الزيارة تنعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني
دبى …. حملت الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لدولة الإمارات، وانعقاد لقاء الأخوة الإنسانية في أبوظبي، العديد من الرسائل العالمية والآثار التي من شأنها أن تنعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني بشكل عام، وعلى القطاع السياحي بشكل خاص، حيث نجحت الزيارة في إيصال رسالة التسامح والتعايش التي ينعم بها سكان الإمارات إلى العالم، كما نتج عنها ترويج سياحي غير مسبوق بصورة مباشرة وغير مباشرة، لا سيما مع تغطية أكثر من 700 إعلامي من مختلف أنحاء العالم لهذه الزيارة.
رسالة التعايش
ويعد التسامح والتعايش الرسالة الأولى التي وصلت إلى العالم خلال هذه الزيارة من أهم أسس التطور السياحي في أي دولة، حيث إنه لا يمكن أن تتطور السياحة مهما احتوت على مقومات سياحية مهمة ما لم تتمتع بقيمة التسامح التي تسمح بتقبل الآخر والتعايش معه والاندماج في عادات وتقاليد وثقافات الآخرين.
وشكلت الزيارة فرصة لإبراز القيم التي تمتاز بها الإمارات بوصفها دولة مستقبلة وداعمة للإنسانية وتنتهج الوسطية والاعتدال في سياستها، الأمر الذي يعد من أهم مرتكزات القطاع السياحي في أي دولة.
تعزيز الانسجام
ودأبت دولة الإمارات منذ تأسيسها على تعزيز الانسجام والتفاهم بين جميع من يعيش على أرضها، الأمر الذي شكل أحد أهم مقومات القطاع السياحي في الدولة التي تحتضن أكثر من 200 جنسية يعيشون ويعملون بكرامة وتقدير وانسجام، ويحظون بعدالة ومساواة واحترام ويسهمون إيجاباً في إثراء المعارف والخبرات، حتى أصبحت الإمارات من الدول الرائدة عالمياً وفق مؤشرات التنافسية الدولية.
وعلى الرغم من أن هذه الرسالة كانت شديدة الوضوح بالنسبة للذين يعيشون هذه التجربة على أرض الإمارات، فإنها أصبحت الآن بعد زيارة قداسة البابا شديدة الوضوح كذلك بالنسبة للجميع في مختلف أنحاء العالم وعلى اختلاف دياناتهم وجنسياتهم، وهو الأمر الذي انعكس إيجاباً على التدفقات السياحية إلى الإمارات، حيث هناك الكثير ممن يرغبون في تتبع خطوات قداسة البابا سواء خلال الفترة الحالية أو خلال السنوات المقبلة.
تغطية إعلامية
أما الأثر الثاني لهذه الزيارة فيتمثل في التغطية الإعلامية التي شكلت حملة ترويجية عالمية غير مسبوقة لدولة الإمارات بشكل عام وللقطاع السياحي بشكل خاص، حيث أعلن المجلس الوطني للإعلام عن تسجيل 700 إعلامي وصحفي مثلوا 30 بلداً حول العالم لتغطية فعاليات الزيارة التاريخية لقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية للدولة. واستحوذت الزيارة على اهتمام كبرى وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية نظراً لأبعادها الإنسانية والاقتصادية والدينية ودورها في تعزيز حوار الأديان ونشر قيم التسامح والمحبة في المنطقة والعالم.
خطط عملية
ورأى مراقبون وخبراء متخصصون في الترويج السياحي ضرورة الاستفادة من هذه الزيارة التاريخية لدولة الإمارات من خلال وضع خطط عملية للاستفادة من الزخم الإعلامي الذي حققته والعمل على إدخال هذه الزيارة ضمن منظومة الترويج السياحي، سواء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال المعارض والمؤتمرات التي تشارك به، مشيرين إلى أن الترويج الذي صنعته هذه الزيارة لدولة الإمارات لن تقتصر آثاره على الوقت الحاضر، بل ستستمر تداعياته إلى المستقبل القريب والبعيد.
واستقبلت الإمارات قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية الذي وصل مؤخراً إلى الدولة في زيارة رسمية استمرت 3 أيام تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وكان قداسة البابا قد وصف الإمارات في رسالة متلفزة قبيل الزيارة بأنها «أرض الازدهار والسلام، ودار التعايش واللقاء»، وهي الرسالة التي ستصل انعكاساتها إلى الأجيال القادمة.