القاهرة “المسلة السياحية” المحرر الاثرى …. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن دير سانت كاترين أدرج تراث عالمى باليونسكو عام 2002 وفقًا لأربعة معايير الأول والثالث والرابع والسادس.
وأشار إلى المعيار الثالث هى الممتلكات التى تعكس إنجاز عقلى أو اجتماعى أو فنى ذو أهمية عالمية التى تقف شاهدًا فريدًا أو على الأقل استثنائيًا على تقليد أو على حضارة لا تزال حية أو حضارة مندثرة أو عادات ثقافية مندثرة.
ويوضح الدكتور ريحان أن ي دير سانت كاترين يجسّد الفكر المعمارى والفنى للحضارة البيزنطية، ففى العمارة تجسّد تخطيط البازيليكا المستمدة من أصل رومانى فى كنيسة التجلى وهى النموذج الأقدم كمكان عبادة للمسيحيين ومنها أخذت كل الأشكال المعمارية للكنائس حتى اليوم، وتمثلت بكنيسة التجلى كل خصائص البازيليكا من وجود صحن وجناحان جانبيان وسقف خشبى ومنبر خطابة ونظام إضاءة بشبابيك كبيرة والباب الغربى للكنيسة جهة الغرب من عصر الإنشاء والهيكل والمذبح المقدس وأضيف إليها نارثكس فى العصر الفاطمى القرن 11م وله عدة وظائف دينية.
ويشير إلى أن الملامح الفنية تجسّدت فى فسيفساء التجلى التى تعود إلى القرن السادس الميلادى وتعتبر أقدم وأجمل فسيفساء فى العالم علاوة على الفسيفساء التى تزخرف تجويف حنية كنيسة العليقة المقدسة، علاوة على أيقونات الدير التى تمثل مجموعة فريدة ذات قيمة فنية رائعة تغطى فترة زمنية طويلة من القرن السادس حتى القرن التاسع عشر الميلادى.
وينوه الدكتور ريحان إلى الأيقونات التى نفذّت فى معامل محلية للأديرة الشرقية فى مصر وفلسطين وسوريا وصنعت فى فترة الفتوحات الإسلامية من القرن السابع حتى التاسع الميلادى وتميزت بالسمات الشعبية وهى تقليد محلى للكنيستين القبطية والسريانية وكان لهذه الأيقونات دور هام فى الإسهام بشكل قاطع فى تشكيل وصياغة الفن المسيحى للأجيال اللاحقة، وأيقونات التقويم الشهرى لخدمة الكنيسة، وتعتبر من أهم وأعظم ما فى دير سانت كاترين حيث يصور فيها القديسون وهم يمثلون كل يوم على مدار السنة، وقد نسقت اثنتا عشرة أيقونة كبيرة بدير سانت كاترين بحيث يبدو فى كل واحدة منها صور القديسين مكتملين على مدار كل شهر، ويرجع مصدر هذه الصور التقويمية إلى الكتابات الموجودة فى المخطوطات بالدير التى كتبت فى القرنين الحادى عشر والثانى عشر الميلاديين.
ويتابع الدكتور ريحان بأن هناك مجموعة من الأيقونات بالدير يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الثانى عشر والخامس عشر الميلادىين، وتمثل شخصيات تاريخية كان لها اتصال مباشر بالدير وساهمت بدور فعّال فى مسيرته الروحانية من رهبان ورؤساء دير وبطاركة وشخصيات لها موضع التقديس مثل نبى الله موسى والقديسة كاترين ويوحنا الدرجى، ويحتمل أنها رسمت داخل الدير لكى تسجل مختلف المواقف الهامة فى تاريخ حياة الرهبنة.
وبذلك تشهد عمارة الدير وفنونه على حضارة مندثرة وهى الحضارة والفنون البيزنطية مع استمرار فكرها المعمارى والفنى واستمرار الصلاة فى هذه الكنائس حتى الآن، واستمرار الدير كمؤسسة دينية واجتماعية وثقافية فى أداء دوره الحضارى منذ إنشاؤه حتى الآن، كما أن وجود الجامع الفاطمى دخل الدير الذى أنشئ فى عهد الخليفة الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م يدل على حضارة ما زالت حية وهى الحضارة الإسلامية.