القاهرة “المسلة” ….. بدأت وزارة الآثار مشروع حصر وتصنيف وترقيم البلاطات الخزفية الإسلامية العثمانية في مواقع مختارة من آثار الدرب الأحمر والسيدة عائشة، وذلك بمنحة مقدمة من مركز البحوث الأمريكي، ومن المقرر أن يتم الانتهاء منه خلال 8 أشهر.
توثيق علمي
وأوضح محمد عبد العزيز مدير عام مشروع القاهرة التاريخية، أن المشروع يهدف إلى تسجيل وتوثيق البلاطات الخزفية على العمائر العثمانية في مصر والتى تعد واحد من أهم سمات الآثار العثمانية في مصر، حيث تم فقد الكثير منها نظراً لعدم وجود توثيق علمي لها يثبت عددها وزخارفها وطرازها الفني، مما يجعل عملية استردادها عملية شبه مستحيلة خاصة مع التشابه الكبير لزخارف البلاطات العثمانية في مصر وغيرها من الأقطار التي خضعت للحكم العثماني، بالإضافة إلى كونها مصنوعة من مادة هشة سهلة الكسر. وخير شاهد على ذلك هو فقد أكثر من 50% من البلاطات الخزفية لتكية الجلشني والتي كانت تكسو الواجهة الشمالية الشرقية للقبة الضريحية الملحقة بالتكية .
أربعة مباني آثرية
وأضاف عبد العزيز، أنه وقع الاختيار علي أربعة مباني آثرية لدراسة بلاطاتها الخزفية وهي تقع بنطاق منطقة آثار الدرب الأحمر والسيدة عائشة، حيث كسيت مساحات من جدرانها بتكسية خزفية وهي مسجد آق سنقر( أثر رقم 123) الكائن بشارع باب الوزير، والذي شيد فيما بين عامي 747-748هـ/1347-1348م، وهو مسجد مملوكي أضاف له الأمير العثماني إبراهيم أغا مستحفظان التكسية الخزفية عام 1062هـ/1552م، والقبة الملحقة بتكية الجلشني( أثر رقم 332)، الكائنة بشارع أحمد ماهر(تحت الربع سايقا، والتي شيدت فيما بين عامي 926-931هـ/ 1519-1524م، ومسجد التي برمق ( أثر رقم 126)، الكائن بشارع الغندور بسوق السلاح، والذي شيد عام 1123هـ/1711م، وقبة الشيخ سعود ( أثر رقم 510)، الكائنة بشارع سوق السلاح، و التي شيدت عام 941هـ/ 1534م،
ومن جانبها قالت هيام داود مدير عام التوثيق والتسجيل بتفتيش مناطق آثار الدرب الأحمر والسيدة عائشة، أن المشروع الذي اعدته الوزارة يرتكز بشكل أساسي على الدراسة الميدانية والتي تشمل الدراسة الوصفية، والتوثيق الفوتوغرافي، وإعداد رسوم اوتوكاد للجدران والبلاطات الخزفية التي تكسوها، وإعداد تفريغ لزخارف البلاطات لتوضيح التصاميم الزخرفية المختلفة بكل طراز، بالإضافة إلى الدراسة النظرية والتي ستشمل الإطلاع على الدراسات السابقة ووثائق الأوقاف لأهميتها فى تصنيف أنواع البلاطات الخزفية، وفهم كيف تم استيراد هذه البلاطات لمصر، ولماذا فضلها المصريون وانتشرت على عمائرهم. هذا بالاضافة الي الدراسة الرقمية التى ستقوم بتسجيل عدد البلاطات بكل أثر، وكذلك عدد كل نوع وطراز، واستخدام الدراسات المقارنة سيساعد في معرفة ما إذا كان هناك نوع معين مفضل من قبل المصريين ومحاولة معرفة سبب هذا التفضيل.
وأكدت داود أنه باستكمال هذا المشروع ستتوفر قاعدة بيانات تتضمن البيانات التي يتم جمعها في المشروع وإتاحتها للطلاب، والباحثين والأشخاص المهتمين بالفن الإسلامي خاصة وتاريخ الفن عامة، وانشاء نموذج رائد في دراسة البلاطات الخزفية يختلف عن الطرق التقليدية في دراستها.
ويعتبر هذا المشروع هو المرحلة الأولى من مراحل متعددة لتوثيق البلاطات الخزفية في الآثار الإسلامية في القاهرة والمحافظات.