“المسلة السياحية” …. يُعد مطار “بارا” الوحيد من نوعه في العالم، حيث تهبط الرحلات المجدولة على الشاطئ، وليس على مدرجات المطار المعهودة. ولهذا، قد تكون أفضل لحظات الرحلة المتوجهه إلى مطار “بارا” هي الهبوط، بوجود مشهد الشاطئ المميز، ليصبح المطار في حد ذاته معلماً سياحياً يقصده الزوار. ولكن، كيف تستطيع الطائرات الهبوط فوق رمال الشاطئ؟
ولا يوجد مدرج للهبوط هناك. فبدلاً من ذلك، تستخدم طائرة الركاب الصغيرة مساحة واسعة من الرمال كمدرج مؤقت، بالتزامن مع حركة المد والجزر. ويتعين على الطيار أن يراقب حركة المد والجزر بانتظام مع تفقد أحوال الطقس باستمرار.
وتقع جزيرة “بارا” الاسكتلندية في جزر “هبريدس” في شمال الأطلسي. وهي مأهولة بعدد قليل من السكان، وبالكاد يصل تعداد السكان إلى 1200 شخص، ولا تزال اللغة “الغيلية” الاسكتلندية تنتشر على نطاق واسع هناك.
وتدير شركة الطيران الاسكتلندية رحلتين إلى “بارا” يومياً، على متن طائرة “دي هافيلاند كندا دي إتش سي 6 توين أوتر” الكندية، والتي تتسع لـ19 راكباً فقط، وتفصل قمرة القيادة عن المقصورة الرئيسية مسافة صغيرة. وفي الواقع، يتيح ذلك للركاب فرصة مشاهدة مثالية لكل ما يجري في مقدمة الطائرة.
وكذلك تعني المساحة الصغيرة للطائرة أنه لا يوجد أي مضيف للخدمة أو لتقديم أي مرطبات، مما يترك للطيارين مهمة تقديم إرشادات السلامة القصيرة وتقديم بعض التفاصيل حول الرحلة.
ومع عدم وجود أي وسيلة للترفيه داخل الطائرة، يمكن للركاب مشاهدة أجهزة الملاحة الجوية العملاقة من داخل قمرة القيادة، بالإضافة إلى مشاهدة الغيوم التي تتشكل في السماء.
وبالقرب من الطرف الشمالي للجزيرة، يبرز جهاز “كم الريح” برتقالي اللون، ويُستخدم الأنبوب القماشي لمعرفة اتجاه الرياح، مقابل الكثبان الرملية المعشبة والخليج الواسع لشاطئ “Traigh Mhòr“، والذي يعني “الشاطئ الكبير”.
وتتوقف الطائرة أمام مبنى صغير حيث تلتقي عجلاتها برمال الشاطئ، ثم تتوقف المحركات كلياً. ولا يمشي الركاب إلى المحطة عبر جسر أو حتى عبر مسار إلى المطار بل مباشرة على الرمال التي هبطت عليها الطائرة.
CNN