مكة المكرمة “المسلة” ….. انتقد الدكتور محمد بنتن؛ وزير الحج والعمرة، عددا من المستثمرين في قطاع الحج والعمرة الذين يعتبرون دخولهم للاستثمار في القطاع كالصنبور (الحنفية على حد قوله)، التي تنهمر عليهم بالأموال خلال فترة محددة من أشهر السنة دون النظر لأهمية جودة الخدمات المقدمة لضمان استمرارية الشركات في السوق.
وذكر أنه فوجئ بقيام أحد المرخص لهم أخيرا، لتقديم الخدمات للمعتمرين، بالقيام بالإعلان على الإنترنت عن حصوله على الترخيص وعرضه إياه للبيع مقابل 40 مليونا.
دراسة جدوى
وأشار إلى أن الاستثمار في شركات الحج والعمرة يتطلب دراسة جدوى وخطة استراتيجية تتطلب تخصيص أول سنتين لوضع البنى التحتية للمؤسسة لضمان عدم تخبطها في المستقبل ولتحقيق الأرباح على المدى الطويل، وعدم الاعتماد على رفع الأسعار على المعتمرين لتحقيق الربح السريع.
ترخيص
وقال: “فوجئت خلال الفترة الماضية بعد فتح المجال للمنشآت الصغيرة للدخول في القطاع، والترخيص لنحو 280 شركة جديدة في قطاع العمرة، بأن أغلبيتهم تركز نشاطهم على استضافة المعتمرين من دولة إسلامية واحدة بالرغم من انخفاض أعداد المعتمرين القادمين منها لنحو 90 في المائة خلال العامين الماضيين بسبب الأوضاع الاقتصادية في هذا البلد، بالرغم من وجود فرص واعدة لحجاج ومعتمرين أوروبا المستعدين لصرف مئات الآلاف من الدولارات لقضاء نهاية الأسبوع في مكة المكرمة عوضا عن الذهاب لأحد المنتجعات السياحية في الدول القريبة“.
فرص
وأوضح بنتن أنه توجد فرص استثمارية كبرى في القطاع، مبينا أن من أهم الفرص الاستثمارية المتاحة للمستثمرين تبدأ من البنية التحتية وتطويرها، إذ خصصت الدولة ميزانيات ضخمة، وهي تتطلب تنفيذ وصيانة خلال الأعوام المقبلة، كما أن جلب التقنيات لتسهيل الإجراءات فيما يتعلق بالجوازات والاستقبال، والخدمات الأساسية المتعلقة بالسكن والإعاشة.
وذكر أن من القطاعات الواعدة للاستثمار فيها في موسم الحج هو قطاع المجازر، إذ يمكن للمستثمرين الاستفادة من مخلفات الذبائح بشكل كبير ومربع علاوة على التشغيل، موضحا أن تشغيل قطار المشاعر كذلك فرصة واعدة، إضافة إلى إتاحة الفرصة للقطاعات المتوسطة والصغيرة للدخول والاستثمار في شركات الإعاشة وشركات العمرة، في مقابل أن تقوم الوزارة بإعداد دراسات الجدوى لتلك المشاريع.
وأفاد بأنه توجد فرص استثمارية أخرى تتعلق بتطوير الأعمال في قطاع العمرة بالكامل من خلال تطوير عدد من الأماكن الدينية المعروفة بفضلها، مثل جبل الرحمة، إذ تحتاج مثل تلك الأماكن إلى تطوير لعمل زيارات بعيدا عن البدع والشركيات، وعمل زيارات إرشادية مقابل تأجير المعدات والأحذية الخاصة بتسلق الجبال، وإعطائهم المعلومات الهادفة في دقائق معدودات، ثم يتم تقديم وجبات العشاء والأطعمة الخفيفة بعد النزول من الجبل.
وتابع “كما ينقص مكة المكرمة سوق مركزي شعبي لاستقطاب المعتمرين والسياح لشراء الأشياء التذكارية والشعبية، على غرار تلك الموجودة في أغلبية المدن والدول ذات الإرث التاريخي القديم”، وهناك بلدان غالت في هذا الشأن بأن قامت ببيع زجاجات من الهواء كهدايا تذكارية للسياح، ونحن لا نقل عنهم إذ إن هواء مكة والمدينة ومنى، وهي من أقدس وأطهر الأجواء في العالم“.
تسويق
وأشار إلى أن استخدام أساليب التسويق الحديثة سيعمل على توليد فرص وظيفية وجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال، إلا أن ذلك يجب أن يتم عبر محددات ثلاثة من خلال استخدام التقنية، وتحقيق الأثر السريع بأن يبدأ المشروع من الآن، مضيفا “لأننا مللنا من المشاريع المتعثرة، وتحقيق القيمة المضافة“.
ولفت إلى وجود تكامل بين 32 جهة حكومية لتسهيل دخول الحجاج وزيادة أعدادهم مع حلول 2030، وذلك في بيئة مستخدمة للتقنية وجاذبة للمستثمرين.