يحاضر الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بوزارة الآثار تحت عنوان “سانت كاترين الدير والحصن” ضمن فعاليات الملتقى العلمى الأول لآثار سيناء ومدن القناة بالمركز العلمى لآثار سيناء بالقنطرة شرق 10 أكتوبر والذى تنظمه منطقة آثار شمال سيناء ومديرها العام الدكتور هشام حسين تحت رعاية الدكتور خالد العنانى وزير الآثار.
وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان أن محاضرته تلقى الضوء على إنشاء الإمبراطور جستنيان لدير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى والذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد العثور على رفات القديسة كاترين على إحدى الجبال بالمنطقة الذى حمل اسمها فيما بعد على أساس دينى وحربى متوافقًا مع خطته الحربية لبناء تحصينات على الحدود الشرقية للإمبراطورية من حدود سوريا إلى شمال أفريقيا لتحمى طرق التجارة وقد أصبحت نماذج هذه الحصون هى النموذج للأديرة الكبيرة حتى ولو لم تكن هناك ضرورة حماية عسكرية للمكان .
ويشير الدكتور ريحان إلى أن السبب المباشر لبناء دير سانت كاترين هو الاستجابة لمناشدة الرهبان حول الجبل المقدس ولكن جستنيان وجدها فرصة لتحقيق أهدافه الأبعد من ذلك وهى تأمين الحدود الشرقية للإمبراطورية والدفاع عن مصر ضد أخطار الفرس لذلك حرص على تحصين مداخل سيناء وبنى عدة نقاط للحراسة على رؤوس التلال الهامة بين العريش ونخل بوسط سيناء كما يلقى الضوء على وثيقة إنشاء الدير مؤكدًا من خلالها أن المكلف ببناء الدير تم إعدامه لرفضه بناء الدير فوق جبل موسى .
وينوه الدكتور ريحان إلى أن محاضرته تتضمن إعادة تأريخ الدير من خلال النصوص التأسيسية وقصة القديسة كاترين وعرضًا للملامح المعمارية وتشمل كنيسة التجلى وكنيسة العليقة المقدسة وفسيفساء التجلى أقدم وأجمل فسيفساء فى العالم والكنائس الفرعية وبرج الناقوس والجامع الفاطمى داخل الدير وأسباب البناء ويدحض بالأدلة الأثرية الدامغة الآراء التى زعمت بأن بناؤه ارتبط بحادثة تعدى ويؤكد أن البناء كان فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م وليس الحاكم بأمر الله ومبانى الخدمات مثل حجرة الطعام القديمة ومعصرة الزيتون ومعرض الجماجم وآبار الدير .
كما يلقى الضوء على مكتبة الدير وماتم بها من تطوير مؤخرًا وأشهر وأقدم وأهم مخطوطات الدير وهى مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم كودكس سيناتيكوس وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331م تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين، ثم أهداها جستنيان إلى الدير عام 560م ومخطوط الإنجيل السريانى المعروف باسم بالمبسست وهى نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على رق غزال قيل هى أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية ومخطوط العهدة النبوية الذى يؤمّن فيه الرسول عليه الصلاة والسلام المسيحيين على أنفسهم وأموالهم ومقدساتهم ويأمر المسلمين بحمايتهم وحماية مقدساتهم والمساهمة فى ترميمها وعدم استخدام أحجارها فى بناء المساجد أو المنازل لإعادة استخدامها فى أعمال الترميم ويؤكد الدكتور ريحان صحة هذا العهد .