاريخية على امتداد الأراضي الأردنية التي ما زالت شاهدة على الحضارات التي سكنتها مثل “قلعة الكرك” جنوب المملكة، و”قلعة الشوبك” التي تبعد نحو ساعة عن مدينة البترا، و”قلعة عجلون” التي تشكل معلما اثريا تاريخيا بارزا في محافظة عجلون على مسافة 73 كيلومترا إلى الشمال الغربي من العاصمة، إضافة إلى العديد من القلاع والقصور الصحراوية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة.

 

والحديث عن السياحة الاردنية لا يكتمل دون ذكر ثغر الأردن الباسم مدينة العقبة التي تقع على ساحل البحر الأحمر في أقصى جنوب المملكة، وعلى مسافة حوالي 330 كيلومترا من عمان حيث تحتل مكانة متميزة على خارطة الاردن السياحية، فضلا عن أهميتها الاقتصادية كونها المنفذ البحري الوحيد الذي يربط الأردن بالعالم عبر البحر الأحمر، إلى جانب اعتبارها نقطة انطلاق هامة لزوار الأردن القادمين إليه لاستكشاف المعالم التاريخية والأثرية في مناطق الأردن الجنوبية كالبتراء ووادي رم ومحمية ضانا وغيرها من المواقع.

 

كما لا يمكن الحديث عن المواقع الأثرية في الأردن دون المرور على مدينة جرش التاريخية التي كان يطلق عليها اسم “جراسا” في القدم، وتبعد عن العاصمة عمان حوالي 48 كيلومترا إلى الشمال وتعد إحدى المدن التاريخية الأثرية التي ظلت تحافظ على معالمها الأثرية حتى يومنا هذا، فقد تم الكشف عن هذه المدينة الرومانية التي كانت تغطيها الرمال قبل أكثر من سبعين عاما، وظهرت الى الوجود مدينة كاملة بشوارعها المبلطة والمعبدة وهياكلها المرتفعة ومسارحها ومدرجاتها ومساحاتها إلى جانب الميادين والحمامات والشلالات والأسوار.

 

وتكمن أبرز معالمها في المسرح الجنوبي الذي بني في أواخر القرن الأول الميلادي، وهو مدرج روماني تقليدي ويستوعب 3000 متفرج إضافة إلى المسرح الشمالي الذي يتسع لنحو 1500 مشاهد، وكان مخصصا للمبارزات ومصارعة الحيوانات المفترسة، ويستغل المدرجان حاليا لعرض الفعاليات الفنية والثقافية من مسرحيات وحفلات غنائية وأمسيات شعرية، إضافة إلى سبيل الحوريات وهو عبارة عن بناء يضم نوافير للمياه أقيم لحوريات الماء في أواخر القرن الثاني الميلادي ومعالم أخرى مثل “بوابة فيلادلفيا” و”معبد أرتيمس” و”ساحة الندوة” وغيرها.

 

ومروراً على مدينة “أم قيس” الأثرية التي تقع على بعد 20 كيلومترا شمال مدينة اربد حيث ترتفع نحو 364 مترا عن سطح البحر يحدها من الشمال ويفصلها عن هضبة الجولان نهر اليرموك ومن الجنوب وادي العرب الممتد من مدينة اربد حتى الشونة الشمالية غرباً، ومن الغرب بحيرة طبريا وعرفت قديما باسم “جدارا”.

 

نقلا عن بترا

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله