بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
الرياضة ليست فقط اثراء للسلوكيات والخلق وتعظيم روح المنافسة والتحدي وصولا إلي الهدف.. ولكنها في نفس الوقت عامل اقتصادي هائل يمكن ان يحقق عوائد هائلة إذا ما تم استثماره بالشكل السليم. يأتي ذلك استنادا إلي ما تلقاه انشطتها المختلفة خاصة كرة القدم من شغف وولع جماهيري غير محدودين.
لا يمكن أن يخفي علي أحد دور الرياضة بالنسبة لممارسيها ومحبيها في توجيه طاقاتهم إلي ما لا يمكن أن يؤذيهم ويؤذي المجتمع الذي يعيشون فيه. من ناحية اخري فإنها قادرة علي أن تشغل عقول ووقت المجتمع فيما يفيد ويحفزه علي تأدية ما هو مطلوب من واجبات.
يضاف إلي ذلك أن النوادي التي تفسح الطريق أمام ممارسة هذه الرياضات.. تتيح العديد من فرص العمل للآلاف من العمالة في جميع المجالات.
> > >
الاستثمار في الرياضة يمكن أن يساهم في الترويج للسياحة. في هذا الشأن فإنه لابد من توافر الامكانات التي يمكن الاستناد إليها لتحقيق هذا الهدف. لحسن الحظ فإن مصر تزخر بهذه الامكانات خاصة من ناحية الطقس المناسب في كل ربوعها مما يجعل ممارسة الرياضة علي أحسن وأجمل وجه. ليس هذا فحسب وإنما هناك أيضا ثروة مصر الحضارية والتراثية التي تمثل ابهارا لكل العالم. إن هذه المعالم تعد من عناصر الجذب لأفراد الفرق الرياضية ولمتابعيها.
استغلالا لهذا الطقس وهذه المعالم فإنه يمكن أن تتحول مصر إلي مركز لجذب الفرق الرياضية لإقامة معسكرات التدريب الموسمية. إنها مناسبة جدا لفرق الدول التي يعد الطقس عائقا لإقامة هذه المعسكرات. تحقيق هذه الغاية يحتاج إلي استثمارات لإعداد الملاعب وتوفير أماكن الاقامة والخدمات اللازمة..هذه الاستثمارات يجب أن تحظي بأهتمام الدولة والمستثمرين والنوادي وأن تشمل المحافظات سواء الشاطئية أو الاثرية باعتبارها عنصراً جاذباً لا يقاوم.
> > >
حول هذا الشأن فإنه يسعدني استمرار ونجاح عملية تنظيم دورة جديدة لمسابقة كرة القدم في مصر بمشاركة النوادي العربية. هذه المباريات التي تجري وقائعها حيث يقوم الاتحاد العربي لكرة القدم بالاتفاق مع الاتحاد المصري بتقديم جائزة مميزة للفائز بكأس هذه البطولة.
من المؤكد أن إقامة هذه المسابقة في مصر فرصة للقائمين علي السياحة لتنظيم حملات دعائية لجذب السياح العرب خاصة أنها تجري في وقت الصيف والاجازات. من المتوقع اذا ما أحسن استغلال هذه الفرصة بشكل سليم أن تجذب مئات الآلاف من السياح العرب الذين يعشقون هذه اللعبة إلي جانب تأييدهم للنوادي التي تحظي بالشعبية لديهم.
لابد من تركيز جانب من الاعلانات الترويجية والدعائية وكذلك تصريحات المسئولين عن السياحة علي هذه المسابقة. في كل وسائل الاعلام بدلا مما يتم تداوله ولا يخدم متطلبات الجذب. إن ما نفتقده حقا هو الفكر السياحي الخلاق الذي يمكن أن يساهم في عمليات الترويج الحرفي للسياحة.
لاجدال أن إقامة مثل هذه البطولات في مصر تعد دعاية غير مباشرة وغير مدفوعة لجلب السياحة.