Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

اجتماع عربي مشترك للتعاون السياحي الثقافي بقلم. جلال دويدار

 

بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين

 

 

 

كما هو معروف فإن السياحة ليس هدفها الترويح والعائد الاقتصادي  فحسب ولكنها وبناء علي أهدافها وعائدها تعد مصدراً للتثقيف. إن هذا يتجسد في أنها تتيح لممارسيها الاطلاع علي الطبيعة علي ثقافات الشعوب وهو ما يعمل علي ترابط بعضها البعض. إنها وسيلة للتعارف عملاً بقوله تعالي »يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَي وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا».. لا جدال أن تحقيق ذلك يؤدي إلي أن تسود علاقات طيبة وودية تدعو وتحفز علي التعاون من أجل خير وسلام البشرية.

 

 

في هذا الاطار وباعتبار ما يربط الدول العربية من أواصر وأخوة سندها اللغة والتقاليد والصالح المشترك.. فإن السياحة تحقق المزيد من الترابط والتقارب اللذين يدعمان هدف التلاحم.. علي ضوء هذه الحقيقة فإن السياحة تعد وسيلة مؤثرة لدعم العلاقة الثقافية المشتركة القائمة علي اثراء المعرفة بين الشعوب بعضها البعض. هذه العلاقة تقوم علي تعظيم تبادل المعرفة لصالح فائدة شعوب الوطن العربي الواحد.

 

 

> > >

انطلاقاً من هذه الحقيقة عقد وزراء السياحة والثقافة بالدول العربية التي تجمعها عضوية الجامعة العربية لقاء مشتركاً في الاسكندرية علي هامش دورتهم الـ ٢١ لمجلس وزراء السياحة العرب عقد هذا الاجتماع برئاسة الأمير سلطان آل سعود رئيس هيئة السياحة والتراث بالسعودية والذي كان وراء المبادرة. جري هذا الاجتماع في الاكاديمية البحرية بالاسكندرية برعاية جامعة الدول العربية.. الاجندة كانت زاخرة بالقضايا التي جوهرها المزيد من الالتحام بين الدول العربية. ما يجب ملاحظته في هذا التجمع افتقاده لوجود وزير الاثار. يأتي ذلك انطلاقا من أهمية هذا الجانب في اثراء ما تمثله الاثار ثقافياً وتراثياً بالنسبة للسياحة.

 

 

إن الانشطة التي تقوم عليها الثقافة تمثل في نفس الوقت عوامل جاذبة للتنشيط السياحي. إنها تشمل المعالم الاثرية والفنون والتبادل الفكري والزيارات والاطلاع المتبادل وهو ما يؤدي إلي اثراء وحدة الهدف القائم علي المصلحة المشتركة. إن الزيارات المتبادلة ومتابعة التعاون الثقافي المستندة إلي القيم الحضارية التي تأسس عليها كل شيء يترتب عليه تقوية وحدة الشعوب العربية.

 

 

> > >

في هذا المؤتمر الذي يعقد لأول مرة والذي يمثل حدثاً كبيراً لصالح السياحة والثقافة والصالح القومي العام تحدث رئيس المؤتمر الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.. عن أهمية هذا اللقاء في خدمة السياحة والثقافة. أشار إلي أهمية الرؤية المشتركة للتعاون بين السياحة والثقافة.

 

 

كانت السعودية قد تقدمت بمذكرة حول هذا الموضوع. جرت مناقشة هذه الرؤية التي لاقت الدعم والتأييد من مصر للتنظيم المشترك. اتفقوا علي إيجاد آلية للتعاون بين قطاعي السياحة والثقافة واعتماد السياحة تحركا رئيسيا للتعريف بالتراث الثقافي وركيزة اساسية للحفاظ عليه. شاركت في الاجتماع عن مصر الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة والدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والدكتور مصطفي الفقي مدير  مكتبة الاسكندرية التي استضافت اجتماع مجلس وزراء السياحة والثقافة.. أكدت الدكتورة رانيا علي أهمية  الربط بين السياحة والثقافة لصالح التطوير والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.

 

 

قالت الوزيرة رانيا إن قطاع السياحة يعد أحد القطاعات الرائدة في النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل. اشارت إلي أهمية هذه الصناعة في التواصل. تحدثت عن الحملة الترويجية التي سوف تتعاظم بشأن افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يعد عاملاً هاماً لجذب السياحة الوافدة باعتباره حدثاً ثقافيا.

 

 

في نهاية الاجتماع أعرب سمو الأمير سلطان عن بالغ سعادته بوجوده في مصر التي تعتبر وطن الثقافة والحضارة المميزة بعراقتها وثقافتها وحضارتها وأهلها وانجازاتها.. قال ان عقد الاجتماع في مكتبة الاسكندرية فرصة تاريخية لها دلالة بالغة يعكس المزج بين الثقافة والتراث الحضاري من جهة والسياحة من جهة اخري. دعا إلي الاستعانة بالوسائل التكنولوجية الحديثة لجعل الثقافة في متناول الجميع. واشاد ببرنامج الاصلاح الهيكلي في وزارة السياحة المصرية ليكون قادراً علي دفع القطاع للامام.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله