بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
لا يمكن إنكار الدور الذي تقوم به الآثار المصرية فيما يتعلق بتنشيط حركة السياحة التي تتميز بارتفاع عائدها المادي. انها تختلف عن السياحة الشاطئية التي تعتمد علي البرامج الشاملة الرخيصة بعائدها المتدني. لا جدال ان النشاط الذي يقوم به الدكتور خالد العناني له تأثير كبير في هذا التطور. أنه يتميز بالخبرة والشخصية الودودة الفاهمة التي تساعده علي إيجابية هذا الدور الذي يخدم السياحة وبالتالي الاقتصاد القومي.
علاوة علي ذلك فإن زيارات هذه الآثار ومشاهدة ما كانت عليه الحضارة المصرية ومكانتها المتميزة في الحضارة الانسانية ساهمت في تحسين قيمة مصر وأدت الي تحسين الصورة الذهنية عنها.
ما تقوم به الآثار المصرية سياحياً وما تحققه من اكتشافات يضيف الكثير إلي عائد السياحة المصرية. إن ارتفاع معدلات زيارات المناطق السياحية سوف يكون حافزاً لإقدام شركات الانتاج السينمائي والتليفزيوني العالمية علي تصوير بعض افلامها بها. ما فهمته من الوزير انه اتخذ بعض القرارات التي تشجع هذه الشركات علي تبني هذه المبادرات.
وفي دردشة اخيرة مع الوزير قال لي إن الجهود مستمرة لانهاء المشكلة المعقدة للخدمات في منطقة الاهرام والتي كان يشكو منها السياح. إن تحقيق ذلك يتطلب دورات تثقيفية للقائمين علي هذه الخدمات سواء الخيالة أو الجمالة. لا يجب الاكتفاء بهذه الدورات ولكن هذا يحتم ايضاً الرقابة وتثقيف رجال الأمن وتحفيزهم بالحوافز المادية.
>>>
من ناحية أخري فلا شك ان استئناف المعارض لعرض بعض القطع الاثرية في الخارج أثبت مساهمته الفاعلة فيما تحققه السياحة من تأثير متعدد الفوائد. إنها تشمل ما يتم الحصول عليه من عوائد مالية ضخمة يتم استخدامها في تغطية المصاريف الباهظة التي تتطلبها عملية الحفاظ علي هذه الآثار مع فائض ليس بالقليل لحساب خزينة الدولة.
أحد الأمثلة علي هذا النشاط هذا المعرض الذي يزور أمريكا منذ شهور وحقق نسبة مشاهدة طيبة وان كانت ليست بمستوي ما هو مرجو. لهذه المعارض ايضاً دور في التحفيز علي زيارة مصر.
بالطبع فإنه يحضرني ان تنشيط هذه المعارض بدأ إبان تولي العالم الاثري المصري الكبير زاهي حواس. ان علاقاته وشعبيته علي مستوي العالم كان لها دور في انجاح هذه المعارض. إن خالد العناني يسير علي نفس الطريق مع أمل التجديد والتطوير الذي يتميز بالحماس.
لا يمكن انكار ما يتم اتخاذه من اجراءات تأمين وحمايات يشير إلي أن لا خطر علي هذه القطع الاثرية. نجاح هذه المعارض ادي إلي زيادة الطلب علي اقامتها علي المستوي الدولي سواء في أوروبا أو اليابان التي سبق لها هذه الاستضافة.
>>>
أخيراً يأتي اضفاء اللمسات الاخيرة علي افتتاح المتحف المصري الكبير في منطقة الاهرامات. كل الخبراء يؤكدون أنه سوف يكون مفخرة لمصر والحضارة الإنسانية. الوزير العناني قال لي من المتوقع افتتاحه عام ٢٠٢٠. اشتكي لي من شح بل انعدام المساهمات من جانب رجال الأعمال المصريين الذين يقدمون الوعود ولا يوفون بها.
هذا المتحف العظيم بامكانياته الضخمة سيتيح عرض الكثير من القطع الاثرية ذات القيمة التاريخية التي كانت حبيسة المخازن.. لن يقتصر افتتاح هذا الصرح الثقافي المصري العالمي علي مبني المتحف ومحتوياته ولكن يشمل ذلك أيضاً المرافق والطرق الموصلة إليه. إن ما يسعدني أن هناك تعاون وثيق بين وزير الآثار والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة لصالح النهوض بالسياحة.
