دمشق “المسلة السياحية” ….. أنظار المثقفين والقراء تتجه نحو مكتبة الأسد الوطنية ومعرضها الدولي الـ 31 الذي سينطلق في الـ 12 من الشهر القادم بحثا عن عناوين وإصدارات حديثة تلبي حاجتهم للعلم والمعرفة ولا سيما مع تحول هذا المعرض إلى أيقونة في المنطقة بعدد دور النشر والعناوين والكتب التي يصر مؤلفوها على إطلاقها وتوقيعها وسط دمشق قلب العروبة النابض.
إحدى أكبر وأهم المكتبات العربية ستحتضن على مساحة تزيد على 20 ألف متر مربع مختلف أشكال المعرفة والتراث والكتب والمؤلفات والدوريات والمراجع والمخطوطات بمشاركة أكثر من 216 دار نشر هي الأهم محليا وعربيا ودوليا ومنها ما يشارك للمرة الأولى.
وأشار مدير عام مكتبة الأسد إياد مرشد في تصريح خاص لـ سانا إلى أن دورة هذا العام من معرض الكتاب تقام تحت عنوان “الكتاب بناء للعقل” باعتبار أننا في مرحلة مهمة جدا تقتضي إعادة بناء الوعي والعقول بعدما تعرضت دول في منطقتنا العربية ولا سيما سورية لويلات الحرب الإرهابية التي طالت حضارتنا وثقافتنا.
وأوضح مرشد أن قائمة الدور المشاركة لهذا العام تضم عددا من أفضل دور النشر في السودان وتونس والأردن ومصر ولبنان والعراق فضلا عن مشاركة إيرانية واسعة تمثلت بـ 23 دارا واندونيسيا التي تشارك للمرة الأولى.
وبالنسبة للفعاليات الثقافية المرافقة ذكر مرشد أن هناك برنامجا ثقافيا غنيا ومتنوعا يحقق تطلعات المهتمين بالثقافة شمل أكثر من 18 فعالية ما بين ندوات وامسيات ومحاضرات تتناول كل جوانب الثقافة بكل أجناسها إضافة إلى معارض تخصصية للكتب النادرة والمخطوطات والفن التشكيلي الذي يقام لأول مرة بعنوان “دمشق في الفن التشكيلي” ومهرجان سينمائي يضم عشرة أفلام تقاسمته روائع أفلام السينما العالمية وأحدث إنتاجات المؤسسة العامة للسينما.
وتشهد أروقة المعرض لهذه الدورة بحسب مرشد حفلات توقيع كتب نوعية ومميزة لأكثر من 268 شخصية ثقافية وإعلامية وفكرية مهمة من سورية والوطن العربي والعالم تمثل فرصة للقاء المثقفين وتفاعلهم.
وللسنة الثانية على التوالي يحتفى المعرض بشخصية عربية سورية تاريخية مهمة عبر اختيار الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري باعتباره شخصية ذات بعد تاريخي حضاري وسوف يتم الاحتفاء به من خلال ندوة أدبية إضافة إلى عرض بعض المخطوطات التي تحتفظ بها مكتبة الأسد حوله.
وعن مشاركة المكتبة في المعرض بين مرشد أنها ستشارك بجناح يتضمن كتبا نادرة تعرض للمرة الأولى أمام الزوار إضافة إلى إصدارات خاصة بها تتعلق بالببليوغرافيا الوطنية السورية وفهارس للمخطوطات والأطروحات وكتبها التي نوقشت في الجامعات السورية فضلا عن ندوة حول المخطوطات والكتب النادرة التي تحتفظ بها المكتبة.
وحول المعايير المعتمدة في تحديد نوعية الكتب المشاركة في المعرض لفت مرشد إلى أنه تم التأكيد على العناوين التي تتناسب مع المعايير الوطنية للشعب السوري وصموده وتضحيات جيشه وانتصاراته مؤكدا أن هذا من حقوق إدارة أي معرض عالميا.
وأشار إلى أن هذه الدورة من المعرض ستشمل للمرة الأولى جناحا خاصا للناشرين الشباب بشكل مجاني بهدف دعمهم وإعطائهم فرصة تجاوز الصعوبات التي يعاني بعضهم منها لافتا إلى ضرورة مساعدة دور النشر التي تدخل إلى السوق ودعم صناعة الكتاب في سورية التي تحقق حضورا متزايدا عربيا.
وعن الحسومات في المعرض ذكر مرشد أن المكتبة تشترط دائما ألا تقل نسبة الحسومات عن 25 بالمئة مع وجود أجنحة ستقدم حسما يصل إلى 60 بالمئة مثل الهيئة العامة السورية للكتاب واتحاد الكتاب العرب متوقعا أن تكون هناك عروض مميزة لبعض دور النشر بما يشجع على القراءة.
وعن توقيت إقامة المعرض العام الحالي أكد مرشد أن اختيار شهر أيلول تقليد تاريخي منذ انطلاقته لمراعاة جملة عوامل باستثناء بعض السنوات نتيجة تزامنه مع الأعياد ومعرض دمشق الدولي معتبرا أن هذا التوقيت مناسب للطلاب مع بدء العام الدراسي.
وستقوم إدارة المعرض لهذا العام بحسب مرشد وللمرة الأولى بإتاحة الفرصة للزوار لتقديم ملاحظاتهم مباشرة حول عناوين الكتب أو صورها أو مضامينها لمعالجتها متمنيا ان يكون الجمهور شريكا في إنجاح هذه الفعالية الكبيرة.
واختتم مرشد حديثه بالإشارة إلى حالة التشاركية التي تميز معرض الكتاب بين مؤسسات وزارة الثقافة والوزارات الأخرى ولا سيما الإعلام ومساهمة المجتمع الأهلي بالفعاليات الثقافية معربا عن أمله بأن تحقق هذه الدورة التميز والتألق الذي يتناسب مع أهمية المعرض وعنوانه.