الإسكندرية “المسلة” ….. أصدرت مكتبة الإسكندرية مؤخرًا الجزء الثاني من كتاب “مدرسة الإسكندرية المتأخرة وأثرها في التراث الفلسفي الإسلامي”، والذي جاء بعنوان “سمبليكيوس وأثره في ميتافيزيقا ابن سينا”، للدكتور حسين الزهري، رئيس قسم الدراسات الأكاديمية بمركز المخطوطات بالمكتبة، حيث يُكمل المؤلف في هذا الكتاب دراسة فلاسفة الفترة البيزنطية المتأخرة، وهي الفترة المسماة بنهاية العصر الكلاسيكي، ثم يتتبع انتقال فكر هؤلاء الفلاسفة أو شراح أرسطو المتأخرين عبر الترجمة إلى التراث العربي الإسلامي، كما يدرس طرق معرفة الفلاسفة والمفكرين العرب بالتراث السكندري المتأخر وأثر فكر السكندريين في الفلسفة العربية الإسلامية.
ويتناول الكتاب حياة وفلسفة سمبليكيوس والسياق الفكري الذي كتب فيه شروحه الأرسطية، وكيف أنه حافظ على الأفكار الفلسفية اليونانية الوثنية في الإمبراطورية المسيحية التي كانت تحارب كل من يقترب من أصول اللاهوت الكنسي، ثم انتقال سمبليكيوس من الإسكندرية إلى أثينا ومنها إلى الشرق بعد اضطهاد الإمبراطور جستنيان للفلاسفة وغلقه كل المدارس الفلسفية سنة 529م، ثم يدرس المؤلف بقاء فكر سمبليكيوس ومؤلفاته الفلسفية وترجمتها وتأثيرها في الفلاسفة العرب في الحضارة العربية الإسلامية، إذ كان سمبليكيوس أحد أهم روافد الفكر اليوناني القديم إلى العرب.
يُذكر أن مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية يهتم بدراسة أصول الفكر العربي الإسلامي بكل روافده اليونانية والشرقية، وتأثيرها في تكوين الحضارة الإسلامية؛ خاصة في علوم الطب والفلسفة والفلك.