المسلة السياحية
في كل عام يقتل الصيادون عشرات الآلاف من الفيلة.
وعلى الرغم من الحظر الأخير الذي فرضته الصين على تجارة العاج، والذي بدأ سريانه في 31 كانون الأول/ديسمبر 2017، إلا أن الفيلة ما زالت تتعرّض لخطر الصيد غير القانوني.
تتعرّض أفيال الغابات بشكل خاص لهذه المخاطر لأن الأراضي الشاسعة التي تعيش فيها وأوراق الشجر الكثيفة التي تملأ الغابات تجعل من الصعب تعقبها وحمايتها.
وللتصدي لمشكلة صعوبة تعقب الفيلة وحمايتها، تتعاون جامعة كورنيل من خلال “مشروع الاستماع للفيلة” (Elephant Listening Project) مع شركة كونسيرفيشن ميتريكس (Conservation Metrics)، وهي شركة ناشئة للتكنولوجيا في كاليفورنيا، على استخدام نهج جديد يتمثل في الاستماع إلى أصوات الفيلة باستخدام أجهزة الحاسوب.
دأب “مشروع الاستماع للفيلة” لمدة عقود على تسجيل أصوات الفيلة، لكن تحليل آلاف الساعات من المادة الصوتية الخام التي تم التقاطها وتسجيلها من خلال ميكروفونات من مسافة بعيدة يعد عملية بطيئة وثقيلة.
هذه الشراكة يمكنها الآن أن تتيح إجراء تحليل أسرع بكثير للأصوات التي تم التقاطها على 50 جهاز تسجيل عبر متنزه نوبالي ندوكي الوطني الذي تبلغ مساحته 1500 كيلومتر مربع في جمهورية الكونغو، بما في ذلك نَهيم الفيلة وأصوات الطلقات النارية.
بيانات أسرع بكثير
قام فريق شركة كونسيرفيشن ميتريكس بتطوير برنامج حاسوبي يمكنه فصل أصوات الفيلة عن ضوضاء الخلفية، وتحليل البيانات، والتوصل إلى النتائج بشكل أسرع من قدرة الإنسان.
وقبل ذلك، كان الأمر قد يستغرق ما يصل إلى ثلاثة أشهر لتفريغ بطاقات الصوت والاستماع إلى الأصوات التي تم التقاطها على وحدة تسجيل واحدة وتحليلها. أما الآن، فبفضل برنامج الاستماع الذي طورته الشركة الناشئة ويتميز باستخدام خاصية الذكاء الاصطناعي، يمكن إنجاز المهمة في غضون 22 يومًا فقط. بل إن الوقت الذي تستغرقه هذه المهمة آخذ في الانخفاض.
قال ماثيو ماكاون، الرئيس التنفيذي لشركة كونسيرفيشن ميتريكس، لصحيفة ديلي ميل، “إن ما يقوم به “مشروع الاستماع للفيلة” من حيث العمل مع المتعاونين في هذه المواقع في أفريقيا أمر مثير للإعجاب حقا، رغم أن الخدمات اللوجستية (النقل والتنفيذ) تكتنفها الصعوبات فعلا.”
وقال بيتر ريج، مدير “مشروع الاستماع للفيلة”، إن هذا التعاون “سيسرّع وتيرة الأمور، حتى نتمكن من إظهار قدرتنا للأشخاص الذين يديرون المتنزه الوطني بأنه يمكننا تقديم معلومات من شأنها أن تحدث فرقا”.
مساعدة الفيلة
لا يقتصر “مشروع الاستماع للفيلة” على جمع البيانات العلمية فحسب. بل ومن خلال تتبع قطعان الفيلة، يمكن للعلماء تنبيه حراس المتنزهات عندما تتجه الفيلة نحو مناطق قطع الأشجار أو المناطق الزراعية، حيث قد تتعرّض تلك الحيوانات الضخمة للمخاطر والأذى بشكل أكبر.
ويمكن لحراس المتنزهات أيضًا أن يقوموا بعمل أفضل في تعقب واعتقال الصيادين إذا كانوا يعرفون المكان الذي تم فيه إطلاق النار للتو في المناطق المجاورة.
ويقول ريج، “إن استخدام الأجهزة السمعية والمواد الصوتية وحدهما” لن يوقف الصيد غير المشروع، ولكنه “يقدم ربما الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها الحصول على المعلومات بشكل منتظم بما فيه الكفاية. إنه أمر شاق، لكنه يستحق العناء، ويمكن القيام به. علينا فقط الاستمرار فيه.”