الإسكندرية “المسلة” …. صدر عن مركز الإسكندرية للدراسات الهلينستية بمكتبة الإسكندرية ودار النشر الإنجليزية “اركيوبريس” Archaeopress كتاب باللغة الإنجليزية بعنوان “إعادة اكتشاف آثار الإسكندرية: الإسهامات الإيطالية”، لمؤلفيه الدكتور محمد قناوي وجورجيا ماركيوري.
يوثق هذا الكتاب أعمال أوائل البعثات الأثرية الاستكشافية الإيطالية، ويقدم وصفًا دقيقًا للحفائر التاريخية بمدينة الإسكندرية من خلال صور نادرة تعرض لأول مرة تم تجميعها من عدة أرشيفات في مصر وإيطاليا.
ويشير القائمون على هذا العمل إلى قلة الدراسات التي ركزت على التأثير الإيطالي في الإسكندرية في مجالي الآثار وعلم المصريات بداية من القرن السابع عشر، بالرغم من وفرة الانتاج العلمي الذي تناول التأثير الايطالي في مجالات العمارة والنشر والاقتصاد. فقد جذبت مدينة الإسكندرية الكوزموبوليتانية عدد كبير من رواد الاستكشاف والعمل الأثري الإيطاليين ومنهم جوزيبي بوتي، وإيفاريستو براتشيا، واكيليي ادرياني، والعديدين الذين أسهمت استكشافاتهم عبر المدينة في الكشف عن التاريخ العريق للإسكندرية القديمة. وحتى يومنا هذا، تعد أعمالهم البارزة أساس الدراسات السكندرية خلال الحقبتين الهلينستية والرومانية.
وقد تمركزت أعمال علماء الآثار الإيطاليين في مصر في الإسكندرية، بينما اهتم علماء المصريات الفرنسيون والألمان بالعمل في المتحف المصري بالقاهرة ودراسة منطقة صعيد مصر. وإلى جانب الدراسة والاستكشاف، نتج عن الاهتمام الإيطالي بالإسكندرية عام 1893 إنشاء المتحف اليوناني الروماني، ثاني أكبر متحف في مصر، وجمعية الآثار بالإسكندرية، وهي أول مؤسسة مجتمع مدني رسمية بالإسكندرية. وأصبحت المدينة تحتضن مجموعة مميزة من الأثريين الإيطاليين، ومجتمع يمول أعمالهم الاستكشافية، ومتحف يحفظ ما يتم الكشف عنه من كنوز، كما تم توثيق تلك الأعمال في أوائل المطبوعات الخاصة بالعمل الأثري في الإسكندرية.
وكان للحرب العالمية الثانية بالغ الأثر على الوجود الايطالي في الإسكندرية، وأنهت البعثات الاستكشافية الإيطالية عملها بالإسكندرية بنهاية الحرب.
ويسعى هذا الإصدار إلى تقديم عرض مفصل لتاريخ الكشف الأثري في الاسكندرية. وقد تم تجميع المادة التوثيقية في الكتاب بعد اطلاع المؤلفين على مئات الصور النادرة من أرشيف براتشيا بجامعة بيزا، وجزء من أرشيف ادرياني بجامعة باليرمو، وعدد كبير من السلببيات الزجاجية الخاصة بالمتحف اليوناني الروماني.
ويأتي الكتاب في ثمانية فصول، يركز الفصل الأول على رواد العمل الأثري بالإسكندرية، بينما تخصص الفصول التالية لتاريخ البعثات الأثرية في مناطق الحضرة، الشاطبي، الأنفوشي، كوم الشقافة، السيرابيوم، وكوم الدكة. ويخصص الفصل الثامن والأخير لعرض صور إضافية من أرشيفات براتشيا وادرياني ومركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط بمكتبة الإسكندرية.