بيروت …. وصف وزير السياحة اللبناني اواديس كيدانيان، السوق السياحي الصيني بأنه سوق “واعد جدا”، مؤكدا أن بلاده تهدف الى مضاعفة عدد السياح الصينيين في لبنان في المستقبل القريب.
وقال كيدانيان، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن “عدد السياح الصينيين زاد في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2019 بنسبة 22 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018”.
وتوقع أن يصل العدد إلى حوالي 12 ألفا و500 سائح صيني بحلول نهاية هذا العام، مشيرا الى أن عدد السياح الصينيين في لبنان كان بلغ في العام 2018 نحو 9 آلاف و450 سائحا.
وأشار كيدانيان إلى أن بعضا من الصينيين يزور لبنان لأن لديه اتفاقيات تجارية مع شركات لبنانية وقسم آخر للسياحة بينما يأتي آخرون في اطار التبادل الثقافي والاقتصادي.
وقال “ما نهدف إليه اليوم هو مضاعفة عدد السياح الصينيين في لبنان في المستقبل القريب”، مضيفا أن هذا العدد زاد بالفعل من 2500 في العام 2008 الى عشرة آلاف في عام 2019.
ووصف كيدانيان زيارته الى الصين في نهاية شهر أغسطس الماضي بدعوة من وزير الثقافة والسياحة الصيني لوه شو قانغ ، بأنها كانت “ودية وعملية وناجحة جدا”، مشيرا الى أنها تناولت بحث سبل تفعيل الاتفاقات وكيفية تطوير العلاقات السياحية.
وأوضح كيدانيان أنه اتفق مع الوزير لوه على جوانب تطبيقية لاتفاقية التعاون ومذكرة التفاهم الموقعة سابقا بين البلدين، وقال “سنفتح الأبواب أمام السياحة الصينية في لبنان”.
وقال إن “الوزير لوه شو قانغ وضع الخطوط العريضة المطلوبة من الجانب اللبناني من أجل تطوير السياحة بين البلدين”.
وأشار الى أن الخطوة الأولى في مسيرة جذب المزيد من السياح الصينيين إلى لبنان هو إعفاء المواطن الصيني من إجراءات الحصول على تأشيرة دخول مسبقة ومن أية رسوم دخول أخرى.
وأضاف أن “كل ما يحتاج إليه المواطن الصيني لدخول لبنان هو بطاقة سفر ذهابا وإيابا وحجز فندقي”.
واعتبر كيدانيان أن هذه الخطوة تسهل مهمة وكلاء السفر ومنظمي الرحلات الصينيين في تحفيز المواطنين الصينيين على زيارة لبنان.
وذكر أنه اتفق مع وزير الثقافة والسياحة الصيني على المشاركة في المعارض المخصصة للسياحة التي تقام في الصين لتسويق لبنان ومناطق الجذب السياحي فيه.
وأضاف “ستشارك وزارة السياحة اللبنانية وعدد كبير من شركات السياحة والسفر في لبنان في شهر نوفمبر في معرض (سوق السفر) للسياحة الذي سيقام في الصين”.
وأوضح أن وزارة الثقافة والسياحة الصينية ووزارة السياحة اللبنانية ستقومان على هامش المعرض برعاية لقاءات بين وكلاء السفر ومتعهدي الرحلات السياحية في البلدين لتعزيز التواصل والتبادل السياحي.
وأكد كيدانيان أن وزارة السياحة اللبنانية ستعمل على تكليف شركة صينية متخصصة في التسويق والترويج السياحي بتعريف المواطن الصيني بالمنتج السياحي اللبناني.
وأشار الى أن هذا الأمر قد يستغرق بعض الوقت لأنه يحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء لتوقيع العقد مع شركة الترويج السياحي.
وأكد أهمية الترويج المباشر على منصات وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت في الصين آملا الانطلاق بهذا المشروع في العام 2020.
وأوضح كيدانيان أن سفيرة لبنان في الصين ميليا جبور أجرت اتصالات بعدد كبير من الأشخاص المسؤولين عن منصات التواصل الاجتماعي وأن أحدهم زار لبنان مؤخرا وأعد أربعة أفلام قصيرة ترويجية عنه، لافتا الى أنه سيقوم بزيارة أخرى مماثلة للمساعدة في الترويج للبنان بالطريقة الصحيحة وبتكلفة غير باهظة.
وشدد على انه “لا هواجس أمنية لدى زوار لبنان”، وأن “بيروت تعتبر من أفضل العواصم في المنطقة على صعيد الاستقرار الأمني”.
ولفت الى تميز لبنان السياحي والتاريخي والثقافي ووجود العديد من الأماكن الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة (يونيسكو)، معتبرا ان كل هذه العناصر تندرج في اهتمامات السائح الصيني.
وأضاف أن لبنان يتميز أيضا بالحرية وبحياته الليلية النشطة ومطبخه الفريد وأسواقه التي تعرض فيها كل العلامات التجارية، فضلا عن ان الضيافة والخدمة السياحية اللبنانية هي ذات جودة ونوعية عالية توفر للسائح كل متطلباته، معتبرا ان ذلك يجعل لبنان قادرا على جذب السائح الصيني والمنافسة مع دول الجوار.
وحول تأثير عدم وجود خط طيران مباشر بين الصين ولبنان، قال كيدانيان إن ساعات الطيران الطويلة بين البلدين يتخللها محطات توقف ويمكن بالتالي توفير أفضل الطرق بأفضل الأسعار للسائح الصيني لتشمل زيارته الى لبنان زيارة دول أخرى في المنطقة مثل مصر أوتركيا أوالإمارات وقطر.
وشدد على أن لبنان منصة سياحية على مدار فصول السنة وأن مداخيله من السياحة في العام الماضي بحسب احصاءات منظمة السياحة العالمية بلغت 8 مليارات و374 مليون دولار.
وقال ان السوق السياحي الصيني “واعد جدا” حيث يمثل 10 في المائة من السياحة الدولية التي يمولها بنحو 150 مليون سائح سنويا من بين 1.4 مليار شخص يسافرون كل عام للسياحة.
ورأى كيدانيان أنه “سيكون أمرا رائعا إذا أمكننا الحصول على نسبة صغيرة في هذا السوق مما سيعطينا قيمة مضافة كبيرة”.
ويرتبط لبنان والصين باتفاقية للتعاون السياحي كانت وقعت في العام 2005 وبمذكرة تفاهم للتعاون السياحي تم توقيعها في العام 2008 .