المسلة السياحية
الأردن – العقبة
بقلم : أ.د إبراهيم بظاظو
كلية السياحة والفندقة
الجامعة الأردنية فرع العقبة
شهدت كافة أطراف صناعة السياحة على المستوى الدولي في الآونة الأخيرة لعدد كبير من التغيرات المتسارعة في تنمية وتطوير وتسويق المنتج السياحي ، مما يشكل تحديا جوهريا أمام صناع وإدارات القطاع القطاع السياحي في الوطن العربي ؛ لعدم القدرة على مواكبة كافة التغيرات في عناصر صناعة السياحة والفندقة الحديثة، وعدم قدرة مشغلي القطاع السياحي من مواكبة التقنيات المتلاحقة والمتسارعة في صناعة تكنولوجيا الطلب والعرض السياحي ، مما أدى إلى ضعف الحصة السوقية ﻻقطار الوطن العربي من سوق السياحة والسفر العالمي ، إلى جانب عوامل أخرى متمثلة بضعف الأمن والاستقرار في العديد من أقطار الوطن العربي.
ويتميز القرن الحالي بظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي Artifical intelligence Tourism وتطبيقاتها في القطاع السياحي بكافة عناصر منظومة قطاعات السياحة والضيافة والطيران ، حيث أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي لها دور هام على المستوى الدولي…
فقد أشارت العديد من الدراسات الدولية ومنها دراسة مؤسسة غارتنر 2018 أن مساهمات تقنيات الذكاء الاصطناعي لعام 2030 تبلغ 15.7 تريليون ، وسيولد 2.9 تريليون دولار وسيوفر 2.3 مليون فرصة عمل .
أهمية الذكاء الاصطناعي
واستنادا على هذه المعطيات يتبين لنا مدى أهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي في قيادة صناعة السياحة والضيافة والطيران على المستوى الدولي خلال العقد القادم ، مما يتطلب الاستعداد التام لتطوير كافة أطراف صناعة السياحة بما يتواءم ويواكب معطيات العصر الحاضر وخاصة في مجال تأهيل قيادات الصف الأول في اكسابهم المهارات القيادية والسلوكية والفنية والتي تتماشى مع تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة السياحة الحديثة.
ريادة الصين والولايات المتحدة
حيث تشير التوقعات الصادرة عن عدد من مراكز الدراسات الدولية أن الصين والولايات المتحدة الأمريكية ستصبح مركزا رياديا عالميا في مجال قطاعات الذكاء الاصطناعي في عام 2030 ، ومن الأمثلة على المستوى العربي دولة الإمارات العربية المتحدة ،والتي أسست وزارة كاملة للذكاء الاصطناعي؛ بهدف مواكبة معطيات العصر الحاضر والقادم بخطوات ثابتة على المستوى الدولي.
تطبيقات الذكاء
تتعدد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في كافة أطراف صناعة السياحة والضيافة والطيران الحديثة، ومن أبرز التطبيقات في هذا المجال ، والتي تتمثل في إدارة المواقع الأثرية والتراثية بصورة شمولية رقمية متكاملة، تسهم في زيادة التنمية والتطوير المستدام لهذه المواقع، وتوفير إدارة سياحية مثلى في مواجهة كافة التحديات الأمنية والطبيعية والبشرية والتي تواجهه عمليات التطوير والتنمية لهذه المواقع؛ بهدف إلى الوصول إلى الاستدامة في عمليات الإدارة والتطوير المثلى.
مجال التدبير الفندقي
ومن التطبيقات الأخرى لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال صناعة الضيافة، توفير العديد من الوسائل التكنولوجية الحديثة المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التدبير الفندقي ،وما يترتب عليه من تصاميم متعددة في بناء المنشآت الفندقية المعتمدة على هذه التقنيات ،ومن أبرز الأمثلة سلسلة فنادق بالاديوم، وسلسلة فنادق شاتي وين و المعتمدة على مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي في تصاميم متعددة في بناء المنشآت الفندقية والتي تلبي كافة احتياجات السائح بالصورة المثلى .
إدارة وتطوير المطارات
ومن التطبيقات الأخرى لتقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة وتطوير المطارات وشركات الطيران العالمية، حيث لوحظ خلال الآونة الأخيرة تطورات متسارعة في إدارة المطارات خاصة في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن والسلامة إلى جانب مجالات مجالات أخرى تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ومن أبرز الأمثلة على شركات الطيران العالمية المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي شركة دالتا أي لاينز الأمريكية.
المحاكاة والنمذجة الرقمية
تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي على عمليات المحاكاة والنمذجة الرقمية بصورة مباشرة في إدارة المواقع الأثرية والتراثية إضافة إلى التقنيات المتلاحقة في صناعة المتاحف الرقمية، حيث أصبحت العديد منها تعتمد هذه التقنيات؛ بهدف زيادة فرص العرض وتنويع المنتج السياحي، والحصول على حصة سوقية أكبر في الخارطة السياحية العالمية ، مما اكسبها العديد من المزايا النسبية والتنافسية في صناعة السياحة الحديثة المعتمدة على تقنيات النمذجة، والنظارات المعتمدة على الواقع الافتراضي ،وكتيبات الإرشاد السياحي الرقمية المتعددة اللغات، وبصمة العين والصورة ،وغيرها من الوسائل والأدوات الرقمية المتعددة و المعتمدة غل تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي أصبحت أساسية في صناعة السياحة والضيافة والطيران الحديثة.
منظومة التشبيك
ولا يقتصر الأمر على المنشآت السياحية الكبيرة وإنما يمتد هذا إلى المنشآت السياحية المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر ،مما يسهم في تحقيق وفورات اقتصادية كبيرة إلى جانب القدرة على التخلص من مشكلات سلاسل القيمة وتحقيق قيمة مضافة عالية ،وتفعيل منظومة التشبيك.
السياحة العربية وتقنيات الذكاء
إشارة إلى ما سبق يجب علينا في الوطن العربي أن يستعد للمستقبل في كافة أطراف صناعة السياحة ، خاصة أن التقارير الدولية تشير فعليا إلى ان خطوات دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال صناعة السياحة في الأقطار العربية متواضع وخجول لا يرقى إلى حجم المقومات الهائلة من الناحية الحضارية، والطبيعية المتوفرة في العالم العربي…
مما يشير إلى أهمية تغير كافة الإستراتيجيات التنموية الخاصة بتطوير المواقع السياحية والموارد البشرية المعتمدة في الأقطار العربية بشكل جدي ، يسهم في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في خططها التنموية بهدف اللحاق في ركب الاتجاهات المعاصرة في صناعة السياحة والضيافة والطيران الحديثة.