حائل ….. باتت مكاتب ووكالات السياحة والسفر مهددة بالإغلاق في مختلف مناطق المملكة بعد أن تجاوزت نسب انخفاض الإقبال عليها 60 في المائة خلال السنوات الخمس الأخيرة، بعد إتاحة الخدمات الإلكترونية للمسافرين الحجز على رحلات الطيران داخليا وخارجيا واختيار المقعد وشراء التذكرة وسداد قيمة التذاكر آليا دون الحاجة للذهاب إلى هذه المكاتب، إضافة لحجوزات الفنادق والبرامج السياحية على التطبيقات الإلكترونية في الهواتف النقالة أو الأجهزة المحمولة.
وسحبت الخدمات الإلكترونية شريحة عظمى من عملاء المكاتب السياحية لا سيما أن الخدمات الإلكترونية توفر على المسافر نحو 15 في المائة من قيمة التذكرة، خلاف عامل الوقت وعناء الذهاب للمكاتب وزحامها.
وأوضح أمين الأشعابي موظف حجوزات لـ الاقتصادية طيران في إحدى شركات السياحة والسفر، أن المكاتب على مشارف الإغلاق خلال السنوات الخمس المقبلة كحد أعلى، لافتا إلى أن موظفي وكالات السفر معرضين للبطالة مستقبلا.
وبيّن أن نسبة الخسائر المالية وصلت إلى 50 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية، معللا ذلك باستخدام الخدمات الذاتية الإلكترونية من قبل المسافر التي أثرت بشكل كبير في سير العمل في المكاتب السياحية، مضيفا أن الخدمات الإلكترونية والحجز عبر الموقع سهّل على المسافر عامل الوقت في الذهاب للمكاتب السياحية وكذلك السعر الذي يعد أقل من سعر المكاتب.
وأكد الأشعابي أن سعر شراء التذكرة عبر المكاتب السياحية أعلى من قيمة التذكرة عبر الخدمات الإلكترونية الذاتية بعد زيادة نسبة ربح المكتب، وبالتالي فالمسافر الذي يحصل على حجزه إلكترونيا يتمتع بسعر التذكرة من شركة خطوط الطيران نفسها بانخفاض 15 في المائة عن سعرها من المكاتب السياحية، موضحا أن نسبة الإقبال على المكاتب السياحية تقل بنسبة كبيرة يوما تلو الآخر. وأفاد أن غالبية العملاء الآن من العمالة الآسيوية، حيث أن استخدامهم الخدمات الإلكترونية ضعيف ويلجأون للمكاتب السياحية، بينما المواطن السعودي قليل الارتياد على المكاتب السياحية.
وقال أنيس منصور مسؤول أحد المكاتب السياحية إنه رغم قلة الإقبال حاليا على المكاتب السياحية إلا أنها تتمتع بالأمان والثقة بالحجز خلاف الموقع الإلكتروني الذي قد يستخدمه المسافر بشكل خاطئ وغير متقن، وبالتالي قد يكون هناك أخطاء في الحجز وتوقيته ووجهته، مؤكدا أن الثقة لا تزال مهزوزة نوعا ما عند بعض المسافرين في الخدمات الذاتية.
وأضاف أن المكاتب ما زالت تتمتع بميزة تفتقدها الخدمات الذاتية وهي سرعة تغيير الحجوزات أو إلغائها في الحالات الطارئة وكذلك سرعة استرجاع مبلغ التذكرة في حال رغب المسافر في استرجاعها، مبينا أن الخدمات الذاتية بلا شك سحبت البساط من تحت المكاتب السياحية وباتت المكاتب تنهي يومها بعدد حجوزات قليل قد يصل إلى سبعة حجوزات تقريبا.
وقال إن عمولة المكتب تصل الى 10 في المائة كحد أقصى من الربح، أما الحجز عبر الخدمات الذاتية فيكون من دون عمولة، وعليه فإنه من الطبيعي أن تكون التذكرة أقل سعرا من المكاتب السياحية.
وأكد يوسف الشمري، أحد المواطنين، أن المكاتب السياحية انتهى دورها بعد ظهور الخدمات الذاتية الإلكترونية، حيث إنه يقوم بحجز الطيران والفنادق والبرنامج السياحي عبر الموقع الإلكتروني والتطبيقات الحديثة على الهاتف المحمول، مؤكدا أن ذلك يوفر المال والوقت والجهد وكذلك تجنب تلاعب الكثير من بعض المكاتب السياحية بالبرامج السياحية.