القاهرة ” المسلة” ….. تفقد الدكتور خالد العناني وزير الآثار صباح اليوم الأحد الموافق 28 اكتوبر 2018، مسجد الطنبغا المارداني بالدرب الأحمر، وذلك للوقوف على أعمال مشروع تأهيل المسجد والذي يأتي ضمن مشروع تنمية اثار منطقة الدرب الأحمر وباب الوزير وترميم مجموعة من المباني الأثرية بالمنطقة بالتعاون بين وزارة الآثار ومؤسسة أغاخان للخدمات الثقافية – مصر.
رافقه خلال الزيارة شريف عريان الرئيس التنفيذي لشركة آغاخان للخدمات الثقافية – مصر، وعدد من أعضاء مجلس النواب، والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الاسلامية والقبطية بالوزارة ومحمد عبد العزيز مدير عام مشروع القاهرة التاريخية.
و خلال الجولة قال د. العناني أن آخر أعمال ترميم نفذت في المسجد كانت منذ عام 1898 على يد لجنة حفظ الآثار، لذا فهو في حالة سيئة من الحفظ وحالته المعمارية والاسقف متدهورة كما أنه يعاني من مشاكل مياه الصرف الصحي نتيجة موقعة وسط مجمعات سكنية وضمن النسيج العمراني للمنطقة.
تمويل
وأكد الدكتور العناني على أهمية هذا التعاون مع مؤسسة الأغاخان كشريك اساسي لاعادة احياء المسجد من جديد بتمويل من الاتحاد الأوروبي حيث تم البدأ في أعمال الترميم في يونيو الماضي بعد توقيع بروتوكول التعاون مع مؤسسة الأغاخان ومن المتوقع أن تنتهي الاعمال في عام 2020، و التي ستشمل الايوان الشرقي للمسجد فقط و نأمل في الحصول علي تمويل إضافي لترميم الصحن و باقي اروقة المسجد كما أوصى د. العناني بضرورة ترميم الميضأه الاثرية الموجوده في صحن المسجد مع مراعاه الحفاظ على الطابع الاثري والتاريخي لها، بالاضافة إلى تزويد المنطقة بعدد اكثر من العربات الكهربائية لتسهيل مسار الزياره لمنطقة آثار الدرب الأحمر.
تعاون
و أوضح شريف عريان، أن هذا المشروع يأتي في اطار تنفيذ بروتوكول التعاون الموقع في مايو الماضي بين وزارة الآثار ومؤسسة أغاخان للخدمات الثقافية – مصر بهدف تأهيل مسجد الطنبغا المارداني وتنشيط المعالم السياحية الرئيسية للدرب الأحمر متنضمنه المحافظة على الجانب الشرقي (إيوان القبلة) من المسجد، و عمل مسارات للزيارة تبدأ من الطرف الشمالي لحديقة الأزهر و مركز الزوار ثم منطقة الدرب الأحمر و سور القاهرة الأيوبي منتهية بحديقة الأزهر مرة اخرى من خلال بوابة باب الوزير.
و اشار ان هذا المشروع سيؤدي الي خلق فرص عمل للشباب وتحسين الاقتصاد القومي من خلال ترويج الحرف التقليدية التي ترتبط مباشرة بزيارة المنطقة.
وأضاف د. جمال مصطفى أن مشروع ترميم المسجد هو استكمالاً للتعاون القائم بين المؤسستين والذي بدأ بمشروع تنمية الدرب الأحمر وباب الوزير وترميم مجموعة من المباني الأثرية بالمنطقة شملت مسجد أم السلطان شعبان، مجمع خاير بك وقصر الأمير آلين آق الحسامي، رباط زاوية أزدمر، قبة طراباي الشريفي، مسجد أصلم السلحدار، وجزء من السور الأيوبي الشرقي لمدينة القاهرة، الجامع الأزرق، بالإضافة إلى حديقة الأزهر ومؤخراً مشروع الصيانة الوقائية لمجموعة الآثار التي تم ترميمها بالمنطقة بالكامل بالإضافة إلى إقامة معرض الفاطميين بتورنتوا – كندا والذي عرض مجموعة من القطع الأثرية المعروضة بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة.
30 مليون جنيه
ومن جانبه قال عبدالعزيز ان المشروع ممول من الاتحاد الأوروبي وشركة آغاخان بتكلفة حوالي 30 مليون جنيه، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من المشروع خلال عامين، حيث تم البدء في اعمال التوثيق الفتوغرافي و التوثيق المعماري و أخذ عينات لترميم الأعمدة الجرانيتة والأعمدة الرخامية، كما تم أخذ شريحة طولية عرض 50سم من السقف مروراً بالإزار الخشبي والشباك الجصي والبياض وضلفة خشبية وإزار رخامي وبلاطات رخامية و ترميمها كعينة لتحديد الأسلوب الامثل للترميم، وتحديد أسلوب العزل للاسقف، بالاضافة الى عمل عينات نظافة للواجهات الخارجية بجوار المدخل الرئيسي شاملة الأحجار والرخام.
أما عن أعمال الترميم فأضاف عبد العزيز أن مخطط أعمال الترميم للمرحلة الأولي من مسجد الطنبغا المارداني (ايوان القبلة ) تشمل عمل الدراسات الإنشائية والمعمارية الخاصة بالمسجد، والتوثيق المعماري والفتوغرافي للجامع وخاصة الايوان الشرقي، وعمل ترميم كامل لايوان القبلة؛ يضم القبة الداخلية أعلي الايوان والأعمدة الرخامية والحوائط والأسقف الخشبية والحجاب الخشبي للايوان ودكة المبلغ، وايضاً ترميم القبة الرئيسية من الخارج، وترميم الواجهة الخارجية والمدخل الشرقي الرئيسي للجامع والمأذنه.
العصر المملوكي
جدير بالذكر أن مسجد طنبغا المارداني يرجع إلي العصر المملوكي أنشأه الأمير علاء الدين الطُنبُغا بن عبد الله المارداني الساقي المعروف بالطنبغا المارداني أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 740 هـ (1340م) ، ويُعد جامع المارداني من أجمل جوامع القاهرة، ويتكون من صحن مكشوف مستطيل يحيط بها أربعة أيوانات أكبرها أيوان القبلة الذي يتكون من أربعة اروقة والإيوانات الثلاث الأخرى يتكون كل منها من رواقين. المساحة التي تتقدم المحراب مغطاه بقبة محمولة على مقرنصات دقيقة.
إيوان القبلة حافل بالزخارف والعناصر المعمارية الدقيقة، فعقوده محمولة على أعمدة من الرخام والجرانيت الأحمر والسقف عليه زخارف ملونه مملوكية الطراز، وكسيت الجدران إلى ارتفاع حوالي ثلاثة أمتار بوزرة مكونة من اشرطة من الرخام ومن قطع صغيرة من الرخام والصدف. وعلى يسار المدخل الرئيسي مئذنة مكونة من ثلاث دورات تمثل قمة تطور المآذن من المربع إلى المثمن ثم الدائرة. محراب الجامع يعد من المحاريب النادرة دقيقة الصنع بين محاريب مساجد القاهرة، وقد كسيت جدرانه بالرخام الدقيق والصدف مكونة زخارف هندسية دقيقة ويعلو المحراب قبة كبيرة ترتكز على ثمانية أعمدة من الجرانيت الأحمر ومقرنصاتها من الخشب الملون. إلى جوار المحراب منبر من الخشب بحشوات مطعمة بالعاج
وافق مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار على جائزة يقدمها عالم الاثار المصري الدكتور زاهي حواس لأفضل اثاري ومرمم (دقيق- ومعماري) من شباب الاثاريين والمرممين العاملين بالوزارة.
صرح بذلك الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، موضحا أنه سيتم اختيار افضل أثري و مرمم من قبل لجنة مصرية دولية مختصة، تقوم بتقيم مجموعة من الاعمال التي شارك بها الآثاري و المرمم في مجالات الحفائر الاثرية أو الترميم، وعليه سيتم اختيار الافضل ومنحة جائزة عبارة عن مبلغ مالى قدرة 15000 جنيه مصري. و سوف تسلم الجائزة للفائزين في عيد الاثرين القادم الموافق 14 يناير 2019.