كتب د. عبد الرحيم ريحان
تحت رعاية الدكتور خالد العنانى وزير الآثار انطلقت فعاليات دورة “البقايا العظمية الآدمية” بسرابيط الخادم والذى ينفذها ويشرف عليها مركز تدريب جنوب سيناء والبحر الأحمر ومديره الدكتور مصطفى محمد نور الدين فى الفترة من 23 إلى 28 فبراير .
تضمنت الدورة فى صباح الأحد زيارة إلى معبد سرابيط الخادم وشرح معالمه للمتدربين وجلستين علميتين فى المساء تضمنتا محاضرة للدكتور مصطفى محمد نور الدين مدير المركز شرح فيها كيفية إجراء الحفائر فى الجبانات واختيار طريقة الحفر المناسبة وتطبيق ذلك على جبانات عصر بداية الأسرات بمنطقة حسن داوود بالإسماعيلية ودراسة البقايا العظمية بها وحفائر تل الرطابى وجبانة عصر الانتقال الثانى ونماذج مختلفة من مقابر العصر البطلمى والرومانى ودفنات من عصر الدولة الحديثة وكيفية التعامل مع دفنات الأطفال داخل الأمفورات الفخارية .
كما ألقى الدكتور عبد الرحيم ريحان الضوء على الدفنات المكتشفة بالكنيسة الوسطى بدير الوادى بطور سيناء والذى يعود إلى القرن السادس الميلادى وأعمال الأنثروبولوجى التى تمت بالتعاون بين أساتذة من كلية طب القصر العينى والبعثة المصرية اليابانية المشتركة وقد تم دراسة الدفنات داخل الموقع نفسه وأعيد دفنها بعد لفها بأكفان وقد درست 16 مقبرة وجد بها 48 هيكل عظمى وعظام متفرقة فى مواسم حفائر من عام 2001 حتى 2005ونتج عنها وجود دفنات داخل الكنيسة لرجال ونساء وأطفال من أعمار مختلفة وأن طريقة الدفن الرأس إلى الغرب والقدم إلى الشرق ولا يوجد دليل على موت أى أحد نتيجة قتل أو ذبح كما أشارت الروايات التاريخية من قتل 40 راهبًا بهذه المنطقة وأن تاريخ الدفنات من القرن السابع الميلادى وتخص السكان المسيحيين من المحيطين بالدير أو قريبين منه.
وشملت الدورة كورس مكثف عن علم “البيواركيولوجى” أى علم الآثار الحيوى قام بتدريسه الآثارى أحمد جبر مفتش آثار بالمركز العلمى بشمال سيناء والمتخصص فى هذا المجال ويقصد به العظام الآدمية والحيوانية والبقايا النباتية ودراستها فى السياق الأثرى من خلال الحفائر العلمية وشملت الدورة مقدمة عن هذا العلم والتشريح للهيكل العظمى وطرق تحديد العمر عند الوفاة وتحديد الجنس وأسباب الوفاة والطرق العلمية لتسجيل وتوثيق الدفنات والبقايا الآدمية فى الموقع.
وكذلك التدريب على الرسم للمبانى والقطع الأثرية عن طريق برنامج الفوتوشوب والأوتوكاد وقام بالتدريب الدكتور نشأت الكوفى مدير عام الرسم الأثرى بمنطقة آثار الشرقية وتم عمل ورشة عمل وتحميل البرنامج على أجهزة المتدربين وقد تعلموا أساسيات الرسم الأثرى من خلال نماذج من الخط العربى والزخارف على التحف الفنية والترميم التخيلى بالتعامل مع صورة لتطبيقها على الواقع.