أنقرة “المسلة” ….. أطلق اتحاد المرشدين السياحيين التركي “توراب” بالتعاون مع اتحاد وكالات السياحة التركية “تورساب”، مشروع “السياح السعداء” للتعريف بالسياحة التركية عبر الزوار الأجانب الذين قضوا وقتا طويلا في البلاد.
ويقول زكي أبالي، رئيس اتحاد المرشدين، إن الأخير وقع بروتوكولا مع اتحاد وكالات السياحة مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، لإطلاق المشروع المذكور، مبينًا أن الاستعدادات جارية للبدء بتنفيذه قريبًا.
ويوضح “أبالي” في حديثه للأناضول، أن المشروع يقوم على تسجيل ما يدليه السياح الأجانب ممن قضوا وقتا طويلا في تركيا ضمن ما يُعرف بـ “الجولات الثقافية”، بآرائهم حول ما عاشوه وشاهدوه.
ويؤكد أن الاتحاد يولي اهتماما بالغا بالمرشدين ممن يتواصلون بشكل مباشر مع السياح، ويعمل على التعريف بالسياحة التركية في الخارج والترويج لها، ويحول دون السماح بتشويه سمعتها.
ويتابع قائلا: “سيقوم المرشدون السياحيون العاملون لدينا، بتسجيل مقاطع مصورة قصيرة تتضمن الآراء الإيجابية للسياح الأجانب ممن زاروا تركيا وعادوا وهم سعداء، ثم سننشر هذه المقاطع في كافة المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي”.
وحول العلاقة المتينة بين السياح والمرشدين، يشرح “أبالي” بأن المودة تصل أحياناً لدرجة عناق السائح بالمرشد في المطار لدى عودة الأخير إلى بلاده، وحزنه على فراق المرشد.
ويؤكد رئيس الاتحاد، أن بعض السياح الأجانب يبقون على تواصلهم مع المرشدين، حتى بعد عودتهم إلى بلادهم.
ويضيف معلّقًا على ذلك: “هذا هو المشهد الجميل الذي نرغب بإظهاره للآخرين، وهذه هي الرسالة الإيجابية التي نريد إيصالها من تركيا”.
ويشدد على أهمية “الجولات الثقافية” من حيث التعريف بالبلاد، نظرا لكونها تستمر لفترة أطول من باقي الرحلات، وتقضي على الأفكار السلبية المسبقة لدى السياح.
ويستشهد “أبالي” على ما ذكر، بموقف السياح الأجانب الذين زاروا ولايات شرقي وجنوب شرقي البلاد، واندهشوا مما رأوه من جمال وأمان، في حين كانت لديهم أفكار خاطئة عن تلك المناطق حول انتشار الإرهاب والفوضى فيها.
وبهذا الخصوص، يلفت رئيس الاتحاد الانتباه، إلى أنه خلال الأزمة السياحية بين عامي 2015 – 2016، كان الإعلام الأوروبي يشن حملة تحريضية ضد تركيا ويشوّه سمعتها.
ويؤكد أنه لولا الأنشطة الإيجابية للمرشدين السياحيين حينها، لتضاعفت الآثار السلبية لتلك لحملات.
ويشير رئيس “توراب”، أن السائح الذي تجوّل في تركيا وتعرّف عليها من خلال المرشدين، لا يقتنع بمواقف وادعاءات الساسة الأوروبيين، ولا يساند مواقفهم العدائية تجاه أنقرة، “وبالتالي تجاوزنا هذه الأزمة بأقل خسائر ممكنة”.
ويبيّن “أبالي” أن اتحادي “توراب” و”تورساب” يستهدفان من خلال مشروع “السياح السعداء”، التعريف بولايات تركيا الـ 81 واحدة تلو الأخرى، وإظهار مميزات كل واحدة منها.
ويردف قائلا: “هدفنا هو تحقيق السياحة المستدامة، وانطلاقا من هذا المنظور نعمل مع اتحاد وكالات السياحة التركية على إحياء وتطوير القطاع السياحي في كافة المناطق والولايات، لأن كل منطقة تتمتع بجمال مميز عن غيرها”.
ويختتم “أبالي” بالإشارة إلى أن مشروع “السياح السعداء” سيتضمن نظامًا لتلقي الآراء والمقترحات الإيجابية والسلبية الواردة إلى المرشدين من قبل السياح، والعمل لاحقًا على تقييمها.
تجدر الإشارة أن قطاع السياحة في تركيا، يستهدف خلال العالم الحالي، جذب 40 مليون سائح، بعائد مالي يتجاوز 30 مليار دولار.
واحتلت تركيا المركز السادس عالميًا من حيث عدد السياح، ووصل عدد زوارها 39.9 مليون سائح خلال العام 2017، وفقًا لبيانات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
نقلا عن الأناضول