أكدوا أنه فرصة مهمة للتعرف على حضارات الجزيرة العربية
أبوظبى “المسلة”….. أكد عدد من المسؤولين في “متحف اللوفر أبو ظبي” على أهمية معرض “طرق التجارة في الجزيرة العربية- روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور”، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المتحف يوم الأربعاء القادم 7 نوفمبر 2018م، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، و الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ويستمر حتى 16 فبراير 2019م.
مشيرين إلى أنه فرصة مهمة للتعرف على حضارات الجزيرة العربية والإرث التاريخي للمملكة والمنطقة، لافتين إلى أنه فرصة مهمة للتعرف على حضارات الجزيرة العربية.
فقد أكد محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي على أن المعرض يعد حدثاً بارزاً في مجال العلاقات الوطيدة بين المملكة والإمارات في مختلف المجالات ومنها السياحة والتراث، وقال: “تشترك دولة الإمارات العربية المتحدة مع المملكة العربية السعودية بتاريخ طويل من الأخوة والصداقة والتفاهم، وسيظهر المعرض على التراث الثقافي الغني والمشترك بين البلدين منذ فترات مبكرة من التاريخ، وصولاً إلى الوقت الحاضر”.
من جهته اعتبر مانويل راباتيه، مدير اللوفر أبوظبي معرض “طرق التجارة في الجزيرة العربية- روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” فرصة فريدة لإبراز حضارات الجزيرة العربية وتاريخها الإنساني، وقال: “لطالما شكّلت شبه الجزيرة العربية نقطة للتبادل الثقافي والتجاري والحضاري، وجذور اللوفر أبوظبي مترسّخة في تاريخ هذه المنطقة الأصيلة. ويشكّل هذا المعرض فرصة هامة بالنسبة إلينا لدراسة هذا التراث الغني من جديد والاحتفاء به من خلال مجموعة رائعة من القطع الأثرية التي تروي إلى جانب قطع مجموعتنا المتنامية، حكاية عربية من منظور جديد”.
أما الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي، فرأت أن “طرق الجزيرة العربية، من قوافل الجِمال في البر والتجارة البحرية إلى المسارات التي سلكها الحجاج، لطالما تمتعت بأهمية حيوية من حيث التنمية الاقتصادية وتبادل الأفكار والعادات والثقافات داخل المنطقة وخارجها على حد سواء.
وأضافت: “يسير زائر المعرض على هذه الطرق، ليذهب في رحلة يكتشف فيها الروابط والتبادلات التي نُسجت في شبه الجزيرة العربية. فالأبحاث الأثرية التي أُجريت في السنوات الأخيرة سلطت الضوء على تاريخ المنطقة وتنوعها منذ القدم، والمميز في هذا المعرض بالتحديد المجموعة المختارة من الآثار من دولة الإمارات العربية المتحدة.”
وقالت بأن المعرض، يقدم للمرة الأولى على الإطلاق، قطعاً أثرية من الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك لؤلؤة وُجدت في أم القيوين يرجع تاريخها إلى عام 5500-5300 قبل الميلاد (مُعارة من متحف أم القيوين)، وحجراً مزيّناً برسم لجمل من أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد (مُعار من متحف العين)، وقطعة فريدة من نوعها يعود تاريخها إلى الألفية الأولى قبل الميلاد من ساروق الحديد (مُعارة من بلدية دبي)، وقطعاً من جلفار (مُعارة من متحف رأس الخيمة الوطني).
وتتميز محطة المعرض (الخامسة عشرة) التي ستقام في “متحف اللوفر أبو ظبي”، بأنها المحطة الأكبر حيث أضيفت لقطع المعرض الـ (466) قطعة أثرية قطعاً تعكس جانباً من الأنماط المعيشية في الحضارات المشتركة في الجزيرة العربية خاصة المتعلقة منها بالصحراء والفروسية والجمال والصيد بالصقور ووسائل الصيد الأخرى في الصحراء.
كما سيشمل المعرض جناحاً للحضارات والتراث المشترك بين المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ويعد معرض “طرق التجارة في الجزيرة العربية – روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور”، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني واحداً من أهم المعارض السعودية العالمية التي قدمت التراث الحضاري للمملكة والجزيرة العربية لأكثر من خمسة ملايين زائر من مختلف دول العالم من خلال إقامة المعرض في أشهر المتاحف العالمية بالمدن والعواصم الأوروبية والأمريكية والآسيوية، حيث شكل المعرض فرصة مهمة وحيوية لاطلاع العالم على حضارات المملكة والجزيرة العربية وما تزخر به من إرث حضاري كبير، ومقومات حضارية وتاريخية ممتدة عبر العصور.
وخلال السنوات الثمان الماضية، وتحديداً منذ الثالث عشر من يوليو عام 2010م، قامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتنظيم المعرض في 14 محطة دولية توقف خلالها في أشهر متاحف العالم، وقدم عروضاً مميزة لعدد كبير من القطع الأثرية المتنوعة ذات القيمة الاستثنائية لأول مرة خارج أراضي المملكة، امتدادا لحضور المملكة العالمي، ومكانتها الإسلامية باحتضانها الحرمين الشريفين، وكذلك دورها الاقتصادي وتأثيرها في العلاقات الإنسانية انطلاقا من موقعها الجغرافي المميز الذي شكل محوراً رئيساً في المجالات الثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسراً للتواصل الحضاري عبر العصور وبين العديد من حضارات العالم القديم، حيث ضم المعرض أكثر من 460 قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالعاصمة الرياض، وعدد من متاحف المملكة المختلفة.
وأقيمت أولى محطات المعرض في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس ، ثم أقيم تباعاً في مؤسسة “لاكاشيا” ببرشلونة، ومتحف الإرميتاج بروسيا، ومتحف البرجامون ببرلين، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أقيم في متحف ساكلر بواشنطن، ومتحف “كارنيجي” ببيتسبرغ، ومتحف “الفنون الجميلة” بمدينة هيوستن، ومتحف “نيلسون-أتكينز للفنون” بمدينة كانساس، ومتحف “الفن الآسيوي” بمدينة سان فرانسيسكو، ثم تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ بافتتاح المعرض في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران التابع لشركة أرامكو ، في1 ديسمبر 2016م وأذن لانطلاقة المعرض إلى محطاته الجديدة في آسيا حيث أقيم في المتحف الوطني في العاصمة الصينية بكين الذي رعى الملك سلمان وفخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية حفل اختتامه في 16 مارس 2017م، ثم أقيم في المتحف الوطني بالعاصمة الكورية الجنوبية سيئول، ثم في المتحف الوطني الياباني بالعاصمة اليابانية طوكيو، إضافة إلى تنظيمه في المتحف الوطني بالرياض ضمن المعارض المصاحبة لملتقى آثار المملكة العربية السعودية (الأول).