الدوحة ….. رصد خبراء بالقطاع السياحي ومكاتب السفر نمو الحجوزات بنسبة تصل إلى 70 % على تذاكر السفر قبل أسبوعين من بداية شهر رمضان المبارك وذلك بهدف السياحة والعمل، لافتين إلى إن توقيت العودة كان على الأغلب قبل بدء الشهر الفضيل بأيام قليلة أو خلال الأيام الأولى منه.
وأشاروا لـ الوطن الاقتصادي إلى أن طبيعة المجتمع القطري وتمسكه بالعادات والتماسك الأسري يدفع القطريين إلى الحرص على العودة قبل بداية الشهر وقضائه في قطر على أن يسافروا مجدداً خلال إجازة العيد أو خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، مؤكدين أنه نتيجة لذلك فإن الحجوزات للسفر خلال رمضان تنخفض بشكل كبير وتقتصر فقط تقريباً على رجال الأعمال في رحلات مهمة.
وأشار المتحدثون لـ الوطن الاقتصادي إلى أهمية الموسم القادم في تحقيق عائدات جيدة لمكاتب السياحة وشركات الطيران حيث يرتفع الإقبال على السفر بشكل كبير من القطريين والمقيمين ويتوقع أن يشهد ارتفاعاً أكبر في الأسبوع الأخير من رمضان مع إمكانية السفر خلال آخر أيام رمضان لبعض الأسر، مبينين أن الوجهات المطلوبة متنوعة، مثل تركيا، ماليزيا، أذربيجان، ولندن وغيرها، مشددين على ضرورة الحجز المبكر لتفادي ارتفاع الأسعار المتوقع على التذاكر.
ارتفاع كبير
قالت سميرة درويش، مدير عام سفريات سيف- قطر: إن الحجوزات حققت ارتفاعاً كبيراً خلال الأسبوعين الأخيرين قبل شهر رمضان، حيث تراوحت نسبة النمو ما بين 60 إلى 70 %، مؤكدة أن تواريخ العودة كانت بأغلبيتها قبل بداية رمضان بيوم أو يومين مع وجود نسبة معينة عادت إلى قطر خلال أول أيام رمضان.
وأشارت «درويش» إلى أن السفر خلال شهر رمضان يصبح نادراً جداً إلا في حالات الأعمال المهمة حيث يفضل القطريون أن يقضوا هذا الشهر الفضيل مع أسرهم وفي بلادهم، وبالتالي فإن الحجوزات بهدف السفر خلال أيام رمضان تنخفض بشكل كبير وتستعد للارتفاع مجدداً في فترة العيد، منوهة إلى أنه على الرغم من الحجوزات العالية التي تمت سابقاً بهدف السفر خلال العيد إلا أنه يتوقع أن تعاود الارتفاع مجدداً في الأسبوع الأخير من رمضان حيث تحجز العديد من الأسر في اللحظات الأخيرة وذلك لقضاء العيد في وجهات متنوعة تكون أغلبها وجهات قريبة.
ولفتت إلى أن مكاتب السياحة تستعد لموسم مهم في الفترة المقبلة حيث تشير البيانات إلى ارتفاع في الحجوزات عموماً مقارنة بالعام الماضي، وبالتالي فإن موسم الصيف هو الأكثر أهمية بالنسبة لشركات السياحة والتي تحقق نمواً عالياً في العائدات بفضل الإقبال على السفر والذي لا يقتصر على المواطنين وحسب، بل على المقيمين والذين يسافرون خلال فترة إجازة الصيف إلى بلادهم.
وبينّت مدير عام سفريات سيف- قطر أن الوجهات التي ارتفع الطلب عليها قبل قدوم شهر رمضان هي تركيا، أذربيجان ولندن، وذلك بهدف السياحة والأعمال معاً، مؤكدةً أن هذه الوجهات يتوقع أن تستمر في استقطاب المسافرين من السوق القطري في إجازة العيد وإجازة الصيف هذا بالإضافة إلى وجهات آسيوية أخرى مثل بومباي، والتي ارتفع الطلب عليها مؤخراً، كما تحتل وجهات أوروبية متنوعة مكانة رئيسية في قائمة الوجهات المطلوبة من داخل قطر.
وجهات رمضانية
قال سامر ماضي، مدير عام سفريات أويتك للسياحة، إن الطلب على السفر يرتفع في الأسبوع الأخير من شهر رمضان حيث ترتفع الحجوزات للراغبين بقضاء إجازة العيد في الخارج، لافتاً إلى أنه خلال الأسابيع الأولى لرمضان لا يسافر القطريون بل يفضلون الصيام في بلادهم ووسط أسرهم وذلك وفقاً للعادات والتقاليد المتبعة.
وأشار إلى أن الأيام الأخيرة قبل رمضان شهدت عودة أغلبية المسافرين من الخارج، وهم من الذين سافروا قبل أسابيع من بداية الشهر الفضيل، مؤكداً أنه نتيجة لذلك فقد شهدت الحجوزات نمواً ملحوظاً.
ولفت إلى أنه وعلى الرغم من التوجه السائد بعدم السفر خلال رمضان إلا أن البعض قد يسافر خلال الأسبوع الأخير من الشهر وحتى نهاية عيد الفطر وغالباً ما تكون الوجهات المختارة مناسبة لأجواء رمضان، ويعتبر السفر في هذه الفترة ذا نكهة خاصة لأنه يمكن المسافر من استكشاف العادات الرمضانية التي تتميز بها الوجهة المقصودة، في حال كانت وجهة إسلامية.
ونوّه «ماضي» إلى أن الدول التي تشهد إقبالاً خلال الأسبوع أو العشر أيام الأخيرة من رمضان، من السوق القطري، هي الدول التي تحيي مظاهر شهر رمضان وفقاً لعاداتها وتقاليدها وتراثها القديم، مثل تركيا وتحديداً إسطنبول التي تحيي مظاهر هذا الشهر من خلال الزينة والأطباق الرمضانية الخاصة، كذلك ماليزيا وخاصة كوالالمبور حيث يتمتع رمضان برونق خاص في تلك البلدان، هذا بالإضافة إلى تونس والمغرب اللتين تقدمان تجربة رمضانية مختلفة، واندونيسيا في شرق آسيا، وهي وجهات مميزة بطابع رمضاني خاص وتقدم تجارب غنية في مختلف المجالات وبالتالي فهي تجذب الأسر القطرية التي ترغب بالسفر في آخر رمضان والتي تختارها أيضاً لقضاء إجازة العيد الذي لديه مظاهر احتفالية خاصة في هذه الدول لا تقل جمالية عن الأجواء الرمضانية.
حجوزات المقيمين
من جهته، قال جهاد الأسمر، مدير عام سفريات البندري: إن الحجوزات قبل رمضان شهدت ارتفاعاً كبيراً من قبل المواطنين والمقيمين، حيث سافر العديد من المواطنين وعادوا قبل بدء رمضان وأغلبهم في رحلات أعمال وذلك لقضاء أمورهم قبل بداية الشهر الذين يقضونه غالباً في قطر، مشيراً إلى وجود نسبة معينة سافرت بهدف السياحة ولكنها عادت قبل أيام من رمضان أو في الأيام الأولى منه.
وأشار إلى أنه في ما يتعلق بالمقيمين، فقد شهد مكتب البندري حجوزات عالية جداً فقد وصلت طلبات السفر لإحدى الجنسيات العربية إلى 3 آلاف طلب، حيث يقصدون بلادهم لقضاء رمضان فيه باعتباره شهراً له نكهة خاصة مع العائلة والأقارب وبالتالي فإن الإقبال كان شديداً على السفر خلال رمضان والعودة بعد قضاء إجازة العيد مباشرة.
ولفت إلى أنه في العام الماضي لم يسافر الكثير من المقيمين إلى بلادهم وهذا يعتبر سبباً لازدياد حركة السفر هذا الموسم.
وأشار «الأسمر» إلى ارتفاع أسعار التذاكر بشكل كبير وذلك لعوامل عديدة أهمها اقتراب موسم السفر، وكذلك نمو الطلب على الحجوزات مما رفع الأسعار على المقاعد، لافتاً إلى أن حجوزات القطريين تستحوذ على الجزء الأكبر من الحجوزات، ورغم ارتفاع الأسعار هذا الموسم إلا أن وجود عروض متنوعة قد يسهم في تخفيف الضغوط المالية على المسافرين وخصوصاً الأسر التي تتألف من عدة أفراد حيث يصبح السفر عالي التكلفة بالنسبة لهم.
وأشار إلى أنه في ما يتعلق بالمواطنين، فإن التوقعات للسفر بعد رمضان عالية جداً، حيث شهدت الأشهر القليلة الماضية ارتفاعاً في نسبة الحجوزات للسفر إلى وجهات عالمية مختلفة خلال عيد الفطر وخلال موسم الصيف، علماً بأن إقبالاً أكبر سنشهده دون شك قبل عيد الفطر بأيام وقبل الإجازة الصيفية حيث يتم الحجز في الأيام الأخيرة بعد أن يكتمل مخطط السفر.
وشدد على أن باقات السفر التي تطلقها مكاتب السياحة تسهم في تنشيط حركة السفر وتنويع البرامج السياحية مما يعطي للمسافرين فرصة الحصول على برامح متكاملة جاهزة وبالتالي يصبح قرار السفر أسهل حتى لو أتى في وقت متأخر، داعياً الراغبين بالسفر إلى الحجز في أقرب وقت ممكن لتفادي ارتفاع الأسعار الكبير الذي يتوقع أن يزداد في الموسم وكلما اقتربنا من موعد السفر، وخصوصاً بالنسبة للعائلات التي ستكون التكلفة أمامها عالية.