هل أعدت السياحة خطة لاستثمار زيارة الرئيس الصيني؟
بقلم :جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
كل دول العالم السياحية تخطط لأن يكون لها نصيب من سياح الصين الذين سيصل عددهم في القريب إلي ١٢٠ مليون سائح <
كم أرجو أن يتنبه القطاع السياحي الرسمي والخاص إلي أهمية استثمار زيارة الرئيس الصيني «شي ينج» لمصر في عملية ترويج واسعة بين ابناء هذه الدولة العملاقة لزيارة مصر. يأتي ذلك علي خلفية الارقام المتواضعة جدا لعدد السياح الصينيين الذين يزورون مصر حاليا والذين لا يتجاوز عددهم أقل من ١١٥ ألفا. أن مايثير الانتباه في هذا الأمر غياب وزير السياحة عن المباحثات بسبب سفره إلي إسبانيا لحضور معرض «الفيتور» .
بالطبع وعندما نطلع علي أبحاث وتقارير وتوقعات الخبراء فإنهم يقدرون ما سوف تصل إليه حركة السياحة الصينية إلي الخارج بـ ١٠٠ مليون سائح خلال السنوات القليلة القادمة. إنهم لا يتجاوزون حاليا الـ ١٢٠ مليون سائح يتجه معظمهم إلي المقاصد السياحية مثل هونج كونج وتايوانوسنغافوره .. وماليزيا.. بينما هناك ما يقرب من عدة ملايين من هذا العدد يزورون الدول الاخري حاليا. هذه الارقام في تزايد مستمر سنة وراء سنة بل شهرا وراء شهر . وعلي ضوء العلاقات الصينية المصرية المتنامية والامكانات الحضارية الهائلة والفريدة التي تنفرد بها مصر فإنه من المفروض أن يكون لنا نصيب من ملايين الصينيين الذين يجوبون العالم للسياحة حاليا ومستقبلا .
> > >
نعم هناك محاولات لجذب السياحة الصينية ولكنها ليست علي القدر الكافي الذي يتناسب وحجم هذا السوق. كان وراء هذه المحاولات المشكورة شركة طيراننا الوطنية «مصر للطيران» التي قامت منذ عدة سنوات بتسيير خطوط طيران مباشرة إلي العاصمة بكين ومدن صينية أخري.. هذه الخطوط كان لها دور كبير في تسهيل وصول عشرات الالاف من السياح الصينيين . ولقد كان لوزارة السياحة مبادرة قوية في جذب هذه السياحة عندما كان يتولي مكتبها هناك الخبير المصري في شئون الصين د. ناصر عبدالعال. في نفس الوقت كانت هناك شركات سياحية مصرية رائدة تعمل في هذا السوق ايضا وأصبح لديها خبرة للتعامل معه. لا يمكن أن تفوتني الاشارة إلي قيام احدي شركات الطيران الخاصة بتنظيم رحلات مباشرة من بعض المدن الصينية وفقا لنظم الطيران المنخفض التكاليف لاجتذاب السياح
> > >
كل هذا لا يمكن أن يكون كافيا للتواجد الفعال في هذا السوق الضخم الذي يبلغ عدد سكانه مليار و٣٥٠ مليون نسمة. هذا يحتم أن تكون لدينا معلومات كافية حول سبل التحرك الصحيح من خلال شركات متخصصة يمكن أن تكون صينية أو دولية . من المؤكد أننا لسنا الوحيدين الذين نسعي لان يكون للسياحة الصينية وجود في السوق المصري من خلال مضاعفة عدد السياح الصينيين الذين يأتون إلينا. لا جدال أن هذه الامال تداعب أيضا الدول السياحية المنافسة حيث تضع في اعتبارها الطفرات التنموية الهائلة التي حققتها الصين حتي أصبحت تتربع حاليا علي قمة النشاط الاقتصادي العالمي . من الطبيعي أن يتيح ارتفاع المستوي المعيشي للافراد سواء كانوا عاملين أو أصحاب عمل. فرصة القيام برحلات سياحية خارجية.
وللحديث بقية