المسلة السياحية
من باب الافتراء
بقلم : أشرف الجداوى
رحم الله “حليم ” عندما صدح بكلمات الشاعر الغنائى المبدع مرسى جميل عزيز “ضحك ولعب وجد وحب ” عيش ايامك عيش لياليك خلى شبابك يفرح بيك ، افرح ارقص غنى اد ما تقدر عيش عيش عيش ، دى اللحظة اللى تعدى بتروح ما تجييش .. هذه فى اختصار شديد فلسفة رئيس الهيئة السابق المدعو “هشام الدميرى ” الذى كما جاء ذهب ، قدم الى الهيئة بقرار فوقى للوزير العاشق للابتكارات الترويجية السياحية من خارج الصندوق ،وانتهت به الى خارج الوزارة غير مأسوف عليه بعد اقل من 3سنوات يحمل شهادة صفرية للانجازات “كصفر المونديال” التى وعد بها ولم تتحقق لصالح عيون بهية التى شابت قبل الاوان من لوغارتيمات المصفوفة السداسية التى اطلقها لنهضة السياحة المصرية واحتار فيها علماء الرياضيات ، وضج ابناء القطاع المكلوم من الشكوى من سوء الحال والاحوال لقلة السياحة الوافدة الى بر مصر ، وانهيار كل امل لهم فى انصلاح الحال بعد 7 سنوات عجاف بالتمام والكمال .
ومن العجب ان يشهد ابناء القطاع خلال السنوات الماضية محاكاة واقعية للمثل الفلاحى الشهير ” يتعلموا الزينة فى رأس اليتامى ” وهو ما حدث ومازال يحدث فى قطاع السياحة المصرية والتى اعتبرتها ومازالت الحكومات المتتالية السنية صناعة هامشية ، وليس لها أهمية اقتصادية تماما مثلها مثل “ورش فوانييس رمضان الموسمية ” والحقيقة انها كانت بتساهم ب 11.3% من اجمالى الدخل القومى للبلاد ، ولله الامر من قبل ومن بعد صناعة اقتصادية كثيفة العمالة ، غزيرة الدخل من العملات الصعبة ” 19.5 % من جملة الدخل القومى من العملات الصعبة ..
ولتنذكر ان اخر اعوام الرواج والازدهار السياحى حققت نحو” 12.5″ مليار دولار وفقا لبيانات البنك المركزى المصرى ، ومثلها فى الاقتصاد الموازى ،فهى السياحة لو صلحت احوالها ينصلح حال اكثر من 72 صناعة خلفها كما قال “البلتاجى ” رحمه الله … صناعات تكميلية تتماس مع منظومة السياحة والفندقة فى اكثر من 67 مركزا سياحيا متكاملا، واجمالى عدد “843” مشروعا سياحيا “ابدعت هيئة التنمية السياحية بطول مصر وعرضها وجذبت اليها استثمارات مصرية وعربية وغربية تقدر بنحو عشرات المليارات من الجنيهات ” منذ تأسيسها علىى يد الاقتصادى الفذ دكتور فؤاد سلطان “متعه الله بالصحة وطول العمر” .
ولكن وللاسف كل هذه الارقام والانجازات للسياحة على مدار ال 30سنة الماضية على ارض الواقع لم تشفع لها عند الحكومة السنية وأهل الحل والعقد ،ولم تقنع اصحاب القرار فى اهمية تلك الصناعة وضرورة النهوض بها مرة اخرى من جديد لليوم ولمستقبل الايام ، وابسط دليل على ذلك عندما اطلقت الحكومة يد الوزير المقال فى اختيار رئيسا للهيئة ( وهى قضية أخرى بحاجة لمراجعة مهمة .. اذ كيف يكون للوزير وحده حق اختيار رئيس هيئة قومية كبرى اساس عملها تنشيط وترويج البلد سياحيا طولا وعرضا دون ان يأخذ رأى خبراء ومهنيين القطاع من ابناء السياحة المصرية..؟؟ )
والمفترض ان اختيار رئيس الهيئة ليست مسألة عبثية على الاطلاق ، ولابد ان يكون كفاءة عالية المستوى بمعنى الكلمة فى الترويج والتنشيط السياحى بشكل احترافى لاتشوبه شائبة ،لتلقى على كاهله المسئولية الجسيمة لاصلاح ما افسده الدهر فى عام 2011 من صورة مصر التى شوهت عمدا مع سبق الاصرار والترصد لصالح دول سياحية اخرى بمنطقة الشرق الاوسط لاستقطاب الحركة السياحية من الاسواق الخارجية التى كانت تفد لمصر الى هذه المقاصد البائسة ..
ولكن بين عشية وضحاها قفز على المنصب المهم وشديد الحساسية لمستقبل صناعة المستقبل “الدميرى” رئيسا ، بلا معايير او شروط او ضوابط حاكمة للاختيار ،جل ما يمتلكه من خبرات لغة اجنبية ،وسيرة عملية توضح ان عمله السابق مديرا لاحد الفنادق المصرية ، ولم تكشف سيرته التى نشرت عبر المواقع الاخبارية والصحف الالكترونية عن قريب او بعيد عن عمله بالتنشيط او الترويج والتسويق السياحى فى يوم من الايام على مدار سنوات عمله ..؟! ولكن كما يقول المثل الشعبى ” يا بخت من كان النقيب خاله ..؟” فما بالك لو كان الوزير معرفة …؟!
وعلى مدار 18 شهرا ” مارس “الدميرى” كل احوال الضحك واللعب فعليا لا غنائيا كما غنى حليم ،وعندما ازفت الازفة وغادر الوزير كرسيه بالوزارة قدم استقالته الفورية قبل القيل والقال للوزيرة الجديدة والتى قبلتها دون تردد وتلك قصة اخرى لا مجال للوقوف عندها اليوم ..!
وأعلن الرجل انه خارج الخدمة بنهاية مارس لماذا الحقيقة لاأدعى معرفة السبب .. قد يقول خبيث الطوية ” لان رحلة ” بورصة برلين المبروكة ” لايمكن ولايجوز التفريط فيها من منطلق مصلحة السياحة المصرية ” وكم من الجرائم ترتكب بحق مصر تحت زعم مصلحتها فى زمننا هذا وكفى ..!
وضحك الدميرى ،ولعب، وصال وجال ، وسافر من دولة لاخرى ، ومن معرض سياحى لمعرض اخر فى بلد اخر ، وهلم جرا لحد ان بلغت تلك الرحلات الميمونة لرئيس الهيئة المستقيل تقريبا عدد 40 رحلة دوليا ” على حساب صاحب المحل كما يقال ، وهو الشعب المصرى الفقير والذى يدعو ليل ونهار المولى عز وجل لنهوض صناعة السياحة من الغيبوبة التى دخلتها قصرا عقب يناير المشئوم 2011.
والسياحة تتراجع يوما بعد يوم، والحال يضيق بحموع المنتسبين لصناعة السياحة ، و”الدميرى” رئيس الهيئة يلهو ويلعب بلا رقيب او حسيب ؟؟ هل عادت السياحة على يد هذا الغائب الحاضر لا اعتقد ذلك والارقام خير شاهد وخير دليل ..؟ هل نجح الغائب الحاضر فى وضع استراتيجية جديدة للترويج والتنشيط للسياحة فى مختلف الاسواق المصدرة للحركة .. لا والله بعقد الهاء ..؟ هل تم فى عهده الميمون اعادة فتح المكاتب الخارجية لتنشيط السياحة التى اغلقت على يد وزيره الهمام لحاجتنا الملحة لها لاستئناف منظومة الترويج والتنشيط واظهار صورة مصر الحقيقة كلا البتة لم يحدث..؟!
ولم يثبت حسب شهود عيان من داخل الهيئة الموقرة ان سولت له نفسه يوم من الايام ابان توليه رئاسة الهيئة ان يقوم بدراسة مهنية دقيقة يرصد من خلاله اهمية اعادة فتح المكاتب المغلقة ،وتأثيرها على سرعة عودة الحركة السياحية الى مصر المنكوبة فى صورتها الخارجية وتصحيحها لتغيير مفاهيم مغلوطة رسخت خلال الفترة الماضية فى اذهان المواطنين فى الاسواق المختلفة والمحتملة ايضا لحركة السياحة ،عبر قنوات فضائية تبث سمومها ليلا ونهارا واكاذيب وافتراء حول مصر وامنها واستقرارها ، وفى اعتقاد العبد لله واعتقاد خبراء مهنيين بالقطاع انها تلك القضية الاساسية لتردى احوال السياحة المصرية ..!
وماذا بعد هل كان اختياره هذا الدميرى اختيار صحيح من الوزير المقال لا اعتقد ذلك ..؟ ولست متجنيا على هذا الوزير صاحب الانجازات الصفرية ،ولا على تابعه رئيس الهيئة الذى قرر ان يستقيل فور علمه بخروج وزيره المصون من التشكيل الوزارى الجديد ، ولكن نحاول ان نرى الصورة بشكل اوضح او من قريب كما يقولون …
من يحاسب وزير مقال ورئيس هيئة استقال فى احلك ظرف تمر به السياحة المصرية ولم تشهده من قبل ، وعلى حساب من فاتورة هذه الشهور التى اقتربت من العامين على الاخ المستقيل رحلات ورحلات ورحلات بزعم التنشيط والترويج لمصر سياحيا ، وفى النهاية ما هى المحصلة صفر كبير، و كما اشرت فى البداية “ضحك ولعب واستقالة” ، وللسياحة المصرية خالص العزاء .. ولله ما أعطى ولله ما أخذ …………!