المسلة السياحية
من باب الافتراء
بقلم : اشرف الجداوي
علي شواطئ المحيط الهندي تقبع في هدوء مجموعة جزر علي الساحل الشرقي للقارة الأفريقية ، منها تكونت جمهورية فتية نالت إستقلالها حديثا عن بريطانيا (1976) ،وسميت جمهورية سيشل .. ولسيشل تركيبةً جغرافية واجتماعية مختلفة ومتميزة ، فهي دولة بحرية تتكون من عشرات الجزر ، وليس لها حدود برية مع دول أخري ، واغلب مواردها الطبيعية لم تكتشف بعد وتتمتع بموقع جغرافي فريد ، حيث تقع وسط ملتقي الطرق البحرية بين قارتي أسيا وأفريقيا ، وإعتمدت في نشاطها الاقتصادي علي الخدمات البحرية للسفن العابرة في المحيط الهندي وبعض الأنشطة الزراعية ، فضلا ًعن السياحة التي شكلت الجزء الأكبر من دخلها القومي خلال العقدين الماضيين .
ومثلها مثل كثير من دول القارة السمراء تتنوع التركيبة الآثنية والعرقية لسكانها البالغ عددهم نحو مائة ألف نسمة ، أتي اغلبهم مع موجهات الاستكشاف الأوربي لأفريقيا . لهذا تنوعت التركيبة السكانية واللغوية والدينية في هذا البلد الصغير والمهم بموقعة الاستراتيجي .
وقد واجهت الجمهورية الوليدة في بداية عهدها بعض من عدم الإستقرارالسياسي ، تم تجاوزة بإعتماد التعددية السياسية والحزبية وتم إقرار دستور جديد للبلاد ، وتحقيق عدد من النجاحات الاقتصادية وخصوصا في المجال السياحي ، إلا أن سيشل لا زالت تبحث عن طرق وسياسات ورؤية جديدة تدفع بالبلاد لآفاق جديدة تفتح الباب للاستفادة من موقعها الجغرافي ، واستغلال مواردها الطبيعية الهائلة ودفع عجلة التنمية الزراعية والسياحية والاستفادة من موقعها الجغرافي الفريد الذي يعتبر مفتاح للأمن والإستقرار لمنطقة الساحل الشرقي لأفريقيا والمحيط الهندي ، بل لخطوط الملاحة الدولية بين دول القارتين الافريقية والاسيوية .
في العام القادم ( 2020 ) ستكون سيشل علي موعد إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة ، وقد سمحت قوانينها بحرية تكوين الأحزاب تجاوز عددها ارقام لا تتناسب مع عدد سكانها وتحول بعضها الي مجرد يافطات ، وظلت الحياة الحزبية الحقيقية مقتصرة علي حزبين هما حزب الشعب الاشتراكي ، وهو الحزب الذي خرج من الجبهة الشعبية التقدمية ، وهو الحزب الحاكم ، اما الحزب الاخر فهو الحزب الوطني الليبرالي …
وامام ثنائية الحزبين ومع مرور نحو نصف قرن علي استقلال البلاد ومع المتغيرات السياسية والفكرية التي شهدها العالم ، تطلع السيشليون لتجاوز أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والسعي لتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية، وإعادة إكتشاف سيشل الجديدة بمواردها ووحدة شعبها ، أعُلن في العاصمة السيشيلية عن تأسيس حزب سياسي جديد في نهاية شهر أبريل الماضي ، أطلق علية
(سيشل الواحدةً) ، والملاحظ من متابعة أسماء المؤسسين للحزب الجديد ، وبرنامجة الانتخابي وخطابة السياسي، أننا امام قفزة سياسية من نوع مختلف قد تغير وجه سيشل في المستقبل القريب !
– يمكن القول في البداية ان اعلان قيام حزب سيشل واحدة ، هو بداية لمولد حزب يعلن عن نفسة كحزب بديل او طريق ثالث يؤكد ان الطرح السياسي للقوي التقليدية قد تجاوزه الزمن والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية .
– أن الشخصيات التي شاركت في إعلان الحزب الجديد ،اسماء بارزة ولها تاريخ وطني بارز وسجل حافل في خدمة سيشل وشعبها وحققت نجاحات إقتصادية ملموسة اثناء توليها مواقع تنفيذية سابقةً.
– ان اسماء مؤسسي الحزب ينتمون لجميع مكونات سيشيل العرقية والثقافية والدينية دون استثناء وبدا ذلك مشروعا للوحدة الوطنية بين أبناء سيشل دون استبعاد احد ليصبح الْحزب ممثلا لكل السيشيليين .
– ان خطاب الحزب السياسي يشير بوضوح الي أنة حزب ديمقراطي يملك رؤية وطنية واجتماعية واقتصادية ، وظهر ذلك في مفردات الخطاب حيث يتحدث عن وحدة الوطن وبجزرة المتعددة ووحدة أبناءة ،وحماية أمن البلاد واحترام استقلالها وسيادتها الوطنية .مع انحياز واضح للفئات الاجتماعية الاقل دخلا و المتقاعدين وطرح مشروع للرعاية الصحية والاجتماعية لكل أبناء الوطن .
– ومع الحديث عن تضييق الفجوة بين المواطنين يطرح الحزب برنامجا اقتصاديا يشارك فية رجال الاعمال ويتيح الفرصة للعمل والاستثمار لرأس المال المحلي والدولي وفتح الأبواب امام الشركات العالمية للعمل داخل البلاد ، تحت شعار كبير أسماة البرنامج ، بناء سيشل الجديدة وإعادة إكتشاف قدراتها .
– ويمكن القول في النهايةً أن إختيار السياسي البارز والخبير الاقتصادي والسياحي الوزير السابق ( آلن سأنت آنچ ) كرئيس للحزب ومعة نخبة من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية البارزة ، كأعضاء في المكتب السياسي ولجان الحزب قد اشاع مناخا من التفاؤل وإلارتياح في البلاد.
ويبقي السؤال هل سيري المحبون ل ‘ جزر الأحلام ‘ سيشل الجديدة ؟ وأقول نتمني ذلك ودعونا ننتظر.. !