القاهرة "المسلة" … أكدت دراسة أثرية للدكتور حسن محمد نور عبد النور أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة سوهاج أن القرآن الكريم نزل بمكة وكتب فى العراق وقرئ في مصر والأندلس ، وقد سجلت معالم الدراسة في كتاب ” دراسات أثرية حول المصحف الشريف ” وسيتم عرضه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية.
ويتناول الكتاب بداية جمع القرآن الكريم في مصحف واحد بأمر الخليفة الأول أبو بكر الصديق بعد وفاة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ،ثم أمر الخليفة الثالث عثمان بن عفان بنسخ عدة نسخ من المصحف لتوحيد القراءة ووزعها على الأمصار واحتفظ لنفسه بنسخة منه، ورسم القرآن هو الخط الذي كتبت به حروف المصحف وفقا للمصاحف العثمانية ، وكان يعتمد على السليقة العربية التي لا تحتاج إلى الإعجام والتشكيل ،ولكن بعد اختلاط العرب بغيرهم من الأمم تم وضع ضوابط رسم الحروف وعلاماتها وإعجامها، وإن ما وصلنا من المصاحف الأثرية في القرون الأربعة عشر الماضية ليعد بالملايين وهي آثار مادية تصف بكل دقة ووضوح ماحدث من تطور على المصحف الشريف سواء فى الهيئات العامة للمصحف أو في صناعة تجليده وزخرفته وتذهيبه أو في افتتاحياته وتقسيماته وأطر نصوصه وهوامشه.
ويلقي الكتاب الضوء على مدارس الخط وأعلام الخطاطين، كل ذلك قبل شيوع الطباعة والمطابع فى جميع أنحاء العالم فى القرن 13ه/ 19م ، فلقد نزل القرآن الكريم فى أرض الحجاز (مكة المكرمة والمدينة المنورة) وكتب في أرض العراق ( الكوفة والبصرة ) حيث مراحل الإعجام والتشكيل الإعرابي ، وقرئ في مصر والأندلس حيث الداني والشاطبي وغيرهما ، وحفظ في شمال أفريقيا حيث الحفاظ والزوايا ، ثم كانت مرحلة الإبداع فى فن المصاحف هيئة وزخرفة وخطوطا فى تركيا العثمانية .
ومن جانبه ، أشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى أن هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من الدراسات لعدد كبير من المصاحف الأثرية والمغربية والسودانية والأفريقية والعثمانية المحفوظة في مكتبات بعض المدن الليبية ( بنغازى ، ماسة ، البيضاء ) والسعودية ( مكة المكرمة ، المدينة المنورة ) ، وهي ترجع للقرون الأربعة الماضية ( 12-14ه / 18-20م ) وتمت دراستها من وجهة النظر الأثرية الفنية الوثائقية وفق المناهج الوصفية التحليلية المقارنة.
وأوضح أن هذه المصاحف في مجملها لم يسبق نشرها من قبل، ولذلك أضافت الجديد من المعلومات فيما يخص أسماء خطاطين جدد هم تلاميذ لخطاطين قدامى مشهورين ،كما أضافت أسماء أماكن تحرير بعض هذه المصاحف .
وأشار إلى القيمة الأثرية لهذه المصاحف بما في بعض خواتيمها من تواريخ هجرية واضحة أو وثائق الوقف علي الحرمين الشريفين ، حيث يشمل الكتاب دراسة أثرية لمصحف سوداني بخط مغربي حديث ودراسة أثرية فنية لمصحف مغربي بخط فاسي ومصاحف عثمانية من مكتبة جامعة قار يونس في ليبيا ، والمصاحف من الأوقاف العثمانية على الحرمين الشريفين “دراسة أثرية وثائقية” ومصاحف أثرية بالخط السوداني الأفريقي لم يسبق نشرها ، ودراسة أثرية فنية لمصحف مؤرخ بعام 1339ه (20-1921م) بمكتبة الحرم المدني.