كتب: د. عبد الرحيم ريحان
القاهرة “المسلة السياحية” ….. شاركت حملة حقوق حضارة لبناء حضارة وهى الفكرة والمبادرة الكبرى التى تتم برعاية أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ومركز فاروق الباز للاستدامة ودراسات المستقبل بالجامعة البريطانية ،والذى يشرف عليها صاحب الفكرة ومنظمها ومديرها الدكتور أحمد راشد أستاذ العمارة بالجامعة البريطانية بجناح ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى السادس للابتكار 2019 تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ،وبحضور الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى ،والدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا والذى انعقد بمركز المؤتمرات والمعارض الدولية يومى 24- 25 أكتوبر.
وصرح الدكتور أحمد راشد بأن الحملة قدمت عروضًا فى بوستات لعدد عشرة أفكار ومبادرات هى أفضل الأفكار المختارة ضمن أكثر من مائة فكرة قدمت لمسابقة حقوق حضارة لبناء حضارة .
وأوضح الدكتور أحمد راشد أستاذ العمارة بالجامعة البريطانية بأن الأفكار التى عرضت بالمعرض ضمن مخرجات المسابقة تضمنت “حقوق الملكية الفكرية والآثار فى ضوء القوانين المنظمة – التحديات والحلول وآليات التنفيذ” ،والتى تعتمد على معالجة السلبيات فى اتفاقية حقوق الملكية الفكرية ” الويبو” التى تجاهلت الحضارة الإنسانية الذى يتميز بها الشرق لحرمانه من أبسط حقوقه فى الانتفاع من حضارته، بالإضافة إلى الحق المعنوى فى حماية هذه الحضارات من التشويه وذلك ليستمر نزيف الانتفاع بحضارة الشرق وآثاره المعروضة فى متاحف العالم دون أى حقوق لأصحاب هذه الاثار الأصليين …
ووضع الأطر القانونية لوضع الآثار ضمن اتفاقية الويبو ،ويتطرق إلى اتفاقية اليونسكو التى أبرمت عام 1970 وهى النص القانونى الدولى الوحيد لمكافحة الاتجار غير المشروع بالتحف الفنية والمنظم لآلية عودة القطع الفنية التى تم الحصول عليها بشكل غير شرعى إلى بلادها الأصلية وعيوبها ، وكذلك العيوب فى قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 ،والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010 والمعدل بالقانون رقم 91 لسنة 2018 لتصحيحها لضمان حقوق معنوية ومادية للآثار المصرية بالخارج، وكيفية تجسيد هذه الأفكار فى لوحات فنية للقطع الهامة بالخارج ومنها رأس نفرتيتى وهى تصتصرخ العالم لنجدتها.
وأشار الدكتور أحمد راشد إلى أن أحد الأفكار تتحدث عن المتحف السلبى، وهى فكرة متحف سالب لأهم الآثار المصرية المغتربة وإعداد صحيفة تعريفية للأماكن الأصلية التى اكتشفت بها ، وخريطة لبيان الدول التى تستحوذ على أكبر عدد من هذه الآثار وترتيبها حسب القطع المعلنة ، على أن يعرض هذا المتحف هذه الآثار بطرق فنية مختلفة كالإظهار السلبى العكسى لمجسماتها فتظهر مثلًا المسلة أو تماثيل الملوك، وغيرها من الآثار المغتربة محفورة فى جدران المتحف بشكل مفرغ بحيث يوحى التفريغ للزائر بغياب الأثر وتكتب معلومات كل أثر أسفله .
ويتضمن أسلوب العرض أيضًا إظهار بعض النماذج الأثرية للآثار مثل حجر رشيد كجسم شفاف من البلكس الجلاس – كلير أيبوكس وعليه نفس النقوش وتنبئ شفافيته عن غيابه عن أرض الوطن ، كما تظهر بعض الآثار مثل تمثال نفرتيتى كحبيبات تتكون من الفراغ لتظهر جسم الأثر ثم يتلاشى ليوحى بالفقدان ويتكرر ظهور المجسم ليوحى بالأصل.
والموقع المقترح لهذا المتحف مدينة منف بين دهشور وسقارة ، والمتحف يتاح بتذاكر مخفضة جدا للأجانب لتأييد قضية عودة الآثار .
ونوه الدكتور أحمد راشد إلى فكرة أخرى متمثلة فى تحويل فكرة حقوق حضارة لبناء حضارة إلى علم يدرس فى الجامعات ،وإنشاء متحف للحضارات الغير مصرية يضم صور وفيديو ونماذج أثرية لآثار هذه الحضارات، وقصص اكتشاف الآثار بها وإثارة قضايا آثاره المنهوبة ومكان تواجدها بالمتاحف العالمية ، لخلق رأى إقليمى ودولى قوى لحقوق عودة الآثار وحفظ حقوق معنوية ومادية لأصحابها نظير الانتفاع بها لحين عودتها ، ويكون مقر هذا المتحف بممر التنمية بالصحراء الغربية المقترح من العالم المصرى الكبير فاروق الباز.
ويتابع الدكتور أحمد راشد بأن أحد الأفكار تضمن إنشاء مقر لمؤسسة حقوق حضارة لبناء حضارة بعد اعتمادها ،وقد تقدم به قسم العمارة بكلية الهندسة جامعة جامعة الزقازيق كمشروع التخرج لطلابها ، كما تشمل المبادرات والأفكار مبادرة ثقافية تعليمية تشمل جولات لزيارة المتاحف عن طريق المؤسسات التعليمية والشرح لهم بواسطة أمناء المتاحف ، وربط المؤسسات التعليمية بالمتاحف والمواقع الأثرية بهدف نشر الوعى الأثرى وتهيئة النشئ على تقبل فكرة حقوق حضارة لبناء لحضارة .