Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

سياحة مصر ترصد ميدانيا المناطق العشوائية بالمحافظات السياحية

فى سابقة تعد الأولى من نوعها


سياحة مصر ترصد ميدانيا المناطق العشوائية بالمحافظات السياحية

 
الدراسة ترسم طريقا لتنمية العشوائيات وتطويرها لخدمة ولصالح المجتمع المصرى

 

 

 


القاهرة : سعيد جمال الدين


كما تعلم ويعلم الجميع أن السياحة تلعب دورا هاما وإيجابيا فى النهوض بالمجتمعات وتقدم الأمم لكونها صناعة الأمل والمستقبل .. هو ما نسعى إلى تحقيقه من تقديم الآثار التى تتركها صناعة السياحة فى المجتمع المصرى عبر الدراسات والأبحاث والتقارير التى يقوم قطاع التخطيط والتدريب والبحوث بوزارة السياحة عبر الإصدارات الدورية وتتضمن مناقشة العديد من المشكلات وتقديم الأطروحات لحلها.

 


بهذه المقدمة الموجزة قدم لنا محفوظ على وكيل أول وزارة السياحة رئيس قطاع التخطيط و التدريب والبحوث بالوزارة جانبا من الفكر والمهام الذى يقوم به القطاع تحت إشراف وزير السياحة الدكتور هشام زعزوع.

 


فقد كشف لنا رئيس قطاع التخطيط و التدريب والبحوث عن القطاع لا يناقش أو يدرج ضمن مخططاته البحثية والدراسية المشاكل السياحية المتخصصة فقط، وإنما يتطرق إلى جوانب أخرى من بينها الإهتمام بالمناطق والتجمعات المحيطة بالمناطق السياحية والأثرية والتى يرجع عمليات تطويرها وتنميتها بالنفع على القطاع السياحى وخاصة المناطق العشوائية التى يكون لها أضرارا بالغة على المجتمع بأسره حالة عدم الإلتفاف لها والعمل على تطويرها فى جميع أنحاء الجمهورية.

 

 


أكد محفوظ على وكيل أول وزارة السياحة إنه غالبا ما يتم تنفيذ المشاريع التنموية، بالدرجة الأساس، فى المدن الكبيرة والكثيفة السكان، ويكون ذلك على حساب المدن الصغيرة والأرياف والأماكن النائية. ففى الوقت الذى ينعم فيه سكان المدن بكل مستلزمات الحياة العصرية، فإن سكان المدن الصغيرة والأرياف يعانون من نقص شديد فى هذا المجال، وهذا يؤدى إلى التوزيع غير العادل للتنمية والدخل. غير أن ذلك لا ينطبق على قطاع السياحة.

 

 

 

 


أضاف محفوظ أنه من هنا يأتى دور السياحة فى توزيع عادل للدخل والمشاريع التنموية فى كافة المناطق النائية والمدن الصغيرة والكبيرة، وبالخصوص مشاريع الطرق والنقل والخدمات كالأسواق والفنادق والمطاعم والمرافق السياحية وغيرها.

 


أشار على إلى أن قطاع التخطيط والتدريب والبحوث بوزارة السياحة قام من خلال الزيارات الميدانية برصد شامل لجميع المناطق العشوائية التى تضمها المحافظات السياحية فى سابقة تعد الأولى من نوعها من أجل وضع خارطة طريق أمام القائمين على القطاع السياحى وكذلك الجمعيات التنموية للبدء فى أعمال تطوير هذه المناطق وخاصة المتآخمة والمجاورة للمناطق السياحية لتطويرها وتنمية مجمعها بما ينعكس على الهيكل الإقتصادى والتكوين الإجتماعى والبيئى لهذه المناطق، وهذا بلا أدنى شك يجعل المعالم السياحية غير آمنة بيئيا و إجتماعيا مما يعوق من تطور الحركة السياحية بها.

 


أوضح وكيل أول وزارة السياحة ول أن أهمية تنمية وتطوير المناطق الأثرية والتاريخية والدينية والمناطق المحيطة بها وظهورها بالمظهر اللائق أمام السياح والزوار، يعنى بالضرورة الاهتمام بالبنية التحية و الفوقية للمناطق المجاورة عموما، والاهتمام لا يقتصر على بناء هذه المشاريع، بل يتعداه إلى الاهتمام الكبير بنوعية الأبنية وتصاميمها ومظهرها الخارجى.

 


وحول ما تم رصده من مناطق عشوائية من قبل قطاع التخطيط والتدريب والبحوث بوزارة السياحة قال محفوظ على رئيس القطاع أن الدراسة رصدت على أرض الواقع هذه المناطق العشوائية بالمحافظات السياحية التى أكدت على إنها تعيق تقدم السياحة المصرية ومنها بمحافظة القاهرة التى تمثل العشوائيات نسبة 16٪ من مساحة المحافظة (81 منطقة عشوائية)، و يتركز معظمها قرب و داخل منطقة مصر القديمة (عزبة أبو قرن التى تعانى من كثرة مخلفات القمامة و سوء البنية التحتية، ضاحية إسطبل عنتر التى تعانى من الأكواخ العشوائية المهددة بالسقوط).

 


أيضا منطقة قاهرة المعز التاريخية (حى الجمالية الذى يعانى عدم إنتظام شوارعه و غياب عمليات النظافة إضافة إلى إنتشار المقابر التى يعيش فيها السكان خلف باب النصر و فى ظل عدم وجود شبكات للصرف الصحى، شارع المعز الذى يعانى من عدم توافر صناديق القمامة، شارعى الأزهر و الغورية اللذان يعانيان من تعديات المبانى غير المخططة معماريا و الآيلة للسقوط و كذلك غياب عمليات النظافة و تعديات الباعة الجائلين).

 


أما محافظة الجيزة فيوجد بها حوالى (36 منطقة عشوائية) أشهرها منطقة نزلة السمان القريبة من منطقة الأهرامات و التى تفتقر إلى التخطيط العمرانى الجيد و عدم إنتظام شوارعها، كما لا تزال منطقة دهشور الأثرية تعانى من الإهمال البيئى و غياب النظافة مما يؤثر بالسلب على المظهر الحضارى للمنطقة.

 


ومحافظة الإسكندرية يوجد بها (6 مناطق عشوائية) تتمثل فى حى العامرية، حى شرق، حى وسط، حى غرب، حى المنتزه، برج العرب)، و تتضح مظاهر العشوائيات بهذه الأحياء فى وجود المبانى الخرسانية و عدم نظافة شوارعها، كذلك إنتشار القمامة بشكل كبير فى الأماكن المحيطة ببعض المعالم السياحية مثل كوم الدكة و كوم الشقافة و مقابر الشاطبى و مقابر الأنفوشى.

 


أما محافظة البحيرة فتضم (90 منطقة عشوائية)، فيتواجد بوادى النطرون ذو القيمة الدينية و الأثرية و السياحية منطقتين عشوائيتين هما الزهور و وسط المدينة حيث يلاحظ فيهما إرتفاع منسوب المياه الجوفية علاوة على عدم وجود شبكات للصرف الصحى ببعض الأماكن المحيطة به و عدم رصفها حتى الآن .

 


ولو نظرنا لمحافظة الفيوم فيتواجد بها نحو (28 منطقة عشوائية)، فيتواجد 22 عشوائية تكمن فى ثلاث مراكز أثرية (الفيوم – أطسا – أبشواى)، و تنتشر مظاهر القمامة و تدهور الأوضاع البيئية و الأمنية بالعديد من المناطق الأثرية و السياحية، و التى تتمثل فى قصر اللابرينت، قصر الصاغة، منطقة أم البريجات، هرم سيلا، هرم هوارة و محيطه، هرم اللاهون، مسلة الفيوم، مدينة ماضى التى تحتوى على بقايا معبد الملك أمنمحات الثالث و الرابع.

 


أما محافظة المنيا ف تعانى معظم المناطق السياحية بالمحافظة من العشوائيات و يظهر ذلك فى مقابر بنى حسن الأثرية و التى تحيط ب (4 مناطق عشوائية) جنوب المنيا، و جبانة إخناتون التى تعانى من عشوائية شرق الجبانة ببنى مزار، و كذلك إنتشار عشوائية أخرى غرب مطاى .

 


والأمر ينطبق ايضا على محافظة سوهاج حيث يحيط بمنطقة أخميم الأثرية (5 عشوائيات) تتمثل فى عشوائيات (أبو بكر، المنشر، السلخانة، إمتداد أبو القاسم، نجع خضر)، و هذا يؤثر بالسلب على هذه المحافظة سياحيا حتى أن هناك العديد من الأماكن الأثرية بها لم توضع حتى الآن على الخريطة السياحية.

 

 

 

 

 

 

 

 


وفى محافظة الأقصر وعلى الرغم من إنها تمتلك نحو أكثر من ثلث آثار مصر إلا أنها تعانى من العشوائيات، فيوجد بها (12 منطقة عشوائية) تحيط بالعديد من المعالم السياحية و الأثرية، و التى من الممكن أن يراها السائحون أثناء سيرهم أو المرور بالقرب منها أثناء شراء التذكارات السياحية.

 


أما محافظة أسوان فهى تعانى من (38 منطقة عشوائية)، و كان قد تم تطوير 31 عشوائية، أما الأخرى لم يتم تطويرها حتى الآن، كما تتواجد أحياء عشوائية بالقرب من المناطق السياحية الهامة و هى (أسوان، إدفو، و كوم أمبو) و تتسم بعض الأماكن الأثرية بها بإحاطتها بمناطق بأنها غير منسقة و تخلو من المرافق الضرورية للمعيشة.

 


أكد محفوظ على وكيل أول وزارة السياحة أن الدراسة رصدت أيضا بمحافظة البحر الأحمر التى تمتلك العديد من مقاصد السياحة الترفيهية و التى تتمتع بجمال جوها و نظافة و صفاء مياه البحر مثل (الغردقة، رأس غارب، سفاجا، و القصير)، معاناة المقاصد السياحية من العشوائيات سواء بالقرب منها أو بداخلها و تتمثل فى (11 عشوائية بالغردقة، 4 عشوائيات بالقصير، 3 عشوائيات برأس غارب، و منطقتين عشوائيتين بسفاجا)، و جميعها لم يبدأ العمل فى تطويرها حتى الآن.

 


أما محافظة الوادى الجديد فقد بلغ عدد الكيانات العشوائية بها حوالى (4 مناطق عشوائية) تنتشر فى (الداخلة، الخارجة، الفرافرة، باريس)، و هذه المناطق تحتوى على معالم أثرية و سياحية تعانى من الإهمال البيئى مثل جبانة البجوات و معبد دوش و معبد الغويطة و معبد بربيعة و معبد الناضورة و مقابر المزوقة و معبد دير الحجر، و جميع هذه العشوائيات لم يتم البدء فى تطويرها حتى الآن.

 


وأختتم محفوظ على وكيل أول وزارة السياحة رئيس قطاع التخطيط و التدريب والبحوث بالوزارة حديثه حول أهمية تطوير العشوائيات لصالح السياحة بأن الدارسين والباحثين القائمين على هذه الدراسة أكدوا فى ملاحظاتهم ورصدهم للعشوائيات على أرض الواقع أن هناك مواقع تراثية فى عدد من المحافظات لا تزال تعانى من خطر العشوائيات الداهم، و تتمثل أهم مظاهرها المشتركة المنظر العام للمبانى الذى يتنافى مع القيمة الحضارية و التراثية (عشش، أكواخ، أكشاك، صفيح)، وعدم إنتظام الشوارع و نظافتها، والإفتقار إلى البنية التحتية من مرافق و خدمات أساسية، وعدم وجود مخطط عمرانى تنظيمى منسق، وغياب عملية الإنماء البيئى سواء بالأماكن المحيطة بالمعالم السياحية أو داخلها، وهذا بلا أدنى شك يجعل المعالم السياحية غير آمنة بيئيا و إجتماعيا مما يعوق من تطور الحركة السياحية بها
.

 

 

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله