المسلة السياحية
كتب د. عبد الرحيم ريحان
القاهرة – تحت رعاية الدكتور خالد العنانى وزير الآثار تستمر فعاليات الدورة التدريبية ” عالمية الفنون الإسلامية” الذى ينظمها متحف الفن الإسلامى بالقاهرة ومديره العام الدكتور ممدوح عثمان فى الفترة من 27 إلى 31 يناير لطلاب الآثار .
وأشار الدكتور عبد الحميد عبد السلام مدير إدارة التدريب والنشر العلمى بالمتحف، إلى أن الدورة مجانية تشمل محاضرات عن المتحف الإسلامى لؤلؤة المتاحف العالمية، والخزف العثمانى، والمشكاه والأيقونات، والمخطوطات الإسلامية، وعلم الفلك فى التراث الإسلامى، وتطبيق عملى على الإسطرلاب، وفن الطبيعة الصامتة فى التراث الإسلامى، والفنون الإسلامية فى الصين ، ويحصل المتدربون على شهادة معتمدة من المتحف فى نهاية الدورة.
تاريخ الدولة العثمانية
وقدم الدكتور محمد أبو سيف أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة محاضرة تحت عنوان ” التكسيات الخزفية على العمائر العثمانية بالأناضول ” .. وأشار إلى تاريخ الدولة العثمانية التى قامت بعد سقوط دولة سلاجقة الأناضول، واتخذت من مدينة بورصة عاصمة لها، ثم انتقلت العاصمة إلى أدرنة، وبعد فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح سنة 1453م، نقل العاصمة إليها وغير تسميتها إلى إسلامبول التي حرفت مع الوقت إلى استانبول.
و شيد العثمانيون مجموعة كبيرة من العمائر المختلفة التي تميزت بضخامتها من الناحية المعمارية وفخامتها من الناحية الزخرفية، وكان أهم المواد التي استخدمها العثمانيون في زخرفة عمائرهم هي التكسيات الخزفية التي شهدت تقدمًا كبيرًا في صناعتها منذ الفترة المبكرة وحتى منتصف القرن السابع عشر الميلادى.
العمائر العثمانية
ويشير الدكتور محمد أبو سيف إلى أن العمائر العثمانية فى الفترة المبكرة ازدانت ببلاطات خزفية ذات لون واحد دون أن يكون بها زخرفة ، ثم زخرف بها الجوامع من الداخل والخارج وبعض المآذن وفي بداية القرن 9هـ ، 15م تعرضت الدولة العثمانية لهزة عنيفة كادت أن تعصف بها نتيجة لغزو تيمورلنك لها، ووقوع السلطان بايزيد الأول في الأسر .
الجامع الأخضر
وكان هذا تمهيدًا لحدوث تغيير كبير في صناعة البلاطات الخزفية نتيجة لانتقال الخزافين من إيران وآسيا الوسطى إلى الأناضول، وقد ظهرت أعمالهم في الجامع الأخضر الذي شيده السلطان محمد جلبي ، والذي اكتسب تسميته من لون بلاطاته التي يغلب عليها اللون الأخضر.
ويضيف الدكتور محمد أبو سيف أن الخزافون العثمانيون عملوا على تطوير صناعة الخزف فاستحدثوا طرق صناعية جديدة واستخدموا ألوان مميزة حتى وصلت هذه الصناعة إلى أوج ازدهارها في النصف الثاني من القرن 10هـ، 16م والنصف الأول من القرن 11هـ ، 17م وتعد مدينة أزنيق هي الأشهر في صناعة البلاطات الخزفية في هذه الفترة.
تطوير صناعة الخزف
ويتابع الدكتور محمد أبو سيف بأن المنشئات التى تعود إلى هذه الفترة تزخر بكميات كبيرة من التكسيات الخزفية التي تتميز بألوانها البراقة ، وزخارفها الغنية التي استلهمها الفنان من البيئة المحيطة به … فنجد زهور اللاله، والقرنفل، والسنبل، وأشجار السرو والنخيل وعناقيد العنب، بالإضافة إلى الزخارف الهندسية المختلفة، وكذلك الكتابات التي تعتبر من أهم العناصر الزخرفية التي سادت على عمائر العثمانيين.
ويتابع بأن صناعة البلاطات الخزفية بدأت في الاضمحلال مع بداية النصف الثاني من القرن 11هـ ، 17م حيث افتقرت البلاطات إلى التنوع في الزخارف والألوان، إلى أن قام أحد كبار رجال الدولة بمحاولة لإحياء هذه الصناعة بأن جمع ما تبقى من الخزافين العثمانيين في مدينة أزنيق، ونقلهم إلى استانبول وأسس لهم مصنع للخزف بتكفور سراي.. ولكن لم يستمر طويلاً في الإنتاج.
وفي القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجريين (18-19م) انتقلت صناعة الخزف إلى مدينة” كوتاهية ” واستمرت بها حتى سقوط الدولة العثمانية، وتميزت البلاطات التى أنتجتها مدينة كوتاهية بعدم انسجام الألوان والعناصر الزخرفية وقلة جودة الصناعة.