Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

الساحل الشمالي.. إمكانات سياحية معطلة بقلم . جلال دويدار

 

 

بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين

 

كلما حلت شهور الصيف وما يصاحبها من معاناة للعديد من بلاد الدنيا من الحر والتقلبات الجوية حيث لا يتوافر لاهلها الاستمتاع باجازاتهم. امام هذا الواقع لابد أن يجول بالخاطر علي الفور ما تملكه مصر المحروسة من شواطئ رائعة مميزة ممتدة لالاف الكيلو مترات علي البحرين الابيض والاحمر صالحة لقضاء اجازات ممتعة صيفا وشتاءً. هذه الشواطئ حباها الله بمياهها الزرقاء الصافية ورمالها الصفراء الناعمة. ان درجات الحرارة التي تتيح الراحة والانتعاش بالساحل الشمالي تتراوح ما بين ٢٥ و٣٠ درجة.

 

هذه الثروة التي انعم الله بها علينا ضمن الكثير من النعم تعد إضافة هائلة للسياحة في مصر. اننا وللاسف ما زلنا عاجزين عن استغلالها واستثمارها لصالح هذه الصناعة الواعدة من خلال جذب حركة السياحة العالمية.

 

  • • •

المحزن حقا ان ما تمت اقامته من مشروعات اسكان سياحي وهو كثير جدا حاليا لا يتم استخدامه سوي اسابيع قليلة من جانب أصحابها المصريين الذين دفعوا المليارات من الجنيهات لاقتنائها. كل هذه المنشآت تظل مغلقة طوال أكثر من ١٠ شهور رغم ما نتمتع به من اعتدال في الحرارة والشمس الساطعة المحروم منها في هذا التوقيت شعوب الكثير من دول اوروبا التي لا تفصلنا عن ابعدها سوي اربع او خمس ساعات طيران.

 

كان علينا البحث عن وسيلة لاستغلال واستثمار عشرات الالاف من الفلل والشاليهات المقامة في عشرات القري السياحية لتحقيق عوائد ضخمة لاصحابها تستفيد منها الدولة في شكل العملات الاجنبية التي يدفعها السياح لقضاء اجازاتهم بها.

 

ليس هناك ما يعوق التسويق والترويج خاصة مع وجود ثلاثة مطارات بالمنطقة لاستقبال الرحلات الجوية هي مطار مرسي مطروح وبرج العرب والعلمين. في نفس الوقت فان الدولة وعلي مر السنتين الاخيرتين قامت بتطوير وتحديث الطرق التي تخدم هذا الساحل وهو ما تمثل في الربط بطريق النطرون بالعلمين.. والقاهرة – الضبعة.

  • • •

 

اذن وعلي ضوء عدم وجود أي مشكلة في الانتقالات يثور التساؤل عما هو وراء هذا القصور في عدم الاهتمام باستثمار الساحل الشمالي سياحيا ليكون اضافة للنجاح الذي تحققه سواحل البحر الاحمر وجنوب سيناء. من الممكن اذا ما توافر الفكر الخلاق والعقول الاستثمارية أن يساهم تفعيلهما في تعظيم وتسريع وترسيخ جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

 

كم أرجو ان يكون الاهتمام الذي توليه الدولة لاستكمال تعمير الساحل الشمالي .. متمثلا في اقامة مدينة العلمين الجديدة عاملا فاعلا لصالح هذا الهدف. هذا المشروع يتضمن التخطيط والتأسيس للعديد من الفنادق ومناطق الجذب الي جانب توافر متطلبات التعمير السكاني.. يمكن ان يكون اساسا للتحول فعلا نحو الاستغلال السياحي السليم الذي يجعل من الساحل الشمالي مصدرا للخير وللدخل.

 

ان ما يحتاجه انجاح مشروع استغلال الساحل الشمالي يتطلب خطة لإنشاء شركات عملاقة تتميز بالملاءة المالية تساهم فيها البنوك بمساندة البنك المركزي تكون مهمتها اقناع اصحاب الشاليهات والفيلات بالحصول علي حق تسويقها للسياحة العالمية. هذا الامر يحتاج الي وجود ضمانات مقنعة لهؤلاء الملاك من جانب هذه الشركات. عليها أن تضطلع بعمليات الاعداد والتجهيز لاستقبال السياح وتوفير كل سبل الراحة. مثل هذه المشروعات تدخل في اطار الاستثمار الايجابي المفيد للدولة ولكل الأطراف.

 

بالطبع فإنه يمكن الاستعانة بالخبرة الاجنبية في الاعداد والتسويق والترويج لمثل هذه المشروعات المعمول بها في اسبانيا وفرنسا والمجر واليونان وايطاليا. ليس مطلوبا سوي ان نفكر ونتحرك ونعمل علي تنمية هذا الفكر الاقتصادي والاستثماري.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله