القاهرة “المسلة السياحية”المحرر الاثرى ….. أصدرت مؤسسة سان مارك لتوثيق التراث شهر مارس الحالى كتاب الملتقى الأول لشباب الباحثين فى الدراسات القبطية “تراث الأجداد فى عيون الأحفاد” الذى انعقد فى 18 ، 19 مارس 2016 بالكاتدرائية المرقسية بمنطقة الأنبا رويس بالعباسية وتضمن بحث الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء تحت عنوان ” قراءة جديدة لتأريخ دير سانت كاترين من خلال النص التأسيسى ووثيقة إنشاء الدير”.
وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان أن البحث تضمن إشكالية علمية خاصة بخطأ تاريخى سجل فى النص التأسيسى لدير سانت كاترين على لوحة من الرخام فوق باب الدير الحالى باللغة اليونانية مع ترجمتها فى لوحة أخرى باللغة العربية بجوارها ويشير هذا النص إلى إنشاء الملك جستنيان للدير عام 527م ويصحح الدكتور ريحان هذا الخطأ من خلال نقش آخر باليونانية على أحد عوارض سقف كنيسة التجلى بالدير يشير إلى إنشاء جستنيان الدير لإحياء ذكرى زوجته ثيودورا وتاريخها وفاتها كان عام 548 م ووفاة جستنيان 565 م .
وطبقاً لهذا النص يؤكد الدكتور ريحان أن تاريخ بناء الدير ما بين عامى 548م وهو تاريخ وفاة ثيودورا وعام 565م تاريخ وفاة جستنيان وأقرب تاريخ لبناء الدير وفقًا لذلك يكون عام 560م وهو التاريخ الحقيقى لبناء أشهر أديرة العالم دير طور سيناء الذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى للقصة الشهيرة عن سانت كاترين والعثور على رفاتها فوق أحد جبال سيناء القريبة من الدير وأن نقوش عوارض سقف كنيسة التجلى تؤكد أن مهندس بناء الدير هو المهندس اسطفانوس من أيلة (مدينة العقبة حاليًا).
ويضيف الدكتور ريحان أن البحث تضمن أيضا مناقشة وثيقة خاصة ببناء دير سانت كاترين وهى الوثيقة رقم SCM- 224 كتبت بعد عام 883م باللغة العربية تؤكد أن المكلف ببناء الدير من قبل الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى قد تم قطع رقبته لمخالفته أمر الإمبراطور فى موقع بناء الدير حيث ناشد رهبان الجبل المقدس الذين كانوا يعيشون فى برج خاص بموقع الدير الحالى جستنيان أن يبنى لهم دير فكلف مبعوث خاص له سلطات كاملة وتعليمات مكتوبة ببناء دير فى القلزم (السويس حاليًا) ودير فى راية بطور سيناء ودير على جبل سيناء (جبل موسى) ولقد بنى هذا المبعوث كنيسة القديس أثاناسيوس فى القلزم ودير فى رايثو (طور سيناء حاليًا) كشفت عنه منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية وهو دير الوادى .
ويتابع بأن مبعوث جستنيان لم ينفذ تعليمات جستنيان حرفيًا حين اكتشف طبيعة المنطقة من عدم وجود مياه أعلى الجبل وصعوبة توصيل مياه إليه وبنى الدير فى حضن شجرة العليقة المقدسة بموقعه الحالى لتوافر المياه وشمل داخله البرج الخاص بالرهبان وكنيسة العليقة المقدسة وقام ببناء كنيسة فقط أعلى الجبل مازالت بقاياها وغضب الإمبراطور جستنيان من هذا التصرف لاعتقاده بأن عدم بناء الدير فوق الجبل سيهدد الرهبان وأمر بقطع رأسه .
من الجدير بالذكر أن مؤسسة القديس مرقس (سان مارك) لدراسات التاريخ و التراث القبطى تأسست عام 1998على يد الدكتور فوزى إسطفانيوس أستاذ التخدير السابق بمستشفى كليڨلاند بالولايات المتحدة الأمريكية وحظيت برعاية و إشرف قداسة البابا شنودة الثالث وحاليًا قداسة البابا الأنبا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وسجلت المؤسسة كهيئة دولية بالولايات المتحدة الامريكية عام 2001 و بدأت بمزاولة نشاطها في مصر و أمريكا وتعقد الندوات الدولية السنوية و يتولى الإشراف على العمل الأكاديمى داخل المؤسسة الدكتور جودت جبرة أستاذ القبطيات السابق بجامعة كليرمونت بالولايات المتحدة الأمريكية ومدير عام المتحف القبطى بمصر الأسبق وقد سجلت المؤسسة اسم الدكتور عبد الرحيم ريحان ضمن الباحثين فى الدراسات القبطية تخصص الآثار.