بكين “المسلة” ….. مع تنامي أواصر الصداقة وعلاقات التعاون في كافة المجالات بين الصين وأفريقيا، باتت القارة السمراء قِبلة شهيرة لكثير من السياح الصينيين الراغبين في اكتشاف سحر الطبيعية الخلابة لقارة أفريقيا.
40 %
وأظهرت بيانات “سي تريب”، وهي وكالة سياحية عملاقة في الصين، أن عدد الزوار المتجهين إلى المقاصد السياحية الأفريقية خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، ارتفع بواقع نحو 40 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي.
كما كشفت أن الزوار الذين ولدوا خلال ثمانينيات القرن الماضي يشكلون أكبر حصة من السياح، بمعدل بلغ 30 بالمئة، بينما حظيت مصر وموريشيوس وكينيا والمغرب وجنوب أفريقيا وتنزانيا وتونس وإثيوبيا وغيرها، بإقبال أكبر من قبل السياح الصينيين.
مقاصد
وأوضح هو ون يوي، مسؤول شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في وكالة “سي تريب”، أن السياح الصينيين بدأوا في البحث عن مقاصد غير معهودة وممتعة بعد زيارتهم المقاصد الرئيسية في أوروبا وأمريكا وآسيا، مشيرا إلى أن ثمة اتجاها واضحا لتوافد أفواج السياح الصينيين إلى القارة السمراء.
مصر
وقال أبوالمعاطي شعراوي المستشار السياحي للمكتب السياحي المصري بالصين، إن ما يزيد عن 300 ألف سائح صيني زاروا مصر في عام 2017، وهو ما يزيد عن ثلاثة أضعاف أعداد السياح الصينيين إلى مصر عام 2010، مشيرا إلى أن مصر احتلت الترتيب الأول بين السياح الصينيين إلى أفريقيا، بينما احتلت سوق السياحة الصينية المرتبة رقم 6 ضمن أكبر 10 أسواق مصدرة للسياحة إلى مصر من حيث أعداد السياح والليالي السياحية.
وبالنسبة لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء، فقد بلغ عدد الزوار الصينيين إلى كينيا 69 ألف شخص/مرة في العام الماضي لتحتل الصين بذلك المركز الخامس ضمن قائمة البلدان المصدرة للسياحة إلى كينيا، بينما استقبلت جنوب أفريقيا نحو 97 ألف/مرة زائر صيني في نفس الفترة، حسب الإحصاءات المحلية.
وفي هذا الصدد، لعبت تسهيلات التأشيرة دورا مهما وفعالا في زيادة أعداد السائحين الصينيين، إذ بعد إلغاء التأشيرة أمام المواطن الصيني، وصل عدد الزوار الصينيين إلى المغرب وتونس في عام 2017 إلى 118 ألف شخص/مرة ونحو 20 ألف شخص/مرة على التوالي، بزيادة تتجاوز 150 بالمئة لكل من البلدين على أساس سنوي.
جدير بالذكر أن أكثر من 100 ألف شخص/مرة من السياح الصينيين قد زاروا المغرب خلال أول خمسة أشهر في العام الجاري، وفقا لما ذكر مندوب المكتب الوطني المغربي للسياحة في الصين.
وبحسب الموقع الإلكتروني للخدمات القنصلية الصينية، توجد حاليا 20 دولة ومنطقة في القارة الأفريقية ألغت التأشيرة أو توفر تأشيرة الوصول للمواطنين الصينيين.
وعبرت قونغ يي له، البالغة من العمر 30 عاما، والتي زارت تنزانيا لمدة تسعة أيام، عبرت عن إعجابها الشديد برحلة السفاري التي قامت بها وشاهدت خلالها حيوانات برية على مرج متسع، مشيرة إلى أن هذه الرحلة تجاوزت توقعاتها وتوقعات والديها، اللذين حرصا بعد عودتهم إلى الصين على مشاهدة فيلم “الأسد الملك” مرارا لتذكر رحلتهم الممتعة في تنزانيا.
كما أبدت قونغ إعجابها بوعي المحليين بحماية البيئة والحيوانات وفكرة التطوير السياحي المستدام التي تتبعها الدول الأفريقية، قائلة إن “الأصدقاء الأفارقة أظهروا نموذجا جيدا لنا في مجال الحفاظ على التوازن بين حماية البيئة والتطوير السياحي.”
وقال هو ون يوي إن التكاليف العالية ونقصان الموارد السياحية يمثلان عنصرين رئيسين يقيّدان توجه المزيد من السياح الصينيين إلى أفريقيا، موضحا أن العجز في المواصلات والفنادق والمرشدين يكون أكثر حدة خلال ذروة الموسم السياحي بالقارة السمراء.
وأشار هو إلى أن كثيرا من الدول الأفريقية تهتم بتحسين البنية التحتية لجذب المزيد من الزوار، موضحا على سبيل المثال أن “سيارات السفاري تتحسن عاما بعد عام.”
من جهة أخرى، عبرت هوانغ هونغ مي، ذات الـ49 عاما والتي زارت كينيا وتنزاينا ومدغشقر وإثيوبيا على مدار 19 يوما وتأثرت بالمشهد العظيم لعبور مجموعات من حيوان النوّ لنهر مارا خلال هجرته الموسمية، عبرت عن رضائها بظروف الفنادق الفاخرة والمرافق الجيدة خلال رحلتها، وهو ما مثل مفاجأة لها في البداية، إذ لم تكن تتوقع ذلك قبل قدومها.
بيد أن هوانغ أشارت إلى أن المرشد الناطق باللغة الصينية يعد موردا قيما ونادرا، إذ كان المرشد المحلي لها في مدغشقر يعمل تاجرا للملابس في الأيام العادية ومرشدا سياحيا في فترة ذروة الموسم السياحي فقط، مضيفة أنها صادفت بعض المرشدين السياحيين الآخرين من الخريجين الجدد في معهد كونفوشيوس.
وقال شعراوي إن مصر مهتم بخطط تسويقية في السوق الصينية سعيا لتشجيع شركاء المهنة من منظمي الرحلات الصينيين لزيادة العدد وزيادة البرامج السياحية إلى مصر وتحفيزهم من خلال التعاون وتسهيل التأشيرات، مضيفا أن المكتب السياحي المصري في الصين يعمل على تحفيز الطيران المصري والصيني لتسيير الرحلات أيضا.
وقال إن السائح الصيني يعد من بين السائحين الأكثر إنفاقا في العالم، وتهدف مصر الي جذب المزيد من أعداد السائحين الصينيين الي المقاصد السياحية المصرية، حيث يقوم المكتب السياحي المصري بالصين باستهداف الشريحة الأغني في السوق الصينية.
من جانبه ذكر هو ون يوي، أن أعمال السياحة الأفريقية تشكل نحو 12 بالمئة من أعمال الشرق الأوسط وأفريقيا لوكالة “سي تريب”، مشيرا إلى “أننا نعمل بكل جدية لتوسيع الأعمال في السوق الأفريقية، بينما نتعاون مع الفنادق المحلية لتطبيق البرامج التسويقية.”
وكان محمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي المغربي قد ذكر أن المغرب يهدف إلى استقبال 500 ألف شخص/مرة من السياح الصينيين بحلول عام 2020، ويسعى لتحقيق ذلك من خلال تحسين ظروف الفنادق ومرافق المواصلات لرفع الطاقة الاستيعابية للقطاع السياحي.
وأعرب وزير السياحة الكيني نجيب بلعلا في وقت سابق عن اعتزام كينيا جذب 100 ألف شخص/مرة من الزوار الصينيين بشكل سنوي خلال السنوات المقبلة، حيث تم تأسيس جمعية السياحة الصينية في مارس من العام الجاري في نيروبي.
ومع حلول الذكرى الـ20 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين جنوب أفريقيا والصين، قام مكتب السياحة لجنوب أفريقيا بعدة أنشطة تسويقية في مختلف المدن الصينية خلال العام الجاري من أجل تعريف الجمهور الصيني بالموارد السياحية الجميلة في جنوب أفريقيا.
نقلا عن شينخوا