لندن “المسلة السياحية” ….. يواجه ملايين المسافرين في العطلة الصيفية حالة من الفوضى، مع تهديد النقابات العمالية بتعطيل أكثر من عشرة مطارات في المملكة المتحدة، بحسب ما أوردت صحيفة “دايلي ميل” أمس الأربعاء.
وهددت نقابة “الاتحاد الموحد” بإغلاق مطار هيثرو، وإحداث فوضى لركاب الخطوط الجوية “إيزي جيت” في مطار لندن ستانستد، حيث من المقرر أن يغادر العمال الأسبوع المقبل.
ويصوّت أعضاء النقابة حالياً، بما في ذلك موظفو الأمن الذين يفحصون الأمتعة بحثاً عن المتفجرات وعمال الصيانة، على ما إذا كان يتعين عليهم الإضراب في ثاني أكثر المطارات ازدحاماً في بريطانيا، في نزاع منفصل حول الأجور. وفي حال لقي الاتحاد النقابي دعماً من نقابات الصناعيين، فقد يبدأ الإضراب في شهر أغسطس/آب المقبل في ذروة موسم العطلات الصيفية.
كما يصوت الآلاف من الطيارين في شركة الخطوط الجوية البريطانية “بريتيش إيروايز”، على ما إذا كان يتعين عليهم الإضراب بشأن قضية الأجور، بعد أن رفضت الشركة رفعها بسبب التضخم.
وتعمل الخطوط الجوية البريطانية في 14 مطاراً في المملكة المتحدة، بما في ذلك مطارات هيثرو، وجاتويك، وستانستيد، وليدز برادفورد، ومانشستر، ونيوكاسل، وإينفيرنيس، وإدنبره. وحده مطار لندن سيتي، لن يتأثر بالإضراب لانّ الطيارين الذين يسافرون منه يعملون بعقود مختلفة.
ويغلق التصويت يوم الاثنين المقبل، ومن المتوقع أن تعلن جمعية الطيارين البريطانيين عن النتيجة في وقت لاحق، ونظرًا لأن النقابات مُلزمة قانونًا بتقديم إشعار صناعي لمدة أسبوعين على الأقل، فقد يتم الإضراب اعتبارًا من أغسطس/آب إذا تم المضي قدماً.
وتجدر الإشارة إلى أنّ جمعية “بالبا” البريطانية للطيارين تمثّل نحو 3800 طيار من بين 4500 طيار من “بريتيش إيرويز”، لذلك من المحتمل أن يؤدي الإضراب إلى تعطيل معظم الرحلات الجوية.
وعرضت الشركة على الطيارين زيادة في الأجور بنسبة 14.5 في المائة على مدى ثلاث سنوات، بما في ذلك زيادة تضخم بنسبة 4 في المائة هذا العام، لكن الطيارين يطالبون برواتب تضمن لهم التغلب على مقياس للتضخم، فضلاً عن مخطط مكافأة جديد مرتبط بالأرباح.
من جهته، قال عضو البرلمان عن حزب المحافظين، كريس فيليب، الذي قاد دعوات لتشديد قوانين الإضراب للحد من سلطة النقابات: “هددت النقابات صراحة بالتسبب في فوضى ما يظهر أن هذا ليس أكثر من مجرد تخويف”. وأضاف:” يبدو أن النقابات تستهدف بسخرية العائلات التي تعمل بجد وتحاول السفر في عطلتها الصيفية. يجب ألا تكون الإضرابات إلا الملاذ الأخير في ظروف استثنائية، وألا تحدث في جميع المجالات على هذا النحو”.
وكانت نقابة “الاتحاد الموحد” أكثر صراحةً عند إشارتها إلى “البؤس” الذي سينتج عن عرقلة العطلات إذا لم تتم تلبية مطالب أعضائها في رفع الأجور.
وقال ضابط المنطقة الإقليمي، مارك بارتر: “لا شيء مستبعد، هذه الإضرابات التي دامت 17 يومًا ستسبب اضطرابًا خطيرًا لآلاف ركاب إيزي جيت، الذين يستخدمون ستانستيد لقضاء عطلاتهم الصيفية”. كما حذر من أن “فوضى السفر الصيفية تلوح في الأفق” في مطار هيثرو، مع أكثر من أربعة آلاف عامل، من حراس الأمن إلى المهندسين والسائقين الذين هم على وشك التوقف عن العمل. وزعم أن الاحتجاج قد يغلق المطارات البريطانية المزدحمة.
وزعمت النقابة أن الكثير من العمال ذوي الأجور المتدنية في هيثرو وجاتويك وستانستيد، يعملون لدى مقاولين من القطاع الخاص وحصلوا على زيادة ضئيلة في الأجور.
وحث وزير النقل البريطاني، كريس غريلينغ، النقابات على التراجع عن قرارها بالإضراب في نهاية الأسبوع الماضي. وقال: “بغض النظر عن حقوق وأخطاء النزاع، لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لمحاولة نشطة لتعطيل العطلة الصيفية في مثل هذا الوقت المزدحم من السنة”.
وقالت شركة خطوط طيران ” إيزي جيت” إنها وضعت خططًا للطوارئ، بما في ذلك إحضار موظفي الفحص البديلين، لتقليل تأثير الإضرابات في ستانستد.
وقد تكون الإضرابات الأكثر إرباكًا في مطار هيثرو عندما يخرج الموظفون، بمن فيهم حراس الأمن والمهندسون وسائقو خدمة الركاب، يومي 26 و27 يوليو الجاري، وأيام 5 و6 و23 و24 أغسطس/آب المقبل.العربي الجديد