المسلة السياحية
ليبيا – بنغازى
بقلم : مصطفى فنوش
بعد استقرار الأوضاع الأمنية في أرض الكنانة ارض الحب والسلام وطي صفحات التوتر والاضطرابات حيث أشرقت شمس الاستقرار والأمن والأمان على ربوع مصر ، كان من المنطقى أن تنعكس ظلال تلك الشمس على وطننا الليبي بتسهيل الإجراءات وتقديم الخدمات وفق خطط مستهدفة مشتملة على الدعم والحوافز لعودة الحركة السياحية الليبية إلي سابق عهدها من خلال الحملات التسويقية والتنشيطية ، واستثمار روابط المصاهرة والعلاقات الطيبة بين الشعبين، وخلق جسر من التعاون بين السياحة والصحة والجوازات والجمارك والطيران من أجل استرجاع ملايين من الدولارات سنويا كانت عائد من السياحية العلاجية لجزء كبير من الشعب الليبي كانت قبلته دوما الى مصر …
ولكن تبدلت الاحوال وتغيرت الظروف خلال السنوات القريبة الماضية وبات السفر للعلاج من ليبيا الى مصر رحلة غير آمنة العواقب واهوال وشدائد يخوضها المريض واهله لحظة وصوله الى منفذ السلوم ، ومن ثم كان القرار الضمنى للجماعة الليبية الراغبة فى العلاج بتحويل وجهتهم الى دول شقيقة أخرى ” تونس والأردن ” ..!
وخلال تلك الفترة استطاعت تونس والأردن أن تبني البنية التحتية للسياحة العلاجية من فنادق راقية، ومنتجعات وقرى سياحية مزوده بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية ،وجهزت بعض الفنادق ذات الخمس نجوم فنادقها لتضم عيادات طبية خدمية ، ورغم قناعة المريض الليبي بكفاءة الأطباء المصريين على مستوى العالم ، لان الطب ممارسة متواصلة والطبيب المصري تتح له الفرصة في الكشف وإجراء العمليات لكثرة المترددين بالنظر لعدد السكان ،ومن ثم يمتلك الخبرة المهنية المتراكمة ،والتى لا يتمتع بها أطباء أوروبا بالرغم من امتلاكهم لاحدث المعدات والاجهزة الطبية الحديثة والمبانى العلاجية والسياحية الفخمة .
استطاعت تونس والأردن أن تبني البنية التحتية للسياحة العلاجية من فنادق راقية، ومنتجعات وقرى سياحية مزوده بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية.. بالرغم من ذلك المريض الليبي يؤثر الطبيب المصرى وكفأته المهنية التى يعرفها القاصى والدانى ناهيك عن الراحة النفسية
ولكن ما يعيق جموع الوافدين من الليبين الراغبين فى السياحة والعلاج الى مصر ” الروتين وعباده ” واقرب مثالا لذلك فقد تم إدخال التقنية الحديثة في منفذ السلوم من حيث البوابة الالكترونية ،وأجهزة الحاسوب المتطورة ، ولكن لازالت ممارسة العبث وعدم احترام السائح الليبي قائمة ،فالمباني في منفذ السلوم حديثة ، لكن سوء الاستخدام وإهمال الصيانة الدورية جعل منفذ السلوم في حالة يرثي لها ، وكأنك في القرن الماضي ناهيك عن معاملة بعض ضباط الجوازات إلي الليبيين حيث يقذفون لهم جوازات السفر في الهواء من مكان مرتفع…
سوء الاستخدام وإهمال الصيانة الدورية جعل منفذ السلوم في حالة يرثي لها
وقد حدث ذلك معي وترددت في العودة فأنني لن أدخل الجنة، ناهيك عن روائح كريهة تهب من ان لاخر تزكم الانوف لاثار اترك للقارئ تخمينها بجوار المكاتب الرسمية لعدم توفر دورات مياه عامة للعابرين والسائحين والعاملين المقيمين هناك .. ولا ادرى حتى الان السر وراء عدم اقامة دورات مياه حديثة وآدمية وهو ” مطلب ازلى منذ ق رابة ال 40 عام ” ولم تستجب له السلطات المعنية فى مصر ، وها نحن نطلبها ثانية دورات مياه بمقابل مادى ومختصين عليها بحيث تكون نظيفة على مدار الساعة مع استمرارية الخدمة، فالمنفذ يعمل طيلة النهار والليل وعليك أن تتحمل الانتظار ساعات في حرارة الصيف وبرد الشتاء في هضبة السلوم ..!
فأنت تدخل صالة مبني الجوازات وهي لم تقام لها صيانة اساسا منذ الثمانينات من القرن الفائت ، وتنتظر في طابور لتسليم جواز سفر لأكثر من ساعتين ،وعليك الانتظار ما يقارب ساعة، ثم تنتقل إلي مبني صالة الجمرك حيث تفتش الحقائب على جهاز الكشف التلفزيونى ،وعليك بالإكرامية علما انها ترتفع أسعارها ليلا وتقل صباحا ..!
والحقيقة أن هناك فئة تتجاوز النصف بقليل من الضباط والجنود يمثلون الإنسان المصري الحقيقي في المعاملة والأمانة والإخلاص في العمل ، ويرفضون المساعدة من العابرين ، ومنذ قيام ثورة 17 فبراير وطننا في حالة من عدم الاستقرار حروب وتحرير مدن الشرق…
فى منفذ السلوم نماذح رائعة من الضباط والجنود يمثلون الإنسان المصري الحقيقي في المعاملة والأمانة والإخلاص في العمل.. وهناك فئة قليلة تسئ للدولة المصرية
مما خلفت عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين أقفلت الضوابط العقيمة والعراقيل والمعوقات منفذ السلوم امام فرصة علاجهم في المستشفيات المصرية منهم من كان علي حساب الدولة ، ومنهم من كان علي حسابه الخاص ، حيث عجت بهم المستشفيات الخاصة في “تونس والأردن ” بكل اسف ..!
نفس البوابة الالكترونية المقامة في منفذ السلوم مقامة في منفذ تونس ،ولكنهم يستخدمون التقنية دون تدخل “الروتين ” وعباده فتمر السيارة حيث تفتش ويمد السائح الليبي جوازه وهو داخل المركبة فتمنح له تأشيرة الدخول إلي تونس دون رسوم وتعقيد ،وتفتيش وإكرامية ..!
فى منفذ السلوم يسمح للسيارات الخاصة بالمرور الفورى..اما سيارات الإسعاف الليبية المقلة للمرضى ذو الحالات الحرجة تمنع من الدخول لفترات تتجاوز ال 8 .10 ساعات لحين ورود اخرى بديلة سيارة إسعاف مصرية
وهل يعقل ان يسمح للحافلات الخاصة بالركاب والمركبات الفيتو ذات العشر ركاب بالدخول من منفذ السلوم، وتمنع سيارات الإسعاف التي تحمل مرضي في حالة خطيرة لا علاج لهم في المستشفيات الليبية حتى تأتي سيارة إسعاف مصري لنقله إلي الإسكندرية أو القاهرة، وقد يكون نقله في برد هضبة السلوم ، او في حر الصيف .. وهو يعاني من جلطة مثلا و الحركة قد تؤدي بحياته، والخطير فى الامر ان الذين ينقلونه من سيارة الإسعاف الليبية إلي سيارة الإسعاف المصرية ليسوا أطباء، ولا ممرضين هم عادة يكون السائقين ، والمرافقين للمريض..؟!
أين الوازع الطبي يا وزيرة الصحة المصرية..؟! أين خطط زيادة تدفق السائحين يا وزيرة السياحة..؟! أين لجنة التنسيق بين محافظتي طبرق ومطروح..؟! أين الصحافة المصرية الورقية والإلكترونية التي كانت ولازالت لها الريادة في الإعلام العربي من تلك المأساة …!