تنطلق اليوم بمستوى مشاركة مرتفع وتبحث مستقبل القطاع
أبوظبى ….. تنطلق اليوم في العاصمة أبوظبي فعاليات «القمة العالمية لصناعة الطيران 2018»، لبحث مستقبل قطاعات الطيران والدفاع وصناعة الطيران والفضاء، وسط توقعات بان تصل مساهمة هذه القطاعات إلى نحو 194.5 مليار درهم في الاقتصاد الوطني بحلول 2020.
وتشهد القمة مستوى مشاركة مرتفعا للغاية مع التركيز على واحد من أهم المواضيع وهي الابتكار لا سيما وان هذه الصناعة تقودها في الأساس الابتكارات، مشيراً إلى أن إيرباص لديها أكثر من 3 الألف مهندس يعملون في مشاريع وتطورات جديدة.
وقال مختصون لــــــ«البيان الاقتصادي» إن قطاع الطيران في الدولة يتقدّم بخطى متسارعة وثابتة نحو قيادة الاقتصاد الوطني ما بعد النفط من خلال زيادة نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من 15% حالياً إلى أكثر من ذلك في غضون السنوات القادمة، وذلك بعد الإنجازات والنجاحات التي حققتها الدولة في مجال صناعة الطيران خلال السنوات الأخيرة.
وتستهل قمة الطيران فعالياتها بكلمة افتتاحية من معالي محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع، تليها كلمة لخالد القبيسي الرئيس التنفيذي لقطاع صناعة الطيران والطاقة النظيفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدى «مبادلة».
وستشهد فعاليات اليوم الأول من القمة إجراء مقابلة على المنصة مع سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مؤسسة مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة.
منصة عالمية
وقال إسماعيل علي عبدالله، الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا»، ونائب الرئيس لقطاع صناعة الطيران وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة، إن استضافة أبوظبي للقمة تعزز مكانة الإمارة كمنصة عالمية لقطاع صناعة الطيران، حيث تجمع كبار قادة القطاع الحكومي وشركات صناعة الطيران العالمية؛ وتوفر لهم فرصة بناء شراكات جديدة وتعزيز الشراكات القائمة، والاطلاع على أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا القطاع واستعراض القدرات الصناعية التي تتمتع بها الشركات الرائدة في الطيران.
وأضاف أن القمة تعمل على دعم الاستراتيجيات بعيدة المدى لأبوظبي عبر جعل الإمارة وجهة مفضلة للشخصيات المؤثرة وصانعي القرار. كما أنها تعزز نمو قطاع التكنولوجيا المتطورة الذي يدعم خطة التنوع الاقتصادي للدولة.
وتابع: نحن في «ستراتا» نحرص على اتباع هذا النهج الاستراتيجي، حيث يواكب نمو الشركة نمو الإمارة. ولهذا، فقد وضعنا لأنفسنا 3 محاور أساسية تدعم مساعينا نحو تحقيق أهداف رؤية «أبوظبي 2030» في قطاع صناعة الطيران.
وأوضح أن المحور الأول يتضمن ضرورة استفادة قطاع صناعة الطيران المحلية من علاقات الدولة الخارجية وشركائها الدوليين، حيث تحظى الإمارات بعلاقات قوية مع حكومات المنطقة ودول العالم، أما المحور الثاني، فيركز على تحقيق التميز في مجالات التعليم والتدريب والبحث والتطوير، لضمان بناء كوادر وطنية متميزة قادرة على قيادة القطاع والمنافسة عالمياً.
وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن المنطقة تعدّ واحدة من أسرع أسواق الطيران نموًا على المستوى العالمي.
ولفت إلى أن المحور الثالث والأخير يعتمد على ضرورة تنويع الاستثمارات في محفظة أعمالنا، حتى نحافظ على تنافسيتنا في الأسواق العالمية.
ونعمل على تحقيق ذلك من خلال تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، والبيانات الضخمة، والتصنيع الرقمي والمواد المتقدمة القادرة على تحسين الربحية ورفع مستوى الكفاءة الصناعية.
وتوقع أن يسهم قطاع الطيران بنحو 194.5 مليار درهم في الاقتصاد الوطني بحلول 2020، وأن يوفر ما يقرب من 750 ألف فرصة عمل، مما يؤكد ضرورة تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية المؤهلة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
ابتكار
وقال ميكائيل هواري، رئيس شركة «إيرباص» في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إن «إيرباص» تحرص على المشاركة في هذه القمة العالمية منذ بدايتها في عام 2012، لا سيما أنها تحظى بأهمية كبيرة خصوصاً مع انعقادها في الإمارات حيث رؤية واضحة من القيادة الرشيدة في البلاد للسنوات القادمة.
وتابع: تنفق «إيرباص» أكثر من ملياري يورو سنوياً على الاستثمارات وتقدم نحو 600 براءة سنوياً وهذا هو ما يصنع الفرق.
مركز عالمي
وذكر برنارد دن، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى «بوينغ» أن « شركتنا تحرص على المشاركة بالقمة الكبرى في المنطقة لمناقشة مسائل الطيران التجاري، ويؤكد حضورنا التزامنا تجاه المنطقة عموماً والإمارات على وجه الخصوص، كما نؤكد التزامنا بدعم الإمارات لكي تصبح مركزاً عالمياً للطيران».
في سياق متصل، أعلنت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا أنها ستعرض نموذجاً للقمر الصناعي المصغر «ماي سات 1» الذي تم بناؤه بأيادي طلبة الجامعة خلال مشاركتها في منتديات تبادل المعرفة المقامة على هامش فعاليات القمة، مشيرة إلى أن القمر «ماي سات 1» تم تطويره بالتعاون مع شركة الياه للاتصالات الفضائية وهي شركة مملوكة بالكامل لشركة مبادلة للتنمية.
ومن المقرر إطلاق القمر الصناعي «ماي سات 1» في أغسطس المقبل، أما «ماي سات 2» فستستكمل مرحلة المراجعة الأولية للمهمة بحلول يونيو، ومراجعة التصميم الأولي في ديسمبر.
أنشطة بحثية
وقال الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: المشاركة الواسعة لطلبة جامعة خليفة في القمة دليل على جودة الأنشطة البحثية في مجال الطيران والخبرات التي تتميز بها الجامعة، مشيراً إلى أن الإمارات حققت قفزة نوعية كبيرة في المجالات المتعلقة بهندسة الطيران والفضاء، حيث تضطلع المؤسسات الأكاديمية في الدولة بدور بارز في بناء رأس المال البشري لدفع عجلة التطور في هذا المجال الحيوي.
وتعمل جامعة خليفة أيضاً بالتعاون مع الجامعة الأميركية في رأس الخيمة في مشروع «مزن سات»، وهو قمر صناعي مصغر 3 سيقوم بدراسة الغلاف الجوي للأرض، حيث سيتم الانتهاء من مراجعة التصميم الأولي بحلول يونيو 2018 وسيتم إطلاقه في أواخر عام 2019، وذلك بالتنسيق مع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا).