عمان “المسلة السياحة” ….. يسجل القطاع السياحي في المملكة الأردنية الهاشمية تزايدا ملحوظا في مؤشرات أدائه، إذ تظهر الأرقام الرسمية ارتفاعا في أعداد السياح القادمين للمملكة حتى أواخر العام 2018 بواقع 4922169 سائحا مقارنة بنحو 4565158 سائحا عام 2017 أي بزيادة بلغت نحو 7 بالمئة، فيما تكشف تلك الأرقام عن ارتفاع في مؤشرات أداء القطاع السياحي في شهر شباط عام 2019 مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2018.
ويأتي ارتفاع مؤشرات أداء القطاع السياحي الأردني في وقت يعاني فيه القطاع السياحي العربي بصورة عامة من تحديات أفرزتها الأوضاع الأمنية والسياسية المحيطة بالمنطقة، حيث استمرت مؤشرات أداء القطاع السياحي في تحقيق نتائج إيجابية خلال الربع الأول، لتمضي الجهات المعنية بالقطاع السياحي قدما في دعم القطاع لما له من مزايا تنافسية وقدرة على خلق فرص عمل جديدة وزيادة المساهمة في الدخل القومي.
السياحة العلاجية
وتعد السياحة العلاجية إنجازا وطنيا رفعت إسم المملكة عالميا، وتعتبر رافدا أساسيا للاقتصاد الوطني ومن أهم مصادر الدخل القومي، حيث يتبوأ الأردن المرتبة الأولى في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كمركز جاذب للسياحة العلاجية يستقطب سنوياً ما يزيد على 250 ألف مريض من مختلف دول العالم وأكثر من 500 ألف مرافق مع هؤلاء المرضى.
زيادة عدد السياح
ووفق ما تكشفه النشرة الإحصائية الشهرية لوزارة السياحة والآثار، فقد ارتفع عدد الزوار الدوليين خلال شهر فبراير ليصل إلى 315865 زائرا بنسبة تغيّر بلغت 7.5 بالمئة، وارتفاعا في عدد سيّاح المجموعات السياحية لتصل إلى 43376 سائحا بنسبة تغيّر بلغت 21.3 بالمئة، في حين ارتفع عدد سيّاح المبيت خلال الفترة ذاتها إلى 269050 سائحا وبنسبة تغيّر بلغت 7.3 بالمئة.
الدول الاوروبية
وتصدّرت الدول الأوروبية نسب الارتفاع في أعداد سيّاح المبيت خلال شهر فبراير لهذا العام مقارنة بالعام الماضي لنفس الفترة، حيث وصل مجموع السيّاح من هذه الدول 42284 سائحا بنسبة تغيّر بلغت 49.3 بالمئة، تلتها دول آسيا والباسيفيك بعدد سيّاح وصل 20427 سائحا بنسبة تغيّر بلغت 34.9 بالمئة، ثم الدول الأميركية بعدد سيّاح 13199 سائحا وبنسبة تغيّر بلغت 33.8 بالمئة.
زوار المواقع السياحية
وفيما يتعلق بزوار المواقع السياحية، فقد سجلت المؤشرات ارتفاعا كبيرا في معظم المواقع السياحية، فقد بلغ عدد زوار البترا خلال هذا الشهر 66984 سائحا بنسبة ارتفاع بلغت 36 بالمئة عن الفترة ذاتها من عام 2018، وبلغ عدد زوار جرش 28800 سائح بنسبة ارتفاع بلغت 59.6 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.
وارتفع عدد زوار المواقع الأثرية بنسب مختلفة وصلت في أم قيس إلى 20 بالمئة بينما بلغت في المغطس /موقع عماد السيد المسيح/ 43.7 بالمئة، وفي مادبا 84.4 بالمئة، وجبل نيبو 102.1 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ووفق مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبدالرزاق عربيات، فإن الترويج السياحي ضرورة ملحة في ظل ازدياد حدة المنافسة بين بعض الدول وتنامي الأهمية الاقتصادية لقطاع السياحة، مشيرا إلى أن الهيئة تعمل وفق نظام يهدف إلى تولي وتوحيد عمليات الترويج والتسويق السياحي للأردن، وذلك عبر الإسهام في خلق الطلب على المنتج السياحي الوطني، حيث تستخدم الهيئة استراتيجيات تسويقية محكمة لوضع الأردن على الخارطة السياحية للعالم ليصبح الأردن مقصدا رئيسيا للسائح في الأسواق العالمية.
ويؤكد عربيات أن الهيئة ماضية باستراتيجيات تعكس صورة الأردن كمنتج سياحي يتمتع بالأبعاد الحضارية الطبيعية والدينية بالإضافة إلى تقديمه روح المغامرة والمتعة لزواره من مختلف أنحاء العالم.
عدد سياح المبيت بالارقام
وبالأرقام، يشير عربيات إلى أن سياح المبيت يشكلون ما نسبته 84 بالمئة من إجمالي أعداد السياح القادمين للمملكة خلال العامين الماضيين.
وحل السياح السعوديون بحسب عربيات، في صدارة السياح القادمين للمملكة عام 2018 بواقع 851515 سائحا وبنسبة 17 بالمئة من إجمالي أعداد السياح، يليهم الفلسطينيون بواقع 673702 سائح بنسبة 14 بالمئة من السياح، وجاء الأوروبيون في المرتبة الثالثة بواقع 668660 يمثلون نحو 14 بالمئة من السياح، ثم الآسيويون بواقع 269747 سائحا بنسبة 5 بالمئة، وحل الأميركيون في المرتبة الخامسة بواقع 244478 بنسبة 0.049 بالمئة من عدد السياح الإجمالي، بينما حل السياح العراقيون بالمرتبة السادسة والثالثة عربيا بواقع 173422 سائحا بنسبة بلغت 3.5 بالمئة من إجمالي أعداد السياح.
وإلى العقبة جنوبا، يقول الناطق الرسمي باسم سلطة منطقة العقبة الخاصة الدكتور عبد المهدي القطامين إن عدد زوار العقبة بلغ عام 2018 نحو987 ألف سائح وزائر بارتفاع نسبته 54 بالمئة عن العام 2017، إذ بلغ عدد السياح القادمين إلى العقبة والنازلين في فنادقها ما يقارب 640 ألف سائح وزائر، مشيرا إلى أن نسبة السياحة الأجنبية من العدد الكلي للسياح بلغت مقارنة بالسياحة المحلية عام 2018 نحو 55 بالمئة، حيث بلغ عدد السياح الأجانب 544 ألف سائح عام 2018، في حين بلغ العدد الكلي عام 2017 حوالي 366 ألف سائح أجنبي.
الاشغال الفندقى
ويضيف، ان نسبة الإشغال الفندقي في فنادق العقبة كافة بلغت عام 2018 ما نسبته 63 بالمئة مقارنة بالعام الذي سبقه عام 2017، حيث بلغت النسبة 60 بالمئة، وارتفع متوسط مدة إقامة السائح في فنادق العقبة عام 2018 إلى 4.1 ليلة مقارنة بحوالي 3.9 ليلة في العام الذي سبقه.
وعلى صعيد سياحة البواخر، ارتفع عدد السفن السياحية التي أمت ميناء العقبة عام 2018 إلى 58 سفينة، حملت على متنها ما يناهز 80 ألف سائح مقارنة بحوالي 53 ألف سائح في العام الذي سبقه وبزيادة مئوية مقدارها 49 بالمئة.
ووفق القطامين، ارتفع عدد السياح والزوار القادمين إلى منطقة وادي رم عام 2018 ليصل إلى 206 آلاف سائح بنسبة زيادة مقدارها 27 بالمئة مقارنة بالعام 2017، حيث بلغ عدد الزوار 161 ألف زائر وسائح.
السياحة الروسية فى الصدارة
وتصدرت السياحة الروسية المشهد السياحي في العقبة، حيث يشير القطامين إلى أن عدد السياح الروس القادمين إلى العقبة بلغ عام 2018 حوالي 204 آلاف سائح، تلتها دولة فلسطين بواقع 60 ألف سائح، وألمانيا 33 ألفا، والسعودية 22 ألفا ، وأميركا 18 ألفا، وسلوفاكيا 15 ألفا، والصين 15 ألفا، وفرنسا 14 ألف سائح، فيما أظهرت البيانات ظهور خمسة أسواق سياحية واعدة كسلوفينيا وبولندا ولتوانيا واستونيا وسويسرا.
وسجل عدد الغرف الفندقية في العقبة عام 2018 نموا متزايدا حيث بلغ عدد الغرف الفندقية في التصنيفات الفندقية كافة من خمس نجوم إلى نجمة واحدة 5144 غرفة فندقية مقارنة بـ 4279 غرفة فندقية عام 2017، وارتفع عدد الفنادق ليصل عام 2018 إلى 56 فندقا مقارنة بـ 45 فندقا عام 2017 منها 9 فنادق خمس نجوم، وستة فنادق أربع نجوم، وأربعة فنادق ثلاث نجوم، و16 فندقا نجمتان، و10 فنادق نجمة واحدة، و11 فندقا تحت التصنيف.
وعلى صعيد حركة المسافرين والسياحة عبر مطار الملك الحسين الدولي في العقبة؛ أكد القطامين ارتفاع عدد المسافرين عبر المطار عام 2018 ليصل إلى ما يقارب 220 ألف مسافر بنسبة زيادة مقدارها 10 بالمئة عن العام 2017، حيث بلغ عدد المسافرين نحو 199 ألف مسافر، بينما بلغ عدد الطائرات التي هبطت في المطار عام 2018 نحو 2526 طائرة، في حين كانت عام 2017 نحو 2502 طائرة.
وبلغ عدد الرحلات العارضة في مطار الملك الحسين الدولي عام 2018 نحو 880 رحلة بنسبة انخفاض بلغت حوالي 33 بالمئة عن العام 2017، حيث بلغ عدد الرحلات العارضة 1330 رحلة.
وحول نشاط ميناء العقبة في العام 2018، فقد بلغت كمية المستوردات من مختلف البضائع نحو 11 مليون طن مقارنة بحوالي 11.5 مليون طن في العام 2017، وشكلت المستوردات للسوق المحلي من إجمالي المستوردات عام 2018 نحو 10.8 مليون طن، فيما بلغت البضائع المستوردة لغايات المرور الترانزيت ما يقارب 208 آلاف طن، فيما بلغت الصادرات عبر ميناء العقبة في العام 2018 نحو 5 ملايين طن مقارنة بحوالي 5.5 مليون طن في العام 2017.
المدينة الوردية
وفي المدينة الوردية /البترا/، زاد عدد زوار البترا الأجانب بنسبة 53 بالمئة خلال الربع الأول من العام الحالي وفق الأرقام الرسمية لسلطة إقليم البترا التنموي السياحي، إذ تشهد الحركة السياحية في مدينة البترا الأثرية انتعاشا واضحا وملحوظا منذ بداية العام، وارتفع عدد زوار المدينة من السياح الأجانب خلال الربع الأول من العام الحالي إلى نحو 220 ألف زائر بنسبة نمو بلغت 53 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي التي بلغ فيها عدد الزوار نحو 144 ألف زائر، حسب الإحصاءات الرسمية الصادرة عن سلطة إقليم البترا التنموي السياحي.
وبلغ عدد زوار البترا الكلي خلال الربع الأول من العام الحالي نحو 240 ألف زائر من مختلف الجنسيات ونحو 177 زائرا للفترة نفسها من العام الماضي بنسبة نمو بلغت نحو 26 بالمئة.
وسجل شهر مارس ارتفاعا ملحوظا في أعداد زوار المدينة الوردية؛ إذ استقبلت 116132 زائرا من مختلف الجنسيات منهم 108170 زائرا أجنبيا، في حين بلغ عدد الزوار الأردنيين والعرب نحو 7611 زائرا، وبلغ عدد الزوار من الرحلات الطلابية نحو 351 زائرا لتشكل نسبة الزيادة في أعداد الأجانب 59 بالمئة، والزيادة لعدد الزوار الإجمالي بلغت 34 بالمئة.
وزار البترا في شهر مارس من العام الماضي 86426 زائرا منهم 68184 زائرا أجنبيا، وبلغ عدد الزوار العرب 13213 زائرا وزوار الرحلات الطلابية نحو 5 آلاف زائر.
وأكد رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور سليمان الفرجات، أن حجم الاستثمارات في القطاع الفندقي خلال العامين القادمين قد يتجاوز 36 مليون دينار بزيادة أكثر من 500 غرفة فندقية، مشيراً إلى أن أعداد الغرف الفندقية من المتوقع أن ترتفع خلال العام الحالي حوالي 300 غرفة فندقية.
وثمّن الجهود المبذولة والتشاركية بين جميع الشركاء في القطاع الحكومي والخاص والمجتمعات المحلية في لواء البترا والمكانة السياحية المرموقة التي تحظى بها المدينة الوردية في الاسواق السياحية العالمية والأهمية الكبيرة التي تحتلها على الخريطة السياحية العالمية، التي أدت إلى الزيادة الكبيرة في عدد زوار مدينة البترا.
أما رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر محمد سميح يشير إلى تنام ملحوظ في أعداد السياح منذ عدة أشهر، ما يؤكد الحاجة إلى استحداث مشاريع استثمارية لزيادة مدد إقامتهم، وضرورة إيلاء الاستثمار في قطاع السياحة والغرف الفندقية أقصى درجات الاهتمام في ظل ما يشهده القطاع السياحي الأردني من زيادة مستمرة لأعداد السياح.
السياحة الدينية
أما السياحة الدينية فقد عرفها الأردن منذ القدم، عندما كان يفد إليه الكثير من الزائرين لزيارة المعالم الدينية والمساجد والأضرحة رغبة منهم في توسيع دائرة الثقافة الدينية لديهم، وممارسة الطقوس الدينية المختلفة، حيث يقع الأردن بين مكة المكرمة أقدس مكان على وجه الأرض لدى المسلمين، والقدس المدينة المقدسة لدى الديانات السماوية الثلاث، وللأردن دور مركزي في تاريخ أهل الكتاب، فالعديد من الأنبياء ورد ذكرهم في العهد القديم، والإنجيل، والقرآن الكريم، ارتبط تاريخهم بالأردن، فهم إما عاشوا فيه، أو على الأقل دخلوا إليه عابرين أرضه.
ويرى العديد من الباحثين أن السياحة الدينية في الأردن سياحة متكررة وتتضاعف في فترات قصيرة، وهي سياحة إيمانية ملتزمة، وغير انتقائية، وموسمية، إلا أنها لا تنقطع على مدار السنة، وترتبط بالتطورات السياسية، وهي غير قابلة للتنافس مع الأنواع الأخرى للسياحة، بل ممكن أن تشكل حلقات متجانسة مع الأنواع الأخرى من السياحة في الأردن.
وتصنف مواقع السياحة الدينية في الأردن إلى مواقع السياحة الدينية الإسلامية، مثل؛ مواقع المعارك الإسلامية التي دارت رحاها على أرض الأردن، كاليرموك ومؤتة، إضافة إلى مقامات الصحابة المنتشرة في كافة بقاع الأردن، ومواقع السياحة الدينية المسيحية، مثل؛ مواقع الحج المسيحي كالمغطس وجبل نيبو، إضافة إلى انتشار العديد من الكنائس المسيحية والتي تعود إلى عصور تاريخية مختلفة، مثل؛ كنيسة سيدة الجبل في عنجرة، وكنيسة العذراء في مأدبا.
وتعتبر السياحة الدينية صناعة مهمة في كونها تشبع الحاجات الروحية للأفراد، إضافة إلى كونها مصدراً مهماً لخلق القيم المضافة لديهم، ومورداً للعملات الأجنبية، الأمر الذي يسهم في دعم عجلة الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة، حيث تولي الجهات المعنية الأردنية اهتماماً بالغاً للمواقع السياحية الدينية وخاصة المسيحية منها، مثل تلك المواقع الخمسة المعتمدة من قبل الفاتيكان لأداء الحج المسيحي والتي تشمل؛ موقع المغطس وتل مار الياس، وسيدة الجبل/ عنجرة، وجبل نيبو في مادبا ومكاور.
وتعد الأماكن التي يستطيع المرء الحصول فيها على الشفاء الجسدي قليلة نسبياً، وربما تكون الأماكن في الأردن من تلك القليلة التي يختفي فيها المرض الجسدي مع التحسن النفسي العاطفي.
ويعود ذلك إلى الطبيعة الخلابة المتوفرة في الأردن، بمواردها العلاجية المختلفة، بدءاً بالمياه الحارة الغنية بالمعادن، مروراً بالوحل البركاني والمناخ المعتدل، وانتهاء بالمناظر الطبيعية الخلابة والمناطق الأثرية الكثيرة.
والأردن يعد من الدول الرائدة في مجال الاستشفاء والسياحة العلاجية، حيث إنه بالإضافة إلى موارده الطبيعية العلاجية من المياه المشبعة بالمعادن، وشلالات المياه الساخنة وغيرها، فإن الله حباه أيضا بالعديد من المستشفيات والمراكز الطبية المتميزة والأطباء الذين أكسبوا الأردن مكانة معروفة في كافة أنحاء العالم.
وتتنوع مواقع العلاج الطبيعي والسياحة العلاجية في الأردن، لعل أبرزها؛ العقبة التي تمتاز بمياهها المعدنية والكبريتية، وجوها الجاف الخالي من الرطوبة، وما تحتويه تربتها من رمال تصلح لعلاج العديد من الأمراض، ومياه بحرها بما لها من خواص طبيعية مفيدة وغنية، كما تنتشر في الأردن العيون المائية والمعدنية التي تمتاز بتركيبها الكيميائي الفريد، والذي يفوق في نسبته جميع العيون المائية الساخنة والمعدنية في العالم، مثل؛ حمامات ماعين وعفرا جنوب العاصمة عمان، والتي ترتفع 120 م عن سطح الأرض، وبها عيادات تستكمل العلاج السياحي، علاوة على توافر “الطمي” في برك هذه العيون الكبريتية بما له من خواص علاجية تشفي العديد من امراض العظام وامراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والامراض الجلدية وغيرها.
البحر الميت
كما تعتبر منطقة البحر الميت منطقة دافئة ومشمسة طيلة العام، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة فيها 30.4 درجة مئوية، وتعتبر أشعة الشمس الرائعة في منطقة البحر الميت غير ضارة للبشرة، وخصوصاً للقاطنين فيها، كما يشتهر البحر الميت بطينه الأسود الغني جداً بالأملاح والمعادن كما ان ملوحة مياه البحر الميت تساعد في شفاء الكثير من الامراض الجلدية المتعددة، إضافة إلى وجود الكالسيوم والمغنيسيوم والبروم من بين أملاح البحر الميت يجعل التركيبية الفريدة من الأملاح والمعادن في تلك المياه أحد المصادر الهامة للاستشفاء الطبيعي والذي يشرف عليه في المنتجعات المتوفرة مجموعة من الأشخاص ذوي الاختصاص.
وبالانتقال إلى منطقة الحمة الأردنية، التي تقع على بعد 100 كيلومتر إلى الشمال من عمان، وتعتبر واحدة من أكثر المواقع العلاجية والسياحية الحيوية في المنطقة، حيث تم تأسيس منتجع وبعض العيادات التي توفر العديد من الخدمات لزائري تلك المنطقة، وهناك مركز للأشخاص الذين يعانون من أمراض ومشاكل في الجهاز التنفسي علاوة على مراكز توفر العلاج من الأمراض الجلدية والأمراض المتعلقة بالجهاز العصبي والمفاصل.
وفي جنوب الأردن، وعلى بعد 26 كيلومترا فقط من الطفيلة، تنطلق المياه الحارة من أكثر من 15 مصدرا لتملأ أجواء المكان بالمعادن الشافية فيما يعرف بـ “حمامات عفرا”، حيث يقول الخبراء ان لهذه المياه على وجه التحديد قوة هائلة على معالجة العقم والدوالي وفقر الدم والروماتيزم، فيما جرى بناء مركز للخدمات العامة بجانب المطعم والعيادة الطبيعية.
تجدر الإشارة إلى وجود توليفة كبيرة من الأطباء المتخصصين ومجموعة كبيرة من التخصصات الطبية التي تدفع السياح إلى القدوم إلى الأردن، وفي عمان العاصمة، هناك العديد من المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة والتي تعالج مختلف الأمراض، كما ان العلاج الخاص بأمراض السرطان بمختلف انواعه وأمراض القلب والتداخلات الجراحية العديدة، يؤهل الأردن كي يكون من ابرز دول المنطقة بهذا التخصص، إضافة إلى جراحة العيون وعلاج أمراضها المختلفة بالأجهزة والتقنيات الحديثة مثل الليزر، وطب الأسرة وامراض المفاصل وجراحة العظام ممثلة بجراحة العمود الفقري والاطراف.
وتعد مدينة البترا الوردية المنحوتة في الصخر الوردي على يد العرب الأنباط قبل اكثر من الفي عام، جوهرة الأردن وهي الشاهد الحي على عظمة الدولة العربية النبطية، حيث كانت فازت بالمركز الثاني خلال حفل كبير في لشبونة/ البرتغال في 7 يوليو 2007 ، حصدت فيه أكثر من 22 مليون صوت للتصويت لعجائب الدنيا السبع.
وتعتبر البترا الاثرية من أهم المواقع السياحية حيث تشكل ما نسبته 80 بالمئة من اجمالي ايرادات المواقع الاثرية والسياحية في المملكة اضافة الى انها نقطة جذب رئيسية للسياحة في الاردن بحسب عوني قعوار عضو المجلس الوطني للسياحة.
والبترا، بحسب اعترافات كل زائريها، أخاذة في جمالها وعراقتها خاصة عندما يروون عراقة المكان وسكون الزمان والجمال، فهي المدينة حفرت في صخر وادي موسى الوردي، ولذا سميت بالمدينة الوردية، وهي مدينة متكاملة يستطيع السائح أن يرى فيها كل المعالم الأساسية للمدينة، من “الخزنة” وهي “بيت الحكم”، إلى المدرجات العامة التي بنيت للاحتفالات والاجتماعات العامة، إلى “المحكمة” وأماكن العبادة، وحتى بيوت أهلها المحفورة في صخرها الوردي الملون، كما تتميز بمدخلها المحكم، فقد حفرت بين جبال شاهقة صلدة مع شق ضيق “السيق” الذي تظهر على جانبيه بقايا غرف الحرس ومناطق المراقبة.
ومنذ أقدم العصور كان الأردن مأهولا بالسكان بشكل متواصل، وتعاقبت عليه حضارات متعددة، وقد استقرت فيه الهجرات السامية التي أسست تجمعات حضارية مزدهرة في شماله وجنوبه وشرقه وغربه، ساعده على ذلك مناخه المتنوع وموقعه المتوسط الذي يربط قارات العالم القديم فكان قناة للتجارة والمرور البشري بين شتى بقاع العالم.
وقد شهد الأردن توطن حضارات وممالك كبرى صبغت بقوتها تاريخ تلك الحقب، ومن أبرزها المملكة المؤابية في جنوب الأردن بقيادة الملك يوشع، ومملكة الأنباط العربية التي بسطت حكما واسعا على المنطقة الممتدة من بصرى الشام إلى مدائن صالح، وتشكيل شمال الأردن الركن الأساسي لتحالف المدن العشر اليونانية.
وتظل المدن الأردنية بما تحمله من آثار ومواقع خير دليل على ضربها في أعماق التاريخ وأنها كانت موئلا لآباء البشرية.
عمان
ومن عمان العاصمة، التي بنيت على عدد من الهضاب والمرتفعات، وقد جاءت امتداداً تاريخياً لربة عمون ومدينة الحب الأخوي /فيلادلفيا/ حيث أكسبها موقعها الجغرافي خصوصية فريدة لتكون واسطة العقد بين الصحراء ووادي الأردن الخصيب.
وتتنوع الأماكن الأثرية في عمان، مثل؛ المدرج الروماني، والذي يقع في الجزء الشرقي من العاصمة عمّان، على أحد التلال المقابلة لقلعة عمان، حيث استعمل المدرج الروماني للعروض المسرحية والغنائية والفنية الذي يتسع لنحو 6000 متفرج، إضافة إلى “سبيل الحوريات”، والذي يعود إلى الفترة الرومانية في القرن الثاني الميلادي، و “جبل القلعة” الذي ما زالت بقايا قصور العمونيين ماثلة فيه، منها جدران الأسوار، والآبار المحفورة في الصخر الجيري، بالإضافة إلى العديد من المعالم الأثرية المختلفة المنتشرة في عمان.
المحميات الطبيعية
ويحتوي الأردن على العديد من المحميات الطبيعية، مثل؛ محمية الأزرق التي تقع في الصحراء الشرقية من الأراضي الأردنية، ومساحتها تبلغ 12 كيلومترا مربعا. وتبعد عن العاصمة عمان حوالي 115 كيلومترا، ومحمية الشومري التي تعد أول محمية للأحياء البرية في الأردن، إضافة إلى العديد من المحميات الطبيعية الأخرى مثل؛ ضانا والموجب وغابات عجلون.
كما تبرز القلاع التاريخية على امتداد الأراضي الأردنية، والتي ما زالت شاهدة لتعبر عن الحضارات التي سكنتها، مثل ؛ “قلعة الكرك” التي تقع في مدينة الكرك في جنوب الأردن، و “قلعة الشوبك” التي تبعد نحو ساعة عن مدينة البترا، و “قلعة عجلون” التي تشكل معلماً اثرياً تاريخياً بارزاً في محافظة عجلون، وتقع على رأس جبل منيف، على بعد 73 كم الى الشمال الغربي من العاصمة عمان، إضافة إلى العديد من القلاع والقصور الصحراوية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة.
وانتقالاً إلى ثغر الأردن الباسم، مدينة العقبة، التي تقع على ساحل البحر الأحمر في أقصى جنوب الأردن، وتبعد عن العاصمة عمّان حوالي 330 كلم، تحتل العقبة مكانة متميزة على خارطة الأردن السياحية فضلاً عن اهميتها الاقتصادية، كونها المنفذ البحري الوحيد الذي يربط الأردن بالعالم عبر البحر الأحمر، إلى جانب اعتبارها نقطة انطلاق هامة لزوار الأردن القادمين إليه لاستكشاف المعالم التاريخية والأثرية في مناطق الأردن الجنوبية كالبتراء ووادي رم ومحمية ضانا وغيرها من المواقع.
كما اطلقت منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في عام 2001، منطقة تنموية متعددة القطاعات بضرائب مخفضة تضم كامل منطقة الساحل الأردني /27 كم/، الموانئ البحرية الأردنية، ومطار دولي ومدينة العقبة التاريخية، حيث استعادت المدينة مكانتها التاريخية الاقتصادية لتلعب دوراً مهماً في اقتصاد المنطقة، التي كانت تمثله منذ اكثر من خمسة الأف سنة.
جرش التاريخية
ولا يمكن الحديث عن المواقع الأثرية في الأردن دون المرور على مدينة جرش التاريخية، التي كان يطلق عليها اسم “جراسا” في القدم، وتبعد عن العاصمة عمّان حوالي 48 كم إلى الشمال، وتعد إحدى المدن التاريخية الأثرية التي ظلت محافظة على معالمها الأثرية حتى يومنا الحاضر، فقد تم الكشف عن هذه المدينة الرومانية التي كانت تغطيها الرمال قبل أكثر من سبعين عاماً، فظهرت الى الوجود مدينة كاملة بشوارعها المبلطة والمعبدة وهياكلها المرتفعة القمم ومسارحها ومدرجاتها ومساحاتها إلى جانب الميادين والحمامات والشلالات والأسوار.
وتكمن أبرز معالمها في المسرح الجنوبي الذي بني في أواخر القرن الأول الميلادي، وهو مدرج روماني تقليدي ويستوعب 3000 متفرج إضافة إلى المسرح الشمالي الذي يتسع لـ 1500 مشاهد وكان مخصصا للمبارزات ومصارعة الحيوانات المفترسة، حيث يستغل المدرجان حاليا لعرض الفعاليات الفنية والثقافية من مسرحيات وحفلات غنائية وامسيات شعرية، إضافة إلى سبيل الحوريات وهو عبارة عن بناء يضم نوافير للمياه أقيم لحوريات الماء في أواخر القرن الثاني الميلادي، ومعالم أخرى مثل “بوابة فيلادلفيا”، و”معبد أرتيمس”، و”ساحة الندوة” وغيرها.
ومروراً على مدينة “أم قيس” الأثرية، التي تقع على بعد 20 كم شمال مدينة اربد، حيث ترتفع نحو 364 مترا عن سطح البحر، يحدها من الشمال ويفصلها عن هضبة الجولان نهر اليرموك ومن الجنوب وادي العرب الممتد من مدينة اربد حتى الشونة الشمالية غربا، ومن الغرب بحيرة طبريا، وعرفت قديماً باسم “جدار”.
نقلا عن : بترا – فانا