الجونة “المسلة السياحية” ….. شهد منتجع الجونة على ساحل البحر الأحمر بمصر حركة سياحية دؤوبة وتزايدا ملحوظا في أعداد السائحين الأجانب والعرب منذ انطلاق فعاليات مهرجان الجونة السينمائي قبل ثلاث سنوات.
ويرى أصحاب أعمال وعاملون بمدينة الجونة أن هناك نموا كبيرا في عدد السياح خلال السنوات الثلاث الأخيرة هو الأكبر منذ تأسيس مهرجان الجونة السينمائي السنوي.
ويقع منتجع الجونة بمدينة الغردقة علي ساحل البحر الأحمر، وتعود نشأة المنتجع إلى عام 1990 حين طورته شركة ((أوراسكوم)) للفنادق والتنمية على مجموعة من الجزر كأحد مشروعاتها السياحية.
ويبعد منتجع الجونة عن مطار الغردقة الدولي 22 كم، ويفصلها عن القاهرة مسافة 470 كم.
وقال علي عادل، وهو نادل في أحد المطاعم بمنتجع الجونة لمراسل وكالة أنباء ((شينخوا))، إنه منذ الدورة الأولى من المهرجان في عام 2017 ، “أصبحت الجونة وجهة مواتية للسياح من جميع أنحاء العالم، حيث فازت الجونة بمزيد من الشهرة بفضل المهرجان”.
وتقام منذ يوم 19 من الشهر الجاري فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الجونة وتستمر حتى 27 سبتمبر الجاري، بمشاركة نجوم وصناع السينما من مختلف دول العالم.
يذكر أن أكثر من 80 فيلما من نحو 40 دولة تشارك في المهرجان في دورته الحالية، وتصل قيمة الجوائز المقدمة إلى نحو 224 ألف دولار أمريكي، بجانب جوائز عينية.
وأضاف عادل “عندما يأتي نجوم السينما المشهورون إلى الجونة للمشاركة في المهرجان، فإن الناس في بلدانهم سيسألون بالتأكيد عن الجونة ويذهبون إلى محركات البحث لمعرفة هذا المكان، وفي النهاية يكتشفون أن الجونة مدينة رائعة وخلابة لا مثيل لها.”
وتابع قائلا، وهو يرقب مجموعة من السياح الألمان يدخلون المطعم، أن أصحاب الأعمال في المنتجع ينتظرون المهرجان بفارغ الصبر لأن شهر سبتمبر أصبح “موسما مواتيا” بالنسبة لهم، حيث يتوافد الآلاف من السياح المصريين وغير المصريين إلى المدينة.
وأشار إلى أن المهرجان هو حدث ثقافي وفني مهم للعاملين في صناعة السينما، مستطردا أنه “مع ذلك، فإنه قد يكون أكثر أهمية للعاملين في قطاع السياحة في المدينة لمردوده المهم على السياحة”.
وأوضح أن الجونة عانت من انخفاض حاد في السياحة على مدى السنوات الثماني الماضية، مثل معظم المناطق السياحية في مصر، مؤكدا أن المهرجان قد بث الحياة في المدينة.
وكانت السياحة تمثل أكثر من 10 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لمصر قبل “ثورة 25 يناير” التي اندلعت عام 2011.
فقد زار مصر نحو 14.7 مليون سائح في 2010، الأمر الذي حقق عائدات للبلاد بنحو 12.5 مليار دولار، غير أن هذا العدد بدأ في الانخفاض بعد الثورة.
إلا أن أعداد السائحين الوافدين إلى مصر بدأت في الارتفاع مجددا، حيث زارها في عام 2018 نحو 9 ملايين سائح، الأمر الذي شكل قفزة نوعية بعد أعوام من الركود، مما أعطى أمل أكبر للعاملين في القطاع السياحي بعودة القطاع لما كان عليه قبل الثورة.
وأكد المهندس سميح ساويرس، مؤسس مدينة الجونة، وهو أيضا أحد مؤسسي مهرجان الجونة السينمائي، أن المهرجان روج للسياحة في مدينته السياحية التي كانت دائما مثالا على الحداثة والجمال.
وقال ساويرس لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه “أمر لا يصدق كم ساعدنا المهرجان في تسويق هذه الوجهة السياحية”.
وأضاف رجل الأعمال أن مهرجان الجونة جعل الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم يتعرفون على الجونة، مؤكدا أن المهرجان ساعد في تسويق المنتجع أكثر من أي إعلانات قام بها.
ويتميز منتجع الجونة بكونه موقعا للغطس في الأعماق والرياضات المائية المختلفة، ويوجد بالمنتجع شاطئان رئيسيان هما شاطئ “زيتونة بيتش” وشاطئ “مانجروفي بيتش”.
ويتخلل المنتجع عدد كبير من القنوات المائية ما يجعل لكل منزل أو فيلا أو شاليه في المنتجع شاطئا خاصا به، ومعظم هذه القنوات المائية أقيم عليها جسور حجرية صغيرة لتسهيل التنقل.