المسلة السياحية
نشأت إيلينا غالينا في كوسوفو في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، حيث كان والدها الأميركي يعمل في مجال الإغاثة الإنسانية، وقد منحتها نشأتها فهمًا عميقا للتحديات الماثلة في عمليات إعادة بناء بلد ما في مرحلة ما بعد الصراعات المسلحة.
وها هي غالينا اليوم تستعد للالتحاق بجامعة أكسفورد بإنجلترا لمتابعة تحصيلها العلمي بعد حصولها على منحة رودس للطلبة الأميركيين.. وستسعى هناك إلى الحصول على درجة الماجستير في دراسات شؤون اللاجئين والهجرة القسرية ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال. وهي متحمسة بشكل خاص لمساعدة النساء والفتيات اللاتي وقعن في أزمات الصراعات.
وتقول غالينا، التي عملت مترجمة للاجئين الألبان في الوقت الذي كانت فيه تدرس للحصول على درجة البكالوريوس من جامعة بويز في ولاية أيداهو، “آمل أن تسمح لي المنحة بالوصول للمزيد من الناس لكي أساهم في تحقيق تمكينهم الشخصي”.
وغالينا هي واحدة من ضمن 32 طالبا وطالبة أميركيين تم اختيارهم ضمن دفعة العام 2019 للحصول على منحة رودس للطلبة الأميركيين. يذكر أن نصف دفعة العام 2019 من الباحثين الحاصلين على منحة رودس من المهاجرين أو من أبناء الجيل الأول من الأميركيين، و21 منهم من النساء – وهذا أكبر عدد من النساء يتم اختيارهن في دفعة الحاصلين على منحة رودس للأميركيين.
تأسست منحة رودس في العام 1902 على يد رجل الأعمال وقطب صناعة التعدين البريطاني سيسيل رودس.
تعتزم ليا بيتروز متابعة دراستها في جامعة أكسفورد لنيل درجة البكالوريوس الثانية في علوم الكمبيوتر والفلسفة. وكطالبة جامعية في جامعة بيتسبرغ، درست بيتروز كيفية استخدام السجلات الطبية الإلكترونية بطريقة تحسن طريقة تقديم الرعاية الصحية للمرضى في البلدان النامية مثل ملاوي. وتقوم بيتروز الآن في وظيفتها الحالية كمساعدة أبحاث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بإجراء تحقيقات حول الحوافز العامة والخاصة المتوفرة للابتكار في مجال الرعاية الصحية.
وتقول بيتروز التي نشأت في أثيوبيا، “إنني آمل أن أستخدم البيانات الصحية لتوفير المعلومات السليمة عند اتخاذ القرارات العلاجية، خصوصًا في البيئات المنخفضة الموارد مثل ملاوي وأثيوبيا، وفي الوقت نفسه الدعوة إلى حق المرضى في ملكية هذه البيانات والتفويض باستخدامها.”
وهي تأمل أن يساعدها البرنامج الذي ستدرسه في جامعة أكسفورد على اكتساب المهارات الفنية التي تحتاجها لحساب بيانات السجلات الطبية الإلكترونية، وفي الوقت نفسه استكشاف الأسئلة المتعلقة بالجوانب الأخلاقية حول الدفاع عن حقوق المرضى في قضايا مثل الخصوصية وحقهم في المعرفة والاستفادة من الأبحاث.
يخطط ريان السميري للدراسة والحصول على درجة الماجستير في الفلسفة في جامعة أكسفورد. وبعد أن اجتاز فترات من العيش بلا مأوى مستقر عندما انتقلت أسرته لأول مرة من المملكة العربية السعودية إلى ميسا، بولاية أريزونا في العام 2001، بدأ يتحمس وتتزايد رغبته لمساعدة المجتمعات الضعيفة والمحرومة. وهو حاليًا يدرس قضايا الفقر والإقصاء الاجتماعي في جامعة ييل.
ويقول السميري، “إن منحة رودس سوف تتيح لي أن أكرّس نفسي بالكامل للتفكير في كيفية معالجة الفقر والإقصاء الاجتماعي – وهي قضايا يواجهها أناس مثل أمي والعديد من جيراني في ميسا طوال حياتهم.”
غالينا، وبيتروز، والسميري، هم من بين 100 من الباحثين من أكثر من 60 بلدًا ممن حصلوا على منحة رودس والذين سيدرسون في جامعة أكسفورد ابتداءً من تشرين الأول/أكتوبر 2019.
شير امريكا