صلالة “المسلة” …. أظهرت مسوحات جيولوجية حديثة، قامت بها وزارة التراث والثقافة بالتعاون مع فريق وطني برئاسة الدكتور محمد بن هلال الكندي، المزيد من أحافير الفيلة البدائية وغيرها من الثدييات مثل القوارض وذوات الحوافر في منطقة عيدم بمحافظة ظفار.
الأوليجوسن
وتعود هذه الأحافير إلى عصر جيولوجي يعرف بحين الأوليجوسن التي ترسبت قبل ما يقارب 35 مليون عام، وتحتوي هذه الأحافير على مجموعة مميزة من العظام والأسنان لهذه الثدييات البدائية.
طبقات رسوبية
وتتميز التعاقبات الصخرية بمنطقة عيدم في جنوب محافظة ظفار بوجود طبقات رسوبية تمثل في أغلبها ترسبات بحار ضحلة أو مستنقعات وخيران بحرية ساحلية، ولذلك فهي تحتوي على عدد هائل من الأحافير البحرية مثل القواقع والمحارات والإسفنج البحري والمرجان وقنافذ البحر ومجموعة متنوعة من عظام الأسماك.
البحار الضحلة
كما أنها تحتوي أيضا على عظام ثدييات عاشت بالقرب من البحار الضحلة مثل أنواع من الفيلة المنقرضة والزرافات البدائية، هذه بالإضافة إلى أسنان قردة بدائية وأنياب حيوانات تشبه حيوان وحيد القرن، ومجموعة من عظام السلاحف والتماسيح التي تعود إلى ذات العصر، وهذه الطبقات الصخرية في مجملها مميزة ولا يوجد لها مثيل إلا في منطقة الغابة حيث تتشابه الأحافير هناك مع منطقة عيدم وإن كان الفارق الزمني الجيولوجي بينهما كبير نسبيا.
وتعد أحافير الثدييات في منطقة عيدم في جنوب محافظة ظفار ومنطقة الغابة في جنوب محافظة الداخلية ذات أهمية علمية بالغة في فهم هجرة الثدييات القديمة من أفريقيا جنوبا وحتى أوروبا وآسيا شمالا، وهي لم تدرس بصورة علمية تفصيلية بعد، وهي بحاجة إلى مزيد من الفهم والدراسة، كما أن هذه العينات تشكل مادة رائعة للعرض المتحفي والبحوث المستقبلية.